"ليبانون ديبايت"

حطّ رئيس التيّار الصدري العراقي وقائد "سرايا السلام" في الحشد الشعبي، مقتدى الصدر، في بيروت قبل أيام، برفقة عائلته، لتعصف التحليلات مع معلومات "سطحية" تسلط الضوء على علاقة الزعيم الشيعي الوافد حديثاً من زيارة الى المملكة العربية السعودية ودولة الامارات، وما نسج حولها من تكهنات وصلت حد اعتبارها "اعلاناً لخروجه عن المحور الذي تقوده طهران ويعتبر حزب الله أحد اعمدته".

فعلياً، ارتبطت علاقة الصدر بحزب الله ومن خلاله بالأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بكثيرٍ من الوِد الذي رفع قيمتها من سياسية الى شخصية انطلاقاً من حيثية الصدر غير القابلة للاختزال داخل البيئة الشيعية العراقية او الشيعية العامة والتي تنظر اليها الضاحية باحترام وقيمة وتوليها الاهتمام والعناية اللازمتين لأنها على قدرٍ من المعرفة بكل تشعباتها ودور وحيثية زعيم التيار الصدري.

لكن البعض في بيروت يبدو انه يأخذ الامور الى مناحٍ اخرى وضمن كثيرٍ من الابعاد التي لا يصلح تحليل العلاقة على اساسها، وتضع من يصوغها بمقام الجاهل بتفاصيلها، باعتبار أن هذه الزيارة جاءت بعد ارتفاع الصوت الشيعي العراقي ضد حزب الله على خلفية الاتفاقية الأخيرة التي قضت بخروج "داعش" الأراضي اللبنانية باتجاه الحدود السورية العراقية، وهذا ما رفضته بعض الشخصيات العراقية المحسوبة على حزب الله.

عموماً، لا ريب في ان يأتي مقتدى الصدر الى بيروت، فهو صاحب زيارات متكررة الى العاصمة اللبنانية كغيره من القادة العراقيين، السياسيين والامنيين والعسكريين، الذين يعتبرون بيروت "بيتهم الثاني" و"محطة أساسية لهم". من هنا، اتت زيارة الصدر التي تزامنت مع عودته من السعودية، لذلك كان لا بد من إحاطتها بهامشٍ من التحليلات تحت بقعة من الضجيج والثرثرة.

ومن المعروف انّ زيارات الصدر الى بيروت لا تأتي من خارج قناة التنسيق مع حزب الله. والحالية تحديداً، نسقتها "دائرة الصدر" مع المراجع المعنية المكلفة ادارة الملف العراقي - اللبناني في الحزب. وكعادته، استلم المرجع المسؤول الشق "الامني" الخاص المرتبط بمواكبة وحماية حركة الصدر وتوفير كل عوامل الراحة له ولعائلته.

وتبدو المعلومات التي تُنشر عن "رفض نصرالله للقاء الصدر" غير واقعية بتاتاً كون العلاقة التي تربط حزب الله بالتيّار الصدري على حالها ولم يعكر صفوها لا زيارة من هنا ولا موقف من هناك طالما ان الاسس لا تزال ثابتة ولم يطرأ عليها اي تغيير.

وعلم "ليبانون ديبايت" انّ الصدر لم يسجل لغاية وجوده في بيروت "حتى الآن" أن طلب موعداً للقاء السيد حسن نصرالله، وهو كما حزب الله يربطان هذا الامر ضمن قناة خاصة ترتب هذه الامور، علماً ان الزعيم العراقي وجد مراراً في بيروت من دون ان يلتقي نصرالله.

ويُسجل ان لقاءات اخرى كانت قد حصلت في وقتٍ سابق بعيداً عن الاعلام.