Beirut
16°
|
Homepage
العلويون في لبنان: بين الإعلام والإنترنت
شادي علاء الدين | المصدر: صحيفة المرصد | الخميس 01 حزيران 2017 - 12:36

ليبانون ديبايت - الشيخ شادي عبده مرعي*

لجؤا إلى مواقع التواصل الاجتماعي عندما حُرموا من وسائل الإعلام حتى جمال الموسيقى أخفوه..

هَلْ جرَّبْتَ يوماً ودخلت على محرك البحث (google) على شبكة الإنترنت ؟


هل خطر على بالك أن تبحث عن كلمة ( علوي ـ نصيري ـ خصيبي ...) أو مشتقات هذه الكلمات وملحقاتها:( علوية ـ العلويون ـ النصيريون ...) ؟؟
هل جذبك البحث فيما بعد للتعرف على الشخصيات التي ستحصل عليها من النتائج التي ستظهر لك مثل:( المكزون السنجاري ـ المنتجب العاني ـ الشيخ صالح العلي ـ العلامة الشيخ سليمان الأحمد ـ بدوي الجبل ـ أدونيس ...).

من المحتمل - إنْ كنت ممن يعنيه البحث -أن يتطور معك الأمر وتتعرف على كل ما يتعلق بهذه الطائفة سواء أكان أصلها ونشأتها وتاريخها وتطورها أو رجالاتها وعشائرها وأماكن تواجدها وكل ما قيل عنها سلباً أو إيجابياً بمعلوماتٍ محققةٍ في جانبٍ، ومزيفةٍ في جوانبَ أخرى .

ولسنا هنا في معرضِ تفنيد هذه المعلومات والرد عليها لأنها تحتاج إلى إنشاء موقعٍ مُضادٍ يتناول كل المعلومات الواردة واحدة واحدة ثم وضعها في ميزانِ التحقيقِ التاريخي والمنطق الذي يتناسب والحقيقة العلوية .

لكن بالطبع ستجد كثيرا من الحقائق العلوية من خلال العديد من المواقع والمنتديات العلوية التي تتخذ لنفسها أسماء مختلفة ومسيمات متعددة، لكنها معبرة وفاضحة؛ وتتوزع أسماءها وفق تصنيفاتٍ عِدَّةٍ:

منها من اتخاذ اسماً للطائفة كعنوانٍ لها، ومنها من اتخذ من أحد أعلام العلويين عنواناً له، أو أسماء مناطقٍ جغرافيةٍ علوية، أو أسماءَ أشخاصٍ معيِّنين جعلوا من أنفسهم ناطقين باسم الطائفةِ بلا مرجعية ولا أسبقية..

ونحنُ لا نستطيعُ إلاَّ أنْ نشجع مثل هذه المواقعِ للمضي قدماً نحو الأفضلِ والأحسنِ خصوصاً وأنَّها في الغالبِ تقدمٍ صورةً وطنيةً بعيدةَ عن التعصب والطائفية الممقوتةِ كما أنَّها تقومِ بعمليِةٍ جميلةٍ تتجلى في ربط العلويين ببعضهم سواء في لبنان أو سوريا مع المغترب مُقدمةً حوارات ولقاءاتِ تعارفٍ ساعدتْ كثير في إحياء مشاعر الأخوةِ والتعاون كما أنَّها وبشكل ما، تسهم في شحذِ همم الكتابِ وانعاشِ قريحتهم لاستخراج ما عندهم من أفكارٍ بَناءةٍ وما استنبطوه من تجاربهم الحياتية والثقافية ليصبوه في خدمة الوطن والطائفة كما يرون.
إضافةً إلى تصديهم بما أوتوا من ثقافةٍ وعلمٍ لمفترياتِ الأقلامِ ِ الذي ما انفك ولا برح يشوه ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا كُلُّ هذا الإقبال على الإنترنت من قبلِ العلويين، حتى لتجدهم يملؤون فضاءاته أخباراً ومعلوماتٍ وقصصاً وحكاياتٍ؟
لماذا يجاهرون بكل ما كتموه طوال عقودٍ وقرونٍ طويلةٍ بجرأةٍ وشجاعةٍ فائقتين؟

إضافة إلى شكواهم الدائمة من مظلوميتهم في لبنان وحرمانهم لحقوق المواطنية الصحيحة .
ألا يثير هذا الدهشة والإستغراب ؟
ثم لماذا لا نراهم على شاشات التلفاز وعلى صفحات الجرائد والمجلات؟
خصوصاً في لبنان ؟

وليس موضوعنا هنا سوى مناقشة ومعالجة هذا النهم العلوي للإعلام ومحاولاته الدائمة إيصال صوته وفتح ثغرة في جدار الإعلام المغلق عليهم عبر نافذته العريضة ( الإنترنت ) بعد أن شعروا باستحالة إيصال كامل قناعتهم عبر وسائل الإخرى من مقروءة ومسموعة ومنظورة، والأسباب أصبحنا نعرفها جيداً ونحاول هنا استعراضها.

ثمَّة شيءٌ عجيب غريب وهُوَ: ألاَّ يوجد لهذه الطائفة صحفيُّ أو إعلاميٌّ لامع وهم من أنجبوا نوابغ ولوامع في الثقافة والفكر والسياسة والأدب والأسماء معروفة وعديدة .

وأزمتنا مع وسائل الإعلام المحلية: هي في عدمِ إعطائها العناية اللآزمة لشريحة واسعة من هذا البلد ، ولنقل لطائفة أم وأساسية في تكوين النسيج اللبناني تاريخياً ، باعترافِ معظم مؤرخي لبنان في مختلفِ عصوره ولن ندخل هنا في التفاصيل ولكن إن طولبنا بالدليل والبرهان سنجليه للقارئ إن شاء الله غنياً عن العيان. فلبنان حرية الإعلامِ والإعلان والدعاية والنشر ودور الفكر يصبح لبناناً آخر غير هذا اللبنان عندما يتعلق الأمر بهذه الطائفة ، فيتحول إلى بلدٍ عنصري يصب جام حقد وغضبه على هذه الطائفة التي لولا تغير الديموغرافيا نتيجة ما يعرف ( بالحملات الكسروانية والحرب الأهلية) فيها لكنا وجدنا العلويين في موقعٍ غير موقع الذي هم الآن بالتأكيد من حيث كونهم أقلية ، ناهيك عن جبال الضنية وسواها...

هذه الطائفة تترك وتهمل إعلامياً وتحرم حتى ولو من إصدار مجلة صغيرة أو حتى نشرة دورية توصل للآخر وجهات نظرها من الأحداث الجارية والمتلاحقة..
لذلك كانت وسائل التواصل نوافذ لهم ..

هذه الطائفة مكسر عصا في الحرب دائماً للوصول إلى حلول سياسية للأزمات الداخلية استغلالاً لحالةِ النزاع والصراعٍ مع محيطها السني الذي لم يهدأ إلاَّ منذ الخطة الأمنية (نيسان 2014)، ولا تعمل القوى الفاعلة على إنهاء هذه الحالة الغير معقولة ولا مقبولة بين منطقتي (جبل محسن وباب التبانة) بمصالحة شاملة، ومن واجب الإعلام ــــ من وجهة نظرٍ إنسانية على الأقل ـــ أن يعمل جاهداً على تسليط الضوء دائماً على هذه المعضلة ورفع صوته عالياً في وجه العراقيل المصنوعة وهماً في عقول كلا الطرفين، وكلنا يعرف أهمية الإعلام ودوره وأهمية في تذليل العقبات وتقريب وجهات نظر الفريقين.

حتى جمال الموسيقى أخفوه..

في النهاية ، وبعيداً عن تحليل الغناء وتحريمه، وعن تزمت أصحاب الفتاوي، فقد غنَّتِ المبدعة فيروز للشاعر العلوي الكبير المرحوم بدوي الجبل (1905- 1981) قصيدته الرائعة (خالقة)... وقد عشت فترات طويلة في شبابي وأنا أبحث عن هذه القصيدة المغناة للإستماع إليها ففشلت، حتى فاجأني أحد الإخوة بأنه وجدها على اليوتيوب فأسمعنيها فطربت ولو متأخراً ..

وعجبتُ وأسفتُ من الإعلام اللبناني كيف أخفى هذه القصيدة عن آذانِ المستمعين مع أنها لسفيرة لبنان الى النجوم .. وسألتُ هذا السؤال الأخير المُزْعِج حّقَّاً : هل في إخفاءِ روعة هذه القصيدة وجمال آداءِ سفيرتنا، ترجع إلى كون البدوي علوياً؟؟

وهو الذي غنَّى للبنان فأبدع :
لي موطن في ربى لبنان ممتنع ولي بنو العمّ من أبنائه النجب
لكنه (رحمه الله) ختم هذه القصيدة وهو محقٌّ :
لأرحلنّ فلي في الأرض متّسع إن ضاق بي صدر هذا الموطن الرحب
فهل سنجدُ لنا يوماً نحن العلويين في هذا البلد مكانَ حريَّةٍ آمِنٍ ، أم سيضيق بنا ونهاجر ..

* عضو المجلس الإسلامي العلوي
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر