"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

في الوقت الذي دخلت فيه جميع القوى السياسية مرحلة اللاعودة في التحالفات الانتخابية، لا تزال المحادثات بين حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل قائمة على أساس المفاوضين، باستثناء اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة سعد الحريري بوزير الإعلام ملحم الرياشي، وسط تساؤلات عن الأسباب التي لا تزال تقف عائقاً في اجتماع زعيمي معراب وبيت الوسط لغاية اليوم.

وفي حين تعتبر أوساط مطلعة على المفاوضات أنه لا يجوز الوصول إلى يوم الانتخابات من دون لقاء الرجلين، في ظلّ حديث المفاوضين عن تحالفات في دوائر معيّنة مثل زحلة، وبعلبك الهرمل، والشوف عاليه، توضح مصادر "ليبانون ديبايت" أن رئيس القوات سمير جعجع تأسف، سابقاً، لعدم حضوره الذكرى الـ12 لاغتيال رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري. الأمر الذي يؤكد أنّ الرجل على قناعة تامة أنه لم يخطئ يوماً بحق رئيس الحكومة سعد الحريري، وحاول بشتى الطرق الحفاظ على هذا التحالف الاستراتيجي المرفق بالمبادئ وثوابت هذه القوى. لكن ذلك لن يمنع جعجع أن يُكمل الطريق ضمن قناعاته السياسية، ولو طالت أيام اللقاء.

وعلى عكس ما يقال إن السعودية فرّقت بينهما، تلفت إلى أنّ جعجع كان واضحاً في وضع كل الملفات الخلافية بين الطرفين على الطاولة، منذ ما قبل التسوية لغاية "استقالة" الحريري المشبوهة. لكن الاعتقاد أنّ المملكة هي أساس الخلاف هذا كلام خاطئ، باعتبار أنّ الكيدية بدأت حين وافق رجل معراب على وصول العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، وكان للرياض دور إضافي في الفترة الأخيرة، لكنها تعمل اليوم جاهدة لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها.

على الطرف الآخر، يبدو كلام الحريري الأخير عن أن التحالف بينهما سيكون حيث يمكن، والعكس صحيح، من دون التطرق إلى اللقاء، يشير إلى أن زعيم المستقبل رسم استراتيجيته الخاصة منذ عودته الأولى من الرياض، وأصبح متمكّناً سياسياً أكثر من ذي قبل.

وترى المصادر ذاتها أنّ من شأن المفاوضات الوصول إلى توافق ما على أن يكرّس الرجلين هذا الاتفاق، لكن يبدو أنه لغاية اليوم توصلوا إلى نتيجة إيجابية في ما يخص التحالفات، مع بعض النقاط العالقة، لكن لا يبدو أن هناك توافقاً للقائهما.

لكن بعد مرور أكثر من 4 أشهر على عودة الحريري، ولا يزال يقتضي تواصل الاجتماعات بين وزيري الطرفين، تجزم الأوساط أنّ هذا اللقاء مؤجل حتى إشعار آخر.

وتعتبر أنّ التأخير يعود إلى أن الحريري أمّن الغطاء المسيحي الذي يحتاج إليه، عبر رئاسة الجمهورية، وهو ما برز في ملفات عدة يتقدمها مجلس الوزراء، إذ إنه بالإضافة إلى منصب رئاسة الوزراء ضَمَن الحريري لنفسه عدم عرقلة القرارات التي تصدر عن حكومته، باعتبار أنّ الرئيس ووزراءه راضون عنه في هذه الفترة.

وينسحب الوضع السياسي على العلاقة التي باتت "أفضل مما كانت عليه" بين المستقبل والتيار الوطني الحرّ، وتجسّدت بالتحالفات الانتخابية للضرورة، باعتبار أن هذا القانون يفرض المصالح في الوقت الحالي، والأيام كفيلة بالتغيّرات.