Beirut
16°
|
Homepage
هل أعطت السعوديّة إيعازاً إلى المشنوق؟
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 27 أيلول 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

لا ريبَ في أنّ الرئيس سعد الحريري لهُ مصلحةٌ في استمرارِ العِلاقة مع التيّار الوطنيّ الحرّ لأنّ الرجل يُخطط إلى أبعد من رِئاسة حكومة مُدّة صلاحيتها أشهر، إذ يُوحي حِراكه الدُّوليّ والمحلّي أنّه رتّبَ استمراره في الحكم لأمدٍ طويلٍ أقلّهُ إلى ما بعد الدورةِ الانتخابيّة القادمة. حتّى إنّ الحريري نجحَ بجمعِ الأضّاد بشخصهِ كون أشدّ خُصومه السياسيّين (أي حزب الله) لم يجد حرجاً في وجودِهِ بالرئاسة، بل على العكس تماماً ثمّةَ شعورٌ سياسيٌّ عامّ بأنّ "الحزب" من أكبر المستفيدين من وجودِ الحريري في "السراي"..!

وعليه لنّ يُغامر الحريري في "نكس" العلاقة مع التيّار الوطنيّ الحرّ ومَنْ خلفه، بل سيسعى إلى ترميمها كلّما تعرّضت لتشقّقٍ ما، أقلّها ضمن الحدود المعقولة.


هذا الكلام يُعاكسهُ آخر يُفيد أنّ الحريري ولو "أُجبرَ" فلن يتوانى عن الدخولِ في "معركةٍ تصحيحيّةٍ" بوجهِ "التيّار"، كذلك لنّ يجدَ صعوبةً في العثورِ على الأدوات اللازمة للغرض! من هنا يُقرأ تصعيدُ وزير الداخليّة نهاد المشنوق "غير المضبوط" نحو انتقادِ "الوطنيّ الحرّ" بشخصِ الوزير جبران باسيل على إثر لقاءِ الأخير بنظيرهِ السوريّ وليد المعلم.

ذهبَ "المشنوق" بعيداً في انتقادِ باسيل مُورداً اتّهاماً بـ"خرق" البند الثّالث من صفقة انتخاب الرئيس ميشال عون، ما أدّى لتحرّك "مياه المُستقبل" الرّاكدة عند بعضِ الصقور "المُشاغبينَ" الّذين لمسوا استفادةً من هذا الجوّ فأخذوا يتحرّكون صوب "المشنوق" مندفعينَ مُحرّضينَ وعلى رأسِ هؤلاء النائب أحمد فتفت.

وهناك مُفارقات عدّة تُسجّلُ لقراءةٍ "ثلاثيّة" الأبعاد لمواقفِ المشنوق. أوّلها أنّها أتت خلال "مناسباتٍ شعبيّةٍ" تضمّ شرائح اجتماعيّة "سُنيّة" اِشتهُرت برفعِ الصوتِ بوجهِ الحريري مُؤخّراً، ثانيها أنّ "ثانِيَتَها" جاءت من على مِنبر "دار الفتوى"، وثالثها أنّها تزامنت مع إحياءِ السعوديّة لعيدِها الوطنيّ واهتمامها كثيراً بدعوةِ المشنوق!

لا ريبَ أيضاً في الظنّ في أنّ الحريري الصامت لغاية الآن عن إبداءِ أيّ تعليقٍ حولَ لقاء باسيل أو مواقف المنشوق، قد يكون أوكل مُهمّة "ضرب حديد" العلاقة مع "التيّار" إلى "جبلِ الثلج" المُتمثّل بـ"المشنوق" أملاً في تليينِها على خشبةِ التّصعيدِ بوجهِ "باسيل". رُبّما يُراهن رئيس الوزراء أنّ "رفع الصوت" قد يحفر في العلاقة ويعيدُ "الحليفين المستجدَين" إلى حدود "العقلانيّة"، وما رفع سقف المطالب والإيحاء بـ"استقالة الحكومة" إلّا باباً من أبوابِ تعزيزِ أوراق الضغطِ وغمزاً من "التيّار الأزرق" نحو "البرتقالي" من أنّه لن يجدَ صعوبةً في حلّ الحلفِ القائم أو تعليقِهِ وهو "ليس مُتعلّق كثيراً بحبالِ العلاقة"!

قد تكون إيحاءات "المُستقبل" مُجرّد "تهويلٍ" لسحبِ "التيّار" إلى الخندق السّابق وكبح جماحه أو ثنيّه -في أحسنِ الأحوال- عن التقرّب من النظام بدمشق، وقد يكون ذلك مؤشراً إلى ذوبانِ العلاقاتِ الثنائيّة في مجرى نهرِ المصالح الإقليميّة المُتدفّقة، لكن في الحالتينِ سيترتّب "تموضع سياسيّ جديد" تقول أوساطٌ سياسيّة إنّ أشكاله "بدأت بالتبلورِ منذُ مدّة".

دفعَ رئيسُ الجمهوريّة وفريقه ومن خلفِهما الحلفاء السياسيّين التقليديّين في الثامن من آذار نحو "استعادة العلاقات مع سوريا" من بوّابةِ الحاجة للتنسيق في مسألةِ النازحين، قد يكون مبرّراً لـ"تكويعة" في العلاقاتِ بين "الأزرق" و "البرتقاليّ" مُستفيدةً من تأثيراتِ المدّ والجذرِ الحاصلَين الآن في النفوذِ الإقليميّ، وربّما قد يكون "التيّار" في حلٍّ من الوفاءِ بالتزاماتِه السّابقة التي كبّلته بداعي علاقتِه بـ"تيّارِ المُستقبل"، وعليه ربّما وجد أنّ الظّرف الحاليّ هو الأمثل للخروج من ما ارتبط به!

أيضاً يُمكن أنّ نستخدم هذا التحليل في مقاربةِ "المستقبل" الحاليّة، الذي ربّما باتَ مُحرَجاً من "أفعالِ" الرئيس ميشال عون ومواقفهِ أمام حُلفائِه الإقليميّين وعلى رأسهم السعوديّة "ذات البرودة" في العلاقة مع "عون"، وربّما لَمَسَ أنّ السعوديّين "نفضوا اليد" من رئيس الجمهوريّة وفريقه، وأكبر دليلٍ على ذلك هو استثناءُ الوفد اللّبنانيّ من اللّقاءاتِ المُهمّة في نيويورك وخلوّ جعبتهِ منها، وبالتالي قد يجد "المستقبل" في إعادة التّموضعِ "البرتقاليّة" فكّاً لالتزاماتِه معهم وعودة مريحة إلى "خندقِ السّعوديّة".

العلامتان تقودان إلى البِناء مُجدّداً على تغريدات الوزير السعوديّ "ثامر السبهان"، ولقاءاته في بيروت معطوفةً على الخطاب السياسيّ ومربوطةً بمحاولةِ "إعادة الزخمِ لفريقِ الرابع عشر من آذار" و -ربّما- إنّ ثمّةَ من يدور بفلكِ هذا الطرح حالياً مُمهّداً لعودةِ "الانقسام" السياسيّ ذات الطابع الحادّ.

القيادة نحو هذا المنطق لا تمرّ إلّا من طريقِ انكسار العلاقة بين التيّارين، والذي يتجلّى اليوم بالابتعادِ عن "وحدة النظرة" نحو الأمور الإقليميّة و "استعادة الحرارة" على خطّ "المستقبل - القوّات".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 1
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب! 10 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 6 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 2
غليان داخل الرضوان واسرائيليات يتجولن في لبنان... حسين مرتضى يكشف خطة الحزب! 11 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 7 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر