Beirut
16°
|
Homepage
توتّر!
علي نون | المصدر: المستقبل | السبت 03 حزيران 2017 - 6:37

متوتّر فلاديمير بوتين في هذه الأيام أكثر من المألوف الذي عوّد الآخرين عليه. والذي يُظهره ويَستبطنه، في الأساس، مشروعه لإعادة إعمار صيت بلاده المهشّم، ولتأكيد كونها قوة عظمى من حيث المبدأ، وبغضّ النظر عن هوية نظامها وسياساتها وتجاربها.

لكن الملاحظ، أن ازدياد الجرعة العصبية في تصريحات زعيم الكرملين قبل يومين، أمام مديري وكالات أنباء عالمية في بطرسبوغ، يتصل بمعطيات تبدو ذات صلة بالولايات المتحدة أكثر من صلتها بانتكاسات مشروعه القومي.. أي كأنه مربوط بحبل سرّة مع نظيره دونالد ترامب! وكلما إزداد الضغط الداخلي على هذا في واشنطن، اهتزت الأعصاب أكثر فأكثر، هناك في موسكو!

والأغرب، هو أنّ بوتين يرفع سقف مواقفه المبدئية إزاء سعي الغرب الى "تحطيم صعود روسيا وضرب مصالحها ومحاولاتها لترسيخ عالم متعدد الأقطاب" على ما قال، ويضعها في سياق توجّهه لتأكيد "عمق" المواجهة مع الولايات المتحدة، وازدياد ذلك العمق في ظل إدارة ترامب نفسه! أي يستخدم العنف الكلامي، ويستعيد أدبيات الحرب الباردة، من دون استعادة مضامينها، من أجل هدف واحد وحيد هو رفع التهمة عن نظيره الأميركي بأنه مدين في رئاسته الى تدخل الروس، وتلاعبهم الفظّ والاستثنائي (والذكي) بالقضايا التي تهم الناخب الأميركي وتؤثر في طريقة تصويته!


وبوتين في ذلك، يعاود "التدخل" في الشؤون الأميركية مرة ثانية! ويعمل على حماية استثماره في المرة الأولى! سوى أنّ المحاولة الراهنة غير مأمونة النتائج على عكس السابقة، بحيث أنّ الحملة المضادة في دوائر "الدولة" بمعظم فروعها، من أجهزة الأمن و"البنتاغون" الى الكونغرس، والتي انخرط فيها الإعلام بإصرار وعناد وشغف.. تكاد أن تتحول الى مكارثية مُعدّلة، أساسها الهلع المضخّم والاستنفاري من روسيا البوتينيّة ومن شياطينها حتى لو صاروا بيضاً وكفّوا عن كونهم شيوعيين حمراً.. وموجهة بالقدر نفسه الى الرئيس والنخبة الحاكمة في "البيت الأبيض" وليس الى النخب الثقافية والفنية والإعلامية والنقابية مثلما حصل سابقاً!

وبوتين من النوع الذي يثير الهواجس أكثر من الطمأنينة أينما حلّ. بحكم أنّه مشاغب أكثر من كونه ذكياً. وجموحاً بحكم عمره الفتي، أكثر من كونه متأنياً! ومزاعمه أكبر من إمكانياته وطاقاته. وبراغماتيّته أوضح من مبدئيّته.. ولذلك تجفل الولايات المتحدة من إمكانية استخدامه تكتيكات خطيرة لتحقيق أهدافه! وتجفل أوروبا الموحّدة من الأمر نفسه وأكثر، وصولاً الى عدم استبعاد "اختراعه" معركة ما مع الأميركيين لـ"تأكيد" براءة ترامب من صداقته!

ورقعة المناورة في ذلك الإطار واسعة وكبيرة.. وتمتد من سوريا الى المنطقة الكورية الى ألاسكا!! وتلك "تفاصيل" أفصح عنها بوتين نفسه عندما تذكّر فجأة أنّ الأميركيين نشروا وحدات صواريخ في ذلك القطب المتجمد! وفي أوروبا عند "حدود" روسيا! ثم فعلوا الشيء نفسه في كوريا الجنوبية.. ثم عندما أعلنت موسكو عن خطوات ميدانية في الملعب السوري خارجة عن منطق "التفاهم" مع الأميركيين، الذي قسّم العمل والخرائط (موقتاً؟!) وأدرج الجانبين في حرب واحدة ضد "الإرهاب". وضبط اللعبة تحت سقف عدم التصادم.. ما يعني من ضمن معانيه، عدم التدخل في القرار الأميركي الخاص بلجم التمدد الإيراني، ومنع أدوات طهران من التحكم بالمنطقة الحدودية المثلثة السورية – العراقية – الأردنية، وبالطريق الرئيسي بين بغداد ودمشق.

لا أحد يملك جواباً حاسماً عن مآلات سياسة حافّة الهاوية هذه تبعاً لغياب اليقين في شأن نتائج الحملة المضادة في واشنطن على ترامب والتدخل الروسي... علماً أن توتّر بوتين (الإضافي) لا يدل سوى على رجحان كفّة التوقعات السلبية في ميزانه! أم ماذا؟!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 9 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 5 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 1
"نساء المخابرات" الى الواجهة بين ايران واسرائيل: خداع جنسي وفتاوى تبيح "تسليم الجسد"! 10 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 6 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 2
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 11 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 7 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 3
عن الشهيد "حيدر"... حزب الله ينشر فيديو بِعنوان "يستبشرون" 12 200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب! 8 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر