"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

خمس لوائح انتخابية حدّدت موقعها في دائرة بيروت الأولى التي تضمّ الأشرفيّة، والرميل، والمدوّر، والصيفي، وبدأت تبحث عن الطريق الأنسب لتثبيت وجهتها من خلاله وضمان وصولها بأمان الى ساحة النجمة، معتمدةً في مشوار السّبعة والثلاثين يوماً على خريطة مُفصّلة بأسماء المشاركين في السّباق الانتخابي، وزوّادة المشاريع والبرامج التي سترافقهم يوميّاً طوال ولاية الأربع سنوات.

الوضع في الدائرة التي بلغ فيها عدد الناخبين (المحليّين والمغتربين) 134355 ناخباً، مختلف عن غيرها على الصعيد الانتخابي، إذ إنّ الصوت الأرمني هو اللاعب الأقوى فيها مع حصوله على أربعة مقاعد نيابيّة من أصل ثمانية توّزعت بثلاث للأرمن الأرثوذوكس ومقعد واحد للأرمن الكاثوليك.
في حين حصل الموارنة، والروم الكاثوليك كما الارثوذكس والاقليّات على مقعد نيابيّ واحد لكلّ منهم، الأمر الذي يُساهم في إشعال فتيل المعركة لكسب التمثيل البيروتيّ في الندوة البرلمانيّة، وضمان بقاء بعض البيوتات السياسيّة والحزبيّة التي تخوض الاستحقاق ليس فقط لتجديد وكالتها النيابيّة، إنّما للمُحافظة في الوقت نفسه على ارثها الوطنيّ والعائليّ.

وتماماً كباقي الدوائر الانتخابية، شُكّلت التحالفات السياسيّة على قياس "بيروت الأولى"، عملاً بمبدأ "المفرّق" الذي يطغى على انتخابات 2018، اذ لاقى "المستقبل"، والتيّار الوطنيّ الحرّ في لائحة واحدة الى جانب حزبي الهانشاك والطاشناق بتحالف حمل عنوان "بيروت الأولى القويّة". فيما لم يتمكّن حزب الكتائب من التخلّي عن حليفه القوّاتي الذي يُبادله أكثريّة الثوابت والمبادئ على الرغم من موقفه في ما خصّ مقاطعة التحالف مع احزاب السلطة ليعود وينضمّ مع القواتيّين وحزب الرامغافار والوزير ميشال فرعون في لائحة "بيروت الأولى".

أما المجتمع المدنيّ، لا يزال مُصمّماً على ضرب حظوظه وتقديم الهدايا المجانيّة الى مرشّحي الأحزاب من خلال تشتّتهم ونزولهم الى الانتخابات النيابيّة بلوائح منفصلة علماً أنّهم يحملون المشروع والعناوين الكبرى ذاتها مثل المستقلّين، اذ يُشارك في دائرة بيروت الأولى ثلاث لوائح هي "نحنا بيروت"، و"الوفاء لبيروت"، و"كلنا وطني".

الخبير الانتخابي المحامي عيسى نحاس اعتبر أنّ "المنافسة ستنحصر بين لائحتي "بيروت الاولى" و"بيروت الاولى القويّة"، في حين يُصعب على الآخرين تأمين الحاصل الانتخابي الذي يتراوح بين سبعة وثمانية آلاف صوت، باستثناء لائحة "كلنا وطني" التي تُعدّ الأوفر حظاً مقارنة مع اللوائح المُتبقيّة اي المدنيّة والمستقلّة".

وأشار الى أنّه "وفق التوقعات التي تتخذ غالبها على نتائج انتخابات 2009، فإنّ المقاعد ستتوزّع بشكل متعادل أيّ 4 ـ 4 بين لائحة بيروت الاولى القويّة التي تضمّ نقولا الصحناوي (كاثوليك)، ومسعود الأشقر (ماروني)، ونقولا الشماس (روم أرثوذكس)، وطوني بانو (أقليّات مسيحيّة)، وألكسندر ماطوسيان، وهاكوب ترزيان، وسبوح قالباكيان (أرمن أرثوذكس)، وسيرج جوخاداريان (أرمن كاثوليك)، ولائحة "بيروت الاولى" وتتضمن عماد واكيم (روم أرثوذكس)، ورياض عاقل (أقليات مسيحيّة)، ونديم الجميل (موارنة)، وكارول بابكيان، واويديس داكسيان، والينا كلونسيان (أرمن أرثوذكس)، وميشال فرعون (روم كاثوليك)، وجان طالوزيان (أرمن كاثوليك)".

ورأى انّ "لائحة كلنا وطني التي تضمّ زياد عبس (روم أرثوذكس)، ولوسيان بورجيلي (روم كاثوليك)، وجيلبيرت ضومط (موارني)، وبوليت ياغوبيان، ولوري هايتيان، وليون تلفزيان (أرمن أرثوذكس)، وجمانة حداد (عن الأقليّات المسيحيّة)، ويوركي تيروز (أرمن كاثوليك)، قادرة على خرق هذا التعادل في حال نجحت في تأمين الحاصل الانتخابي".

ووصف المحامي نحاس التنافس على الخمس مقاعد المنفردة ايّ (الارمن الكاثوليك، الروم الارثوذكس، الموارنة، الروم الكاثوليك، والاقليّات)، بمعركة الـ"Head To Head"، الامر الذي يُميّز دائرة بيروت الأولى، اذ إنّ جميع المرشحين يخوضون الانتخابات لكسب مقعد واحد، وهنا دور الصوت التفضيليّ في ايصال المرشّح الأقوى شعبيّاً.

وفي حين لفت نحاس الى أنّ "الحاصل الكبير وطريقة اعتماد تقسيم الدوائر وحجمها أضرّ بالمجتمع المدني والأقليّات"، أشار إلى أن "انتخابات 2018 ستكون الأسوأ على صعيد الممارسة والنظام الذي أقيم على اساسه، اذ ضرب المفهوم الاهمّ للنسبيّة أيّ اختيار الناخب بين برنامجين، وذلك من خلال تحالف قوى واحزاب متباعدة المشاريع مع بعضها ضمن لائحة واحدة، واختيار المرشحين وفق الاصوات التي يمكنه تأمينها. وحمل هؤلاء مشروع رئيس الحزب الذي يترأس بدوره اللائحة، ولهذه الاسباب قد يصار في الدورات المقبلة وتبعاً لتجربة السّادس من أيّار، الى تعديل بعض الثغرات الموجودة على صعيد الحاصل واحجام الدائرة واللوائح، خصوصاً ان الكثير من المرشحين سيجدون انهم منحوا اصواتهم الكثيرة للدائرة وأنفقوا مبالغ ماليّة هائلة في حملاتهم من دون وصولهم الى مجلس النوّاب".

إشارة الى أنّ تيّار المستقبل يقوم بدور مؤثّر في دائرة بيروت الأولى، اذ يحوز على نسبة عالية من الناخبين تصل إلى ثلاثة عشر ألف صوت تقريباً من الطائفة السنيّة، وقد يمنحها الى لائحة "بيروت الأولى القويّة" ليعزّز حاصلها الانتخابي.