بعد أن نشر موقع "ليبانون ديبايت" تقريراً تحت عنوان "إقصاء "الأرثوذكس" في الأمن الداخلي... هل يتحرّك المشنوق؟", حيث نقل من خلاله اعتراض "مطرانية بيروت للروم الارثودوكس" على التشكيلات الجديدة في قوى الأمن الداخلي التي لم تراع التوازنات المذهبية في الطوائف, اذ غُيّبت طائفة "الروم الارثودوكس" كلياً عن الحصة المسيحية في التشكيلات, خرج متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة خلال ترأسه القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس عن صمته, وردّ بالتالي:
"أود لفت نظر المسؤولين إلى الإجحاف اللاحق بأبنائنا في قوى الأمن الداخلي والذي تناولته وسائل الإعلام، إذ لم تراع التشكيلات المقترحة التوازنات، وكالعادة كان الإقصاء من نصيب الأرثوذكس. فهل يجب أن يدفع أبناؤنا دائما الثمن أم هل نفتقر إلى الكفاءات، ألم يجدوا بين الأرثوذكس من هو أهل لخدمة وطنه من خلال المسؤولية الموكلة إليه، أم أن الطوائف الأخرى تزخر بالكفاءات والأرثوذكس يفتقدونها؟".
وقال: "الدولة العادلة تعامل أبناءها بالتساوي ولا تميز بين مواطن وآخر وموظف وآخر بسبب انتمائه الحزبي أو الطائفي، ولطالما كررنا أننا لا نريد التعدي على حقوق أحد، إنما لا نقبل أن يتعدى أحد على حقوق أبنائنا، ولصبرهم حدود. فعسى يسمع المسؤولون ويستجيبون".
أضاف: "أظن أن وزراءنا ونوابنا لا يرفعون أصواتهم كفاية. إننا نطلب منهم أن يرفعوا أصواتهم بشدة ويضربوا الطاولة بأيديهم بقوة حتى يسمع من عليه أن يسمع، وإن صم أذنيه. فليكن أبناؤنا أقوياء في الحق ولا يتوقفوا عن الإزعاج حتى يحصل إخوتهم على حقوقهم، أي حتى تحصل الطائفة على حقوقها. هذا الواقع تحد لهم. آمل أن يطيعوا ضمائرهم وألا يسمعوا لأوامر زعمائهم لأن هؤلاء يريدون مصلحتهم ومصالح طوائفهم، لا مصلحة الطائفة الأرثوذكسية ومصلحة أبنائها".
وختم عوده بالقول: "لو كنا في دولة مدنية، لما كنا طالبنا بما نطالب به. لكننا في دولة يتناتش فيها الجميع الوظائف والمراكز والتعهدات وخيرات هذا الوطن. الكل يحصل على حصته والبعض يحصل على حصته وحصة غيره، أما الأرثوذكس فهم دائما المظلومون. لماذا لأنهم حضاريون ولا يحملون السلاح ولا يقطعون الطرق ولا يتوسلون الوسائل غير المشروعة. لكن هذا ظلم، والحاكم العادل لا يقبل الظلم. ومن له أذنان للسمع فليسمع. ومن أراد أن يسلك كأولاد النور، عليه ألا يشترك في أعمال الظلمة غير المثمرة، كما قال بولس الرسول ، بل أن يوبخ عليها ويدينها ويعمل ما يرضي ضميره والله. ونحن نصلي من أجل أن يلهم الرب الإله الجميع للتصرف بحكمة ووعي بحسب مشيئة الله".
|