Beirut
16°
|
Homepage
اللّافت في عمليّة "عرسال".. هذا ما ينتظره الجيش قبل الحسم!
ريتا الجمّال | المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 03 تموز 2017 - 1:30

حالة وعي كبيرة موجودة لدى الجيش اللّبنانيّ

توحيد القرار ومنح الجيش الغطاء السياسيّ

آليّات وتدابير وإجراءات يتمّ من خلالها التعاطي مع مخيّمات النّازحين

مرحلة جديدة ومختلفة بعنوان مكافحة الإرهاب


"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

الأسبوع الماضي، كان حافلاً بالأحداث العربيّة واللّبنانيّة، خصوصاً تلك العسكريّة والأمنيّة وحتّى المفصليّة، والجامع بينها تمحور حول القضاء على التنظيمات الإرهابيّة. ففي الوقت الذي تعرّض فيه تنظيم داعش لهزيمةٍ كبيرةٍ في الموصل العراقيّة، نفّذ الجيش اللبنانيّ عمليّة دهمٍ واسعة في مخيّمات النّازحين السوريّين في بلدة عرسال، أسفرت عن مقتل عددٍ من الإرهابييّن، وإصابة عددٍ من العسكرييّن، ليُثبتَ مرّةً جديدةً أنّه حامي الوطن والمواطنين، وأنّه الشرف التضحية والوفاء، واضعاً دمائه في سبيل إنقاذ حياة اللّبنانييّن وبقاء لبنان.

وفي هذا الإطار، شدّد الخبير العسكري عمر معربوني في حديثٍ إلى موقع "ليبانون ديبايت"، على "أن الجيش اللّبنانيّ يقوم والأجهزة الأمنيّة بعمليّاتٍ نوعيّة على المستوى العسكري والأمني، نجحت في الحدّ من فعاليّة التنظيمات الإرهابيّة سواء أكانت خلايا أم قوى عسكريّة متمركزة في الجرود وتحديداً في جرود عرسال وجرود القاع بشكلٍ أساس. أمّا ما حصل قبل أيّامٍ قليلةٍ، فكان عبارة عن عمليّاتٍ استباقيّةٍ نجح الجيش اللّبنانيّ من خلالها في إحباط مجموعة مخطّطات كان من الممكن أن تُحدث خسائر وأضرار كبيرة بشريّة أو ماديّة". معتبراً أنّ "هذه الوقائع الأخيرة أثبتت أنّ هناك حالة وعي كبيرةٍ موجودة لدى الجيش اللّبنانيّ ومديريّة المخابرات والأجهزة الأمنيّة كافّةً لجهة التعاطي مع هذه الجماعات الإرهابيّة".


واعتبر أنّ "المثير واللّافت للانتباه، هو أنّ هذه المرّة الثانية بعد الهجوم الكبير الذي نفّذته وحدات "داعش" و"النصرة" قبل سنوات باتّجاه مناطق سيطرة الجيش في عرسال، نرى فيها عمليّات أو مداهمات داخل مخيّمات النازحين السوريّين حيث تختبئ بعض الجماعات الإرهابيّة، والتي فيها الكثير من المخاطر كونها تحتوي على خلايا نائمة وتشكّل ملاذاتٍ آمنة لها. مع ضرورة الفصل أنّ الغالبيّة السّاحقة من الموجودين في المخيّمات هم من النازحين السوريّين الذين لا علاقة لهم بهذه الجماعات".

وأكّد معربوني أنّ "المطلوب أوّلا، توحيد القرار السياسيّ ومنح الجيش اللّبنانيّ بشكلٍ أساس والقوى الأمنيّة الغطاء السياسيّ بحكم تواجد الجماعات الإرهابيّة في جرود عرسال وجرود القاع، خصوصاً أنّ الجيش قادر على المستوى العسكري والتقني أن يحسم هذه المعركة لمصلحته بشكلٍ نهائيّ ويقضي على هذه الحالات الشّاذة. أمّا المسألة الثانية، فتتمثّل في ضرورة البدء بعمليّةٍ جدّيةٍ لوضع آليّات وتدابير وإجراءات يتمّ من خلالها التعاطي مع مخيّمات النّازحين انطلاقاً من البعدين الإنسانيّ والأمنيّ، بغية تحقيق مستوى أمان لهؤلاء النّازحين، والوصول في الوقت نفسه إلى الخلايا النائمة في هذه المخيّمات".

هذا ولفت إلى أنّ "الجيش اللّبناني أثبت منذ معارك نهر البارد، قدرات استثنائيّة في محاربة الإرهاب ومكافحته سواء أكانت على المستوى العسكري أم الامني، كما أثبت في أكثر من مناسبة قدرته على الإمساك بالميزان المرتبط بجرود عرسال وجرود القاع، بيد أنّ المشكلة الأساسيّة تبقى في التجاذبات السياسيّة والانقسام السياسيّ ومجمل الصراع الدائر في المنطقة والذي يعاني منه أيضاً لبنان". معتبراً أنّ "الانقسام السياسيّ الدّاخلي هو العائق الأساس أمام منح الجيش غطاءً سياسيّاً لحسم هذه الظاهرة الشّاذة، على الرغم من قناعاتي بأنّ الجيش قادر على الحسم خلال أيّامٍ قليلة، خصوصاً أنّه يتحكّم بممرّاتٍ ومعابر هذه الجماعات، وتمكّن من وضعها في نطاقٍ جغرافي مُراقب في الوقت ذاته، كما أنّه يسيطر على الأوضاع، بانتظار الأوامر الواضحة لحسم هذه العمليّات والقضاء على التنظيمات الإرهابيّة".

وشدّد معربوني على، أنّ "الجماعات الإرهابيّة هي على مستوى العالم كلّه والمحيط بأكمله وليست موجودة فقط في لبنان، وتقوم بعمليّاتٍ انتحاريّة وتفجيرات تستهدف من خلالها المؤسسّات الأمنيّة والعسكريّة والحيويّة الأساسيّة وعموم المواطنين، وما من شيء يردعها، فهي ارتكبت منذ ظهورها قبل سنواتٍ وحتّى اليوم كلّ أنواع جرائم القتل، والتوحّش وبأساليب ووسائل مختلفة، الأمر الذي يحتّم على السّلطات اللّبنانيّة العسكريّة والأمنيّة، أن تعي خطورة المرحلة القادمة وتذهب باتجاه إيجاد آليّات للارتقاء بمستوى الأمن الوقائي حتّى لا تقع عمليّات إرهابيّة في لبنان".

عربيّاً، وعلى صعيد التطوّرات الأخيرة التي حصلت في الموصل، رأى معربوني أنّنا "نعيش اللّحظات الأخيرة قبل أن يعلن الجيش العراقي هزيمة "داعش" في مدينة الموصل بشكلٍ كامل. فالتنظيم ما يزال يمتلك مجموعات مشاغلة في بعض أحياء الموصل القديمة، لكنّ هذه المجموعات فقدت القدرة على مواصلة التأثير في الميدان. لذا فهي تقوم بعمليّات مشاغلة أخيرة ولن تذهب باتّجاه الاستسلام لأنّه لم يسبق لداعش أن دخل في أيّة مفاوضات أو تسويات مرتبطة بعمليّات الاستسلام. من هنا، فإنّ الانتصار على "داعش" في الموصل، يشكّل مرحلة مِفصليّة لكنّه لن ينهي التنظيم في العراق".

واعتبر أنّ "الجيش العراقي بمجرّد أن ينهي عمليّاته في الموصل، سيعمد إلى إطلاق العمليّات في "عانة" و"راوة" باتّجاه معبر القائم، بغية القيام بعمليّة فصل ما بين "داعش" الموجود في المنطقة الشماليّة، وذاك الموجود في المنطقة الجنوبيّة، الأمر الذي سيتبعه أيضاً عمليّات دفاعٍ في تلّ صفوك في الشمال عبر خطٍّ حدودي وصولاً إلى القائم، وسيترافق مع عمليّات على خطّ الحدود من معبر الوليد باتّجاه القائم. لكن هذه العمليّات ستأخذ وقتاً طويلاً نظراً لاتّساع المساحات الجغرافيّة".

وختم معربوني بالتشديد على أنّه "حتّى لو انتهى تنظيم داعش عسكريّاً في العراق أو حتّى في سوريا، فسنكون أمام مرحلةٍ مختلفة تماماً، ستحمل عنوان مكافحة الإرهاب وذلك بعد الانتهاء من مرحلة محاربة الإرهاب، لأنّ التنظيم سيعمد عندها بالتأكيد عبر خلاياه النّائمة إلى إعادة تنشيط العمليّات الأمنيّة عن طريق الاغتيال أو التفجير أو التعرّض للقوّات والمنشآت الحيويّة في كلّ من سوريا والعراق".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر