"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

المفاجأة التي أحدثتها منطقة عكار شكّلت صدمة ايجابية عكست رؤية جديدة لمنطقة لطالما اعتبرت مهمّشة. وسط كل التجاذبات السياسية والتحالفات غير المتجانسة لتشكيل لوائح من كل حدب وصوب، برزت لائحة "نساء عكار" المؤلفة من 5 نساء حاولن تغيير المفاهيم السائدة واثبات الجرأة والقدرة على خوض المعترك السياسي من دون خوف أو تردد.

وعلى الرغم من ان اللائحة غير مكتملة باتت جاهزة لخوض المنازلة الانتخابية في دائرة الشمال الأولى عكار من قبل المرشحات عن المقاعد السنية رلى المراد، وغولاي الاسعد، والمحامية سعاد صلاح. والمرشحة عن أحد المقعدين الأرثوذكسيين المحامية نضال سكاف، والمرشحة عن المقعد الماروني الدكتورة ماري الخوري.

أما عن سبب عدم اكتمال اللائحة بعد تحضير لأكثر من عامين من قبل حزب 10452، أشارت رئيسة الحزب رلى المراد لـ"ليبانون ديبايت" الى انه كان من المفترض ان يُضاف الى اللائحة مرشحة ثانية عن المقعد الأرثوذكسي ومرشحة عن المقعد العلوي حتى تكتمل, الّا اننا واجهنا صعوبات بالاتفاق مع نساء للترشّح عن المقعد العلوي بعد مشاورات مع أكثر من امرأة وجهود للتوافق حالت دون ذلك بسبب خوفهن من خوض غمار الحياة السياسية والتحفظ عن المشاركة لأسباب عائلية وسياسية خاصة.

وأضافت المراد "كما منعتنا الحيثية السياسية المتبعة في المنطقة من ضم مرشحة أخرى عن المقعد الأرثوذكسي الى لائحتنا بعيدا عن الانتماءات السياسية".

بين 6 لوائح انتخابية تشكلت في عكار لتخوض الاستحقاق، رفعت لائحة "نساء عكار" سقف التحدي الى ما هو أبعد من العراك السياسي النيابي، وأضاءت على أهداف أسمى عبر تشكيل هذه اللائحة التي تألفت من خمس ناشطات في مجال العمل السياسي والاجتماعي والحقوقي الشمالي، وأعادت منطقة عكار الى الواجهة من جديد لإبراز الوجه الحضاري المتمدّن، والمتطور، والقادر، والمنفتح والمثقّف للمنطقة.

"عكار ليست فقط مخزن للجّيش، من عنا التغيير، ومن عنا ستكون الانطلاقة"، قالت المراد. وأشارت الى اننا نملك القدرة كنساء على انشاء أحزاب، وتشكيل لوائح، وخوض انتخابات والقبول بأي تحدّ بإمكانيات لا تقل عن تلك التي يملكها الرجل. "انما يبقى الحاجز المادي، وتحديدا الانفاق الانتخابي هو الرادع الوحيد أمامنا في ظل وجود حيتان أموال في المنطقة يستثمرون لضم الناخبين إليهم. نحن نساء لسن من خلفية سياسية ولا من أصحاب الثروات وايماننا بعكار ولبنان هو سلاحنا"، وفقاً لقولها.

ورأت أن أهالي عكار ضاقوا ذرعا من حال المنطقة والاهمال الحاصل على مر السنوات الماضية، الأمر الذي يعطي أملاً للّوائح غير الحزبية في المنطقة، حتى وان كان تأمين الحاصل الانتخابي صعباً على بعضها، لأن في هذه الانتخابات وهذا القانون لا شيء محسوماً.

أما العنصر النسائي الأصغر على اللائحة وبين جميع المرشّحات ابنة الـ25 عاما غولاي الاسعد عكست عبر ثقتها وايمانها باللاّئحة ايجابية الطموح والاصرار التي تخوض الاستحقاق على أساسها. وأكدت الأسعد لـ"ليبانون ديبايت" ان صغر سنها وكونها امرأة كانا الحافزان الأكبر اللذان دفعاها الى الترشّح، وقالت "علينا اطلاق المبادرة من دون أي خوف، لأننا نستطيع كنساء أداء واجباتنا على أكمل وجه وبأقل فساد".

ولفتت الى ان "اللائحة التي أشكل احدى مرشحاتها مؤمنة بما نستطيع تقديمه للمواطنين وللأهالي وللمنطقة، خصوصا بما نحمله من مشاريع ومن كفاءات كل واحدة في مجالها، أضف الى خبراتنا في المجال السياسي التي اكتسبناه من خلال نشاطاتنا في حزب 10452 الذي كان أول المؤمنين فينا كشباب ونساء حتى نتحرر من التوريث السياسي العائلي السلطوي، خارج النظام الطائفي".