هل سيقلب حزب الله الطاولة على الحريري؟

Beirut

16°

Coming
Soon

المحرر السياسي

المصدر: ليبانون ديبايت

الاربعاء 19 تموز 2017 - 0:30

ثمّة من يُردّد أنّ حزب الله سيعلن معركته عند وصول الحريري إلى واشنطن

الحزب يعرف أنّ خطوة مُماثلة ستضر أولا بالجيش اللّبنانيّ

الإدارة الأميركيّة أعطت غطاءً للجيش في الجرود

"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي

هل سيفعلها حزب الله وينتظر وصول الحريري إلى العاصمة الأميركيّة واشنطن ضمن زيارته الرسميّة ويعلن بدية النسخة الثالثة من معركة الجرود؟ ربّما، كون مصادر معنيّة متابعة لا ترى في المدى القريب أيّة تدابير عسكريّة في الأفق على الرغم من اكتمال جهوزيّة من عُهِدَت إليه أمور العمل.

وتستند هذه المصادر على اهتمام حزب الله بإنجاز "عملية سيطرة نظيفة" عوضاً عن معركةٍ قد تحمل معها الكثير من التكاليف. وما يزيد من هذا التوجّه، وجود نيّةٍ لدى المسلّحين لتلبية تلك الصّفقة، لكنّ تريّثهم مرتبط بمحاولة الاستفادة قدر الإمكان من عامل الوقت، الذي لا يبدو أنّه يسير لصالحهم.

تختلف الأجواء السياسيّة الحاليّة عن عام 2010، يوم اختار الوزير جبران باسيل أن يُعلِن من الرابية استقالة وزراء الثامن من آذار، ليدخل حلفاء حزب الله الحريري إلى البيت الأبيض رئيساً ويخرجوه رئيس تصريف أعمال. اليوم سيكون باسيل إلى جانب الحريري في واشنطن مُمَثّلاً عون الرئيس لا القياديّ المعارض. ثمّة من يُردّد أنّ حزب الله ينتظر وصول الحريري لإعلان صفّارة انطلاق عمليّة الجرود، ليكون بذلك قد سدّد ضربةً ثنائيّةً قاضية تلفت نظر من يعنيهم الأمر بأنّه من يمتلك زِمام الأمور على الأرض.

أوساط قريبة من حزب الله تستبعد لـ"ليبانون ديبايت" انتظار حزب الله حتّى ذلك التوقيت أو مراهنته على هذا الاختيار، لأنّ الحزب يعرف أنّ خطوة مماثلة في ظلّ وجود رئيس حكومة لبنان ستضر أوّلاً بالجيش اللّبنانيّ، والضاحية تبتعد عن كلّ ما يضر الجيش.

ولتأكيد عدم وجود إشارة أو نيّة لدى حزب الله لممارسة لعبة "بولينغ" من خلال ذلك التوقيت، تكشف الأوساط أنّ الإدارة الأميركيّة عبر ممثليتها في لبنان، كانت واضحة في تمرير رسالة تأمين غطاء العمل العسكريّ للجيش اللّبنانيّ في الجرود وأعلمت ذلك لمن استوضحها من المسؤولين، وهذا ما يُفسّر انقلاب البعض على مواقفه السابقة.

وهذا الغطاء قدّم على الرغم من علمها المسبق أنّ الجيش ينسّق عسكريّاً مع حزب الله بحكم المصلحة المشتركة، وبالتالي يستشعر من أسلوبها أن تمارس "مكراً" في مكان، محاولة تقديم الجيش على الطبق أو البساط الذي يلعب عليه حزب الله، إفساحاً في المجال لها ألّا يُسجّل الحزب انتصاراً خالصاً في الجرد، كونها شبه متأكّدة من أنّ الإمكانيّات المُتاحة له تتجاوز تلك التي في حوزة المسلّحين وبالتالي التفوّق من صالحه.

على مقلب الجيش اللّبنانيّ، فقد تحوّل إلى خليّة عملٍ لا تهدأ مُكثِّفاً من مروحةِ المتابعة العسكريّة، إذ بات القائد مناوباً في اليرزة على متابعةِ أدقّ التفاصيل. وعلم "ليبانون ديبايت" أنّه خصّص قبل أيّامٍ اجتماع عسكريّ تحضيريّ لضبّاط متخصّصين، وضع في إطار التحضيرات.

سياسيّاً، تواتر لـ"ليبانون ديبابت" أنّ قائد الجيش العماد جوزيف عون لن يكون في عِداد وفد الرئيس الحريري إلى واشنطن بل سيقوم بزيارةٍ خاصّةٍ إلى العاصمة الأميركيّة يوم 12 آب. وأشارت مصادر متابعة لموقعنا، أنّ زيارة الحريري التي ستبحث دون شكّ المساعدات العسكريّة للجيش، سيقوم بضوئِها القائد بزيارة متابعة، كان أساساً قد حُدّدت بوقتٍ سابق.

وبينما حضر الوسط السياسيّ لاستقبال النسخة الثالثة من عمليّة الجرود، لاحظت مصادر معنيّة ومتابعة، أنّ ثمّة وزراء وسياسيّين، يعلمون على مستوى "الحرتقة" لدى عددٍ من السفارات من أجل التأثير على مسار العمليّة والإيحاء بأنّها تأتي خدمةً لمصلحةٍ خاصّةٍ بحزب الله، وهذا يتّضح من خلال بعض التصريحات الإعلاميّة التي لا تُخفي هذا الجو. لكنّ ذلك لم ينعكس بشيءٍ على مسرح العمليات، إذ تتواتر معلومات عن دخولٍ روسيٍّ من خلال مِظلّةٍ صاروخيّة وُضِعَت في خدمةِ أغراضِ العمليّة لصالح الجيش السوري، ترافقت مع غارات مُكثّفة قامت بها أسراب من مقاتلات سلاح الجوّ السوريّ التي استهدفت وادي الخيل ووادي الدب ووادي العويني وتلّة المغر في وادي الخيل التي تُعتبر معقل أمير جبهة النصرة في القلمون الغربيّ أبو مالك التلّي.

تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا