Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
ما وراء التغريدة السعوديّة.. فتّش عن دمشق!
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الخميس
07
أيلول
2017
-
1:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
لا يُمكن وضعُ تغريدةِ الوزيرِ السّعوديّ ثامر السبهان العدائيّة بحقِّ حزبِ الله والمُهدِّدة للبنان، إلّا في خانةِ مُقامرةِ السّعوديّة في المِنطقة، والّتي عانَت من ضرباتٍ عدّة ليسَ فقط في سوريا؛ بل في اليمن أيضاً، إذاً تأتي التصريحات من مُوجِباتٍ سعوديّةٍ محضة، لكنّ تفسيرها يخضعُ للنقاشِ على مُستوياتٍ عدّة.
التّغريدةُ التي لم تأتِ من عدم، إذ أحدثت ارتباكاً لدى المُستوى السّياسيّ الذي ضاعَ في تفسيرِ مواقف المملكة، بين تلكَ الّتي تدعو للتقرّبِ من إيران وتُطبّق الأقوال بالأفعال، والأخرى الصّادرة عن الدّبلوماسيّةِ السّعوديّة والّتي ترفعُ السّقفَ وتنتهجُ الخطاب القديم نفسهُ، ما صُوِّرَ أنّ هناك خطابين في المملكة. إذاً هناك خطبٌ ما في السّياسة الدّاخليّة السّعوديّة مُضاف إليه شدُّ حِبالٍ حتّمَ على السبهان الخروج بهذا الموقف كي لا تكون الأمور مُتباعِدة.
ولا شكّ أنّ تغريدة السّبهان وضعت الرّئيس سعد الحريري بموقفٍ مُحرِجٍ وقد تتسبّب بخلقِ إشكالٍ داخل الحكومة لا يُريده في الوقت الحاليّ ما وجبَ عليه القِيام بالتفافةٍ على ما أعلن من خلالِ إرسالِه إشاراتٍ بوجودِ نيّةٍ لاستيعابِ الصّدمة التي تَشكّلت بعد "موجةِ التّغريد" بُغيةَ المُحافظة على الحكومة، إذ من المُتوقّع أن يُثبَّت أوّل اجتماعٍ لمجلسِ الوزراء يلي التّغريدة صحّة هذا التّوجّه.
الارتياب من التغريدة وضعها السياسيون على طاولة المشرحة لفهمِ حيثياتِها، فجرى رسم مستويين:
- الأوّل؛ إنّها أتت كوسيلةٍ لإنعاشِ فريق السّعوديّة في بيروت الذي أخذ يسبحُ عكسَ التّيّار الإقليميّ ثمّ جرى حقنه بمنشّطاتٍ من نوعِ "السبهان" يوم كان في بيروت، وعليه يجب دراسةُ منفعتِهِ وبالتالي وَجب إرسال "جرعة اختبار" إليه لرصدِ مِقدار التّكيّف، إذ تبيّنَ أنّ هذا الفريق ما زال بحاجةٍ إلى حقنات "زيادة" كي يُقطّر خِطابه بشكلٍ مُوحّدٍ بعد أن باتَ يُعاني الضّياع من الخِطاب السّعوديّ وتصرّف رِجالات المملكة في بيروت.
- الثاني؛ رأى فيها لطشةً سعوديّةً أتت لإرباكِ حزب الله وحلفائِه بعد خُطوةِ المملكة التّقرّب من إيران وإعادة لُحمة العلاقات معها، وبالتالي لا يُريد السبهان -أو من يقف خلفه- ترك الحزب أو فريقَه يشعر بملذّاتِ الانتصار السّياسيّ والعسكريّ في آنٍ معاً، فوجبَ التّنغيص عليه كي لا يستولدَ خِطاباً عالي النّبرة؛ يُبنَى على الخّضات السّعوديّة ويجري استثماره في الدّاخل، لا بل إنّ هذا الفريق، ذهب باتّجاه اعتبار تغريدة "السبهان" مُوجّهة إلى الرئيس سعد الحريري، مُبعِدَاً فَرضيّة أنّ سببها يكمنُ خلف ما أدلى به النّائب في كتلةِ الوفاءِ للمقاومة نوّاف الموسوي.
هذا في المقامينِ الظّاهرين، أمّا فيما خَفِيَ، فهناكَ شعور أنّ السّعوديّة تُريدُ من "تغريدة السبهان" تجريدَ لبنان من خُطواتِ حزب الله الآيلةِ صوبَ إعادة فتح بابِ التّطبيع مع دمشق، خاصّةً بعد رصد المملكة أنّ حزب "جدّيّ" فيما يُخطّط له، لا بل إنّه أنهى الخُطوات والتّرتيبات الخاصّة بتلكَ العودة وفرضَ على الحكومة اللّبنانيّة ذهاب وزرائِهِ إلى دمشق بصفتهم الرّسميّة وليس المدنيّة.
هذا الأمرُ ترفضهُ السّعوديّة من منطقِ سحبِ ذرائع الانتصار من حزبِ الله وعدم تَركِهِ يُكرّس فرضيّاتِه التي راكمها فعليّاً من خلفِ ما أُنجِزَ على الحدود وفي الدّاخل بعد أن أثبتَ أنّه يمسك الملفّات من طرفيها، وبالتالي تُريدُ السّعوديّة تصنيف اللّبنانيّين كفريقين؛ فريق مع توجّهات حزب الله الجديدة بكلّ ما فيها، ومن ضمن ذلك إعادة العلاقة مع سوريا الّتي ترى فيها بهذا الوقت تحديداً "ضربةً مُوجّهةً إلى سياساتِها"، وفريق آخر يرفض توجّهات الحزب ثمّ عليه مُواجهتهُ والسعوديّة تتكفّل في دعمهِ، من هنا بدأت ترتفعُ أصواتُ بعضٍ من 14 آذار بعد اضمحلالهم!
يقول أحد الأوساط السّياسيّين لـ"ليبانون ديبايت"، إنّ السّعوديّة فعليّاً أدركت سقوط رِهاناتها وهي تعملُ اليوم على تحقيقِ الحدّ الأدنى من مصالِحها، ما أجبرها على التّقرّب من إيران وإعادة ترتيب العلاقة معها، وهي في القادمِ من الأيّام لن تكونَ خارجَ الإرادة الدّوليّة المُوافِقة على بقاءِ الرئيس بشار الأسد مع إبقائِها على هامشٍ طفيفٍ من المُعارضة، وهي لا تُريدُ الاستعجال حاليّاً في ترتيبِ هذهِ العلاقة حتّى يتفرّغ الجميع منها وبالتالي هي لا تُريد أن تدعَ اللّبنانيّين يذهبونَ قبلها؛ بل بعد أن تذهب هي كجزءٍ من الفلكِ الدّولي!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا