Beirut
16°
|
Homepage
مشروع الفتنة مُستمرّ.. لماذا المشنوق ومراد؟!
ريتا الجمّال | المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 27 تشرين الثاني 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت"- ريتا الجمّال:

قبل أيّام احتفل اللبنانيّون بالذكرى الرابعة والسّبعين لاستقلال لبنان.. ذكرى أنهت احتلال وسُجّلت بعدها احتلالات دمّرت الحجر وأرهقت البشر لكنّها لم تتمكّن من القضاء على عزيمة شعب يؤمن بأنّ "بعد كلّ موت قيامة"، وصلابة وطن شُبّه بطائر الفينيق الذي دائماً ما ينهض وينتفض من تحت الرماد.

صحيح أنّ لبنان صغير بمساحته، الّا أنّ أعداءه والطّامحين للحصول على حصص فيه كُثر، فالوطن الذي وصفه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بـ"الرسالة"، بات مَحطّ أنظار الكثير من الدول والاعداء الذين يريدون تمزيق "أوراقه" وأخذه من العيش المُشترك الذي يتغنّى به الى الفتن والحرب الاهليّة، هو الذي بقيَ خارج الثورات العربيّة والنيران، وكان اوّل من صنع انتفاضته وتفرّد في نظامه الديمقراطي الحرّ في محيطه العربي.


كما أسقط لبنان كلّ محاولات "الغيارة" الذين سعوا لدفعه باتجاه حرائق المنطقة واشعال نار الفتنة المذهبيّة فيه، بفضل ارادة الشّعب ووعيه المجبول بالتجارب السّابقة، وعهد أعاد للبنان موقفه الرسميّ الحرّ والقويّ والشّجاع والجريء، وانجازات عدّة سجّلتها الأجهزة الأمنيّة حمت من خلالها الارض والشعب، وسجّلت عبرها أوّل انتصار عربي على الارهاب، ولا تزال ساهرة لابطال كلّ مخطّط ارهابي.

تشرين الثاني، كان شهر اسقاط الفتنة بامتياز، فمن جهّة أولى وبغضّ النّظر عن اللّغط الذي حصل حول وضع رئيس الحكومة سعد الحريري، الّا أنّ طريقة التعامل مع هذه القضيّة، تخطّت كلّ التوقّعات.

فبينما رجّح كثيرون أن تُترجم ردود الفعل الغاضبة في الشّارع اللبنانيّ وتحديداً السّني والشّيعي، وبانقسامات حادّة على السّاحة السياسيّة تقضي على العهد وتفتّت أطرافه، تمكّنت الطّائفة السنيّة ودار الفتوى، من إظهار الصورة الحقيقيّة للاسلام التي شوّهتها التنظيمات الارهابيّة، فتعاملت مع خطوة الحريري بحكمة ووعي ووطنيّة كذلك فعل "تيّار المُستقبل" الذي تمنّى منذ اليوم الاوّل على مناصريه عدم تنظيم اي تحرّكات شعبيّة، كذلك فعل أهل الطائفة الشيعة و"حزب اللّه" تحديدا الذين اتّبعوا الخُطاب الهادئ لمنع حصول اي فتنة سنيّة شيعيّة.

أما العهد فحافظ على تماسكه، لا بل وحّد الصفوف وغالبيّة القوى السياسيّة حول رفض استقالة الحريري، وعدم البتّ بها قبل عودته الى لبنان، فكانت جولات من المُشاورات في قصر بعبدا، لم تستثنِ أحداً، ومواقف جريئة اتّخذها رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون حتّمت على الدول الخارجيّة ان تلعب دورها انطلاقاً من العلاقات الدبلوماسيّة، وتدخل على الخطّ لمنع حصول اي اعتداء على لبنان بكافة اشكاله.

كان تدخّل "الامّ الحنون" فرنسا بناءً على إصرار أب الجمهوريّة، فتبدّل المشهد بصورة رائعة عن الوحدة الوطنيّة وبدل الانقسام، فرض التضامن نفسه حتّى بين الرئيس عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي اللذان توحّدا "في مرّات نادرة" على موقف واحد خلق جوّاً من الطمأنينة والرّاحة في الدّاخل اللبنانيّ، ودفع الحريري بالعودة الى لبنان والتريّث بقرار الاستقالة بانتظار ما ستؤول اليه المُشاورات.

مُخطّط الفتنة الثّاني، كان أمنيّاً، فبعد انجازات الاجهزة الامنيّة الكثيرة التي حافظت من خلالها على الاستقرار الامني في البلد، ها هي اليوم المديرية العامة لامن الدولة تُبطل مُخطط العدوّ الاسرائيليّ و"حلمه" المُستمرّ في تدمير لبنان، من خلال عمليّة نوعيّة استباقيّة في مجال التجسّس المُضاد، تمثّلت بتوقيف المُمثل والمخرج زياد أحمد عيتاني، بجرم التخابر والتواصل والتعامل مع العدو الإسرائيلي.

واعترف عيتاني بـ"رصد مجموعة من الشخصّيات السياسّية رفيعة المستوى، وتوطيد العلاقات مع معاونيهم المقرّبين، بغية الاستحصال منهم على أكبر كمّ من التفاصيل المتعلّقة بحياتهم ووظائفهم والتركيز على تحركاتهم، وتزويد العدوّ بمعلومات موسّعة عن شخصيتين سياسيتين بارزتين، هما وزير الداخليّة نهاد المشنوق والوزير السّابق عبد الرحيم مراد، والعمل على تأسيس نواة لبنانيّة تُمهّد لتمرير مبدأ التطبيع مع إسرائيل، والترويج للفكر الصهيوني بين المثقفين، وغيرها من الاعترافات. فلماذا المشنوق ومراد؟!

في مُراقبة سريعة لمسيرة الرجلين، تسقط علامات الاستفهام كلّها، وتتوضّح الصّورة أكثر، ففي استهداف المشنوق، ضرب للاستقرار الامنيّ ولشخصيّة أمنيّة بارزة كان لها دوراً كبيراً في الحفاظ على أمن الوطن وحماية المواطن. أما النيل من مراد ففيه ضرب للاعتدال السّني، ولبيت سياسيّ سنيّ عريق، وشخصيّة هي رمزٌ للوطنيّة، واسم طرح كثيراً في الفترة الاخيرة لتولّي رئاسة الحكومة لما له من شعبيّة في البيت السّني والبقاعي واللبنانيّ.

وهكذا سقط مشروع الفتنة، فالشّارع الذي أرادوه ساحة للتقاتل، والتظاهرات، تحوّل الى "شوارع" غصّت بالحشود المُهنّئة بعودة الحريري، والمُحتضنة للمشنوق، والداعمة لمُراد، والواقفة بالمرصاد لاي طابور خامس يسعى الى اختراق وحدة صفّها.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر