Beirut
16°
|
Homepage
عندما تتحوّل البرامج الترفيهية إلى شخصية انتقاميّة
كريستل خليل | المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 20 آذار 2018 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

في حرب المحطات التلفزيونيّة المحلية اللبنانية، يبقى المشاهد ضحية غسل الدماغ لتطبع كل قناة سياستها في ذهنه. برامج متشابهة بالمضمون والمادة المطروحة، وحتى الديكور والمواضيع المتناولة نفسها، انما يختلف مقدم المحتوى، والسياسة المتبعة في الحرب من برنامج الى آخر، مع اختلاف القناة، على الرغم من الرايتينغ العالي لهذه البرامج.

من محطة الى أخرى، أصبح عمل البرامج انتقاد الأخرى التي تُعرض على باقي المحطات، وتشمل حملة السخرية اللاذعة الاعلاميين، والممثلين، والبرامج وحتى أصحاب المحطات أنفسهم. تقسم معارك القنوات المحلية بين الرايتينغ، والدفاع عن النجاح واثبات الوجود، والهدف استقطاب عدد أكبر من المشاهدين الذي يتحوّل مع الاستمرارية الى جمهور مشجع لذلك أو ذاك.


مستويات عالية من الأخذ والرد تتخّذ فيها كل قناة هواءها منبرا للهجوم والانتقاد والسخرية على الاخرى غالبا ما يتم ذلك عبر برامجهما الانتقادية الساخرة، اذ يتمحور التنافس حول من يقدم مادة أدسم وألذ من النقد غير البناء وتوجيه السهام الى المحطات المواجهة وأحيانا الى الجمهور الذي يتابع تلك المحطة أو برامجها. ناهيك عن "الحرتقة" التي تحصل خلال نشرات الأخبار أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

في هذا الاطار، قال أستاذ الأداء الإعلامي، الخبير في مجال التلفزيون أنطوان كاسبيان في حديث لـ"ليبانون ديبايت" إن البرامج اللبنانية أصبحت "سلطة بطاطا"، اذ لم يعد المهم النوعية والمضمون، بقدر الرايتينغ, ناهيك عن ان الجمهور المتلقي للمضمون المبتذل يتزايد, في ظل ارتفاع معدّل الانعدام الثقافي, الذي وصل وفقا لدراسات أجريت الى نسبة 4 % فقط من عدد اللبنانيين. والأخطر ان الجيل الجديد اعتاد على مستوى هذا المحتوى وبات من مشجعيه. وسأل "ماذا تنتظرون من شعب لم يسمع بالكاتب مارون عبود، ومن شعب سمّى ريما ديب ظاهرة؟".

ويعيد كاسبيان سبب المعارك التي تحوّلت الى مشاكل شخصية بين زميلين من محطتين منافستين، ليأخذ كل منهما منبره في المحطة لتصويب السهام على الآخر، إلى انعدام القوانين التي تحدد مساحة كل برنامج وكل اعلامي. أضف الى الضغط الذي يضعه أحيانا القيمون على المحطة على البرنامج ومقدمه بهدف مهاجمة الجهة الأخرى، والاّ يخسر برنامجه "لأننا أصبحنا غارقين في دكتاتورية الاعلام".

ورأى الأستاذ الإعلامي ان كل مقدّم برامج يقدم محتوى مبتذلاً يصرف من رصيده، ويخسر، لأنه في المستقبل هو من يحاسَب على كل هفوة قام بها ويدفع ثمنها. وامتثل بقول الإعلامي الراحل رياض شرارة الذي حذّره من الخطأ على الهواء القادر على محو نجاحات الاعلامي على مدى سنوات مرة واحدة وبضربة واحدة. وشدد داروس على ضرورة تشديد الرقابة على الشاشات من قبل فريق مختص يحدد المسموح والممنوع.

في السياق ذاته، حتى الأديان لم تسلم من البرامج التلفزيونية، ولم تلتزم البرامج بضرورة احترام الدين، وتعمّدت استعمال تعابير دينية على الشاشة تمس بالمقدسات. أما المشاهد الضحية يقع في فخ البرامج مهما بلغت تفاهة المضمون، ومهما باتت الرسائل والمواجهة الاعلامية فارغة ومبتذلة، لأن البرامج المتشابهة تعرض في المواعيد نفسها، وتلزم المشاهد الذي يحتاج الى الترفيه عن نفسه هروبا من الأوضاع والسياسة.

تحت شعار الحرية الاعلامية، سقطت آليات الرقابة والمحاسبة من قبل المعنيين، والجمهور، وأسقطت معها المهنية الاعلامية، لتنطبع سياسة المحطة في كل مقدم برامج أو اعلامي وتصبح هي المادة المعتمدة بدل تلك المهنية الاعلامية التي تحمل رسالة ذات قيمة للمشاهد حتى وان كانت ترفيهية. وبدل ان تعمل كل جهة على تحسين نوعية برنامجها اعتمدت رفع مستوى السخرية والمهاجمة، للأسف.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر