"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:
مع قدوم فصل الصيف وموسم السباحة، تكتظّ المسابح والشواطئ والمنتجعات السياحية في لبنان, باللبنانيين.. لكن في لبنان لكل شيء ثمنه, بما في ذلك المياه والرمل والشمس، وربما حتى الهواء!
غلاء الاسعار اجتاح كل لبنان, ولم يترك اي زاوية لم يحتلها, ولكن ان يكلفك كوب المياه, وبعض المرطبات مبلغ يكفي للطعام على مدة شهر كامل هو ما ليس مقبولا, وهذا ما جعل صرخة فاليري تعلو, ناشرة عبر صفحتها على فيسبوك "فاتورة" من احد المنتجعات السياحية في الجية تكاد ان تكون حارقة، اكثر بكثير من اشعة شمس الصيف.
وفي اتصال مع فاليري, روت الشابة لـ "ليبانون ديبايت", بالتفاصيل ما حصل معها في ذلك النهار, فقالت " كنا قد حجزنا انا ورفاقي عبر "تطبيق" على الهاتف, يوفر لنا تقريبا نصف تسعيرة الدخول الى هذا المسبح, وقبل الذهاب, مررنا بأحد الأفران و تناولنا الفطور, لنذهب الى المنتجع لتمضية النهار والسباحة."
واضافت "لمن اشتداد حرارة الشمس, استدعت منا طلب عبوة مياه, كوب من عصير الليمون, و اثنين "7up", لكي يروي كل منا عطشه, وبسؤال بديهي سألنا الموظف الذي يأخذ منا الطلبية اذا كان هناك "بزورات", او جزر.." لافتة الى انه في كل الاماكن التي ترتادها برفقة اصدقائها, لا تسعيرة على المكسرات والجزر وحتى لو وجدت تكون بسيطة."
وصلت الطلبية, بـ"كبّايات بلاستيك", ولا قائمات للطعام او المشروب تُظهر الاسعار, فروى الأصدقاء عطشهم, واكملوا يومهم هذا, الى ان حان وقت الذهاب, فطلبوا "الفاتورة", وهنا كانت الصدمة, التي و بحسب فاليري " ما كنا حاسبين حسابها!"
فاتورة بـ 79000 ليرة لبنانية, فقالت فاليري "لو طالبين ماي من ذهب ما كانت طلعت هالقد..", ولكنهم رغم مراجعة المسؤولين, فلا شيء تغير , قوبلوا بالرد "انتم من طلبتم هذه الطلبية."
ما حصل مع مجموعة الاصدقاء هذه, يحصل كل يوم, ولكن جرأة هذه الفتاة التي اختارت ان تجلب حقها المسلوب, عبر رفع الصوت على مواقع التواصل الاجتماعي, وتجييش الرأي العام, وايصال صرختها الى المعنيين بمراقبة الاسعار ووضع حد للسرقة التي تحصل هنا وهناك.. الى حين اصبح موسم الصيف والسياحة في لبنان "حدث ولا حرج" فهل من يسمع؟
|