اقليمي ودولي

i24
الأربعاء 31 كانون الأول 2025 - 09:00 i24
i24

خامنئي في أصعب اختبار… أزمات داخلية واحتجاجات تتسع

خامنئي في أصعب اختبار… أزمات داخلية واحتجاجات تتسع

يواجه المرشد الإيراني علي خامنئي واحدة من أكثر المراحل تعقيدًا في تاريخ حكمه، في ظل تفاقم الأزمات الداخلية واندلاع موجات احتجاج متفرّقة، فيما تبدو خياراته السياسية محدودة، وفق تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية.


وذكرت الشبكة أنّ مؤشرات التململ الشعبي أصبحت أكثر وضوحًا خلال الأسابيع الماضية، مشيرة إلى أنّ جزيرة كيش السياحية شهدت في مطلع كانون الأول سباق ماراثون شاركت فيه مئات النساء من دون الالتزام بقواعد اللباس المفروضة، متجاهلات الأوشحة التي وضعتها الجهة المنظمة في حقائب السباق، في مشهد عكس تصاعدًا في العصيان المدني الصامت.


وفي تشرين الأول، برز مشهد لافت في طهران بعدما عزفت فرقة موسيقية مقطعًا شهيرًا في أحد شوارع العاصمة أمام حشد متفاعل، وانتشر الحدث على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واعتُبر دليلًا إضافيًا على تحدّي القيود الثقافية الرسمية.


وأضاف التقرير أنّ الاحتجاجات اتّسعت هذا الأسبوع إلى عدد من المدن الإيرانية، حيث نظّم تجار وأصحاب محال في البازارات تظاهرات احتجاجًا على تدهور العملة المحلية وعجزهم عن دفع الإيجارات، بعدما سجّل الريال الإيراني مستويات قياسية من الانخفاض. وتُعدّ هذه التحرّكات الأكبر منذ احتجاجات عام 2022، التي اندلعت عقب وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة.


وأشارت الشبكة إلى أنّ هذه التحركات، على الرغم من محدوديتها حتى الآن، تعكس حالة سخط متنامية، في وقت يعمد فيه المواطنون الإيرانيون إلى استعادة الفضاءات العامة وحرياتهم الشخصية عبر أفعال فردية غير منسّقة، بينما يبدو أنّ النظام الديني يركّز على البقاء أكثر من معالجة جذور الغضب الشعبي.


ويرى التقرير أنّ خامنئي يقف على رأس مشهد داخلي مأزوم، في ظل جيل شاب أكثر جرأة في تحدّي القواعد الدينية، واقتصاد متدهور، وأزمات متلاحقة تشمل نقص المياه، والانقطاعات الكهربائية، وارتفاع معدلات التضخم والبطالة، إلى جانب ضغوط خارجية متزايدة تقودها إسرائيل في مساعٍ لدفع الولايات المتحدة نحو خطوات عسكرية جديدة ضد إيران.


ونقلت الشبكة عن محللين أنّ المرشد الإيراني يتجنّب اتخاذ قرارات كبرى في المرحلة الراهنة، مفضّلًا سياسة الانتظار الحذر، في ظل إدراكه أنّ أي خيار قد يترتّب عليه كلفة سياسية أو أمنية مرتفعة.


وفي السياق نفسه، قال رئيس تحرير موقع أمواج، محمد علي شعباني، إنّ المشهد داخل إيران يوحي بغياب مركز حاسم لاتخاذ القرار، معتبرًا أنّ خامنئي لا يسمح باتخاذ قرارات مصيرية في هذا التوقيت لأنّ جميع الخيارات المطروحة تحمل تداعيات سلبية.


كما أشار التقرير إلى أنّ الأزمات المعيشية تفاقمت في الأشهر الأخيرة، مع انقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار، ولجوء الحكومة إلى استخدام وقود منخفض الجودة ساهم في زيادة تلوّث الهواء، في وقت تعاني فيه 20 محافظة إيرانية من أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من 40 عامًا.


وأضافت الشبكة أنّ الضغوط الخارجية لم تتراجع، إذ تراجعت فاعلية شبكة الحلفاء الإقليميين لإيران وتعرّضت لضربات متكرّرة، فضلًا عن خسارة نفوذ استراتيجي في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد العام الماضي.


وخلص التقرير إلى أنّ خامنئي، في مواجهة هذا التراكم من الأزمات، يتمسّك بنهجه التقليدي القائم على تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة ورفض الشروط الغربية للتفاوض، فيما يترقّب الداخل والخارج مرحلة ما بعد المرشد، التي قد تمثّل نقطة تحوّل مفصلية في مستقبل إيران، وفق تقديرات محللين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة