"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

أكّد وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الداخليّة والبلديّات نهاد المشنوق، أنّ "الانتخابات النيابيّة ستحصل في ستّة دول عربيّة يوم الجمعة في السابع والعشرين من نيسان، وفي أربع وثلاثين دولة أجنبيّة يوم الأحد الواقع في التّاسع والعشرين من الشهر نفسه، وذلك بعدما أصبحت كلّ اللوازم الانتخابيّة جاهزة".

وبينما يشارك المغترب اللبنانيّ للمرّة الأولى في العمليّة الانتخابيّة من مكان اقامته مستعيداً حقّه الذي سُلب منه طوال الدورات النيابيّة السّابقة، يرى المراسل المحليّ في "اقتراع الخارج" تجربة جديدة ومُميّزة تُضاف الى سيرته الذاتيّة الإعلاميّة التّي دوّن فيها مهام الرصد والرقابة بحثاً عن الحقيقة، المُلاحقة الغنيّة بالتشويق والملفّات السّباقة والجريئة والمخاطر والأحداث. بالاضافة إلى المواد التي سعى من خلالها الى استغلال منبره الإعلامي خدمةً لمصالح النّاس وقضاياهم. وها هو اليوم يبذل الجهد الأكبر حتى يكون العين السّاهرة على استحقاق كبير، والمرجع الأهمّ لإيصال صوت المغترب الوطنيّ، والاقتصاديّ والاجتماعيّ والسياسيّ، بعد ترجمة ذاك الانتخابيّ في صناديق الإقتراع.

راشيل كرم، الباحثة دائماً عن سلسلة أخبار وتقارير في قضيّة واحدة، والساعية الى تفنيد الملفّات بتفاصيلها وطرحها بكافة جوانبها، تستعدّ لتغطية اقتراع المنتشرين في دولة قطر بحماس لافتٍ. هي التي صمّمت على أن تكون وجهتها عربيّة أكثر منها أجنبيّة في دول غابت عن استحقاقاتها العمليّة الديمقراطيّة.

تقول مراسلة قناة الجديد إنّ "وراء 1832 ناخب من المسجّلين على صعيد قطر قصّة خاصّة بهم، وقضيّة يمكن القاء الضوء عليها بالتزامن مع تغطية الانتخابات. من هنا حرصي على نقل رسائل وهواجس اللبنانيّين، والأسباب التي تحول دون عودتهم الى الاراضي اللبنانيّة، ومدى تفاؤلهم بالمستقبل في ظلّ المرحلة الجديدة التي يتحضّر البلد لاستقبالها"، معتبرةً انّ "هذه الانتخابات ستكون بمثابة تحفيز قبيل السّادس من أيّار".

ورأت كرم أنّ "الأرض تفرض دائماً مواضيع مختلفة وملفّات يمكن طرحها والعمل على معالجتها، وهذا تماماً ما سيحصل في قطر وكلّ الدول المواكبة للانتخابات مع اكتشاف التقسيمات الحزبيّة وحتّى الطائفيّة في بلدان الاغتراب".

وأشارت الى أنّ "نسبة الاقتراع يفترض بها ان تكون كثيفة مقارنة مع العدد المسجّل وانطلاقاً من أنّ الناخبين هم بغالبيّتهم من الشباب الذين غادروا وطنهم الأمّ بحثاً عن فرصة عمل ووظيفة تؤمّن لهم الحياة الكريمة، ويودّون المشاركة بحماس في استحقاق من شأنه ان يعيد اليهم بعض الأمل".

الاعلاميّ نخلة عضيمي ومقدّم النشرات الاخباريّة في قناة "أم تي في"، يتحضّر للسفر الى البرازيل لتغطية الانتخابات، التي يرى فيها طابعاً خاصّاً خصوصاً أنها تضمّ اعلى نسبة من المتحدّرين من اصل لبناني، بعكس طلبات التسجيل التي تعد قليلة جدّاً. من هنا حرصه على القاء الضوء اكثر على الصعوبات التي واجهت هؤلاء وحالت دون تخطي عدد الناخبين المسجلين عتبة 2106 ناخب.

وأكد عضيمي أنّ "عمله سيطاول الى جانب تغطية الاجواء الانتخابيّة، التطرّق الى قضية استعادة الجنسيّة، واللبنانيّين المقيمين في البرازيل وبنسبة عالية في ريو دي جينيرو، الذين لم يتمكنوا من الانتقال الى برازيليا للاقتراع".

ووصف عضيمي التجربة بالجميلة والمميزة، خصوصاً أنّ "التعاطي مع المغتربين مهمّ وأساسيّ لحثّه على المشاركة في صنع القرار السياسيّ، ودفعه الى الثقة اكثر بمدى حاجة لبنان اليه كمواطن صاحب كيان مستقلّ وحرّ وليس فقط كمستثمر يدعم الاقتصاد ويحوّل الاموال الى الداخل اللبنانيّ".

واعتبر أنّ "الرابط بين اللبنانيّ المقيم والمغترب سيُحصّن اكثر ويتفاعل في الدورات النيابيّة المقبلة عند انتخاب النوّاب السّتة في دول الاغتراب".

بدوره، يعتبر مدير الأخبار في قناة "أو تي في"، الاعلامي جاد ابو جودة أنّ "انتخابات المنتشرين هي بحدّ ذاتها انجاز وطنيّ اكثر منه سياسيّ، ستترجم في يومين انتخابيين، الا أنّها ستترك أثراً مهماً لسنين مقبلة، ولرابط أعيد وصله بين أبناء الوطن الواحد في لبنان ودول الانتشار".

ولفت الى أنّ "القناة تحرص على تغطية الانتخابات في خمس وستّ دول مباشرةً عبر مراسليها، تبعاً لأهميّة أقلام الاقتراع وحجمها والقدرة الماليّة. الّا أنّ المواكبة ستشمل أكثريّة الدول العربيّة والأجنبيّة، من خلال اصدقاء المحطة المنتشرين في العالم، الذين يزوّدونها بالصور والفيديوهات والرسائل في اطار وطنيّ لا حزبي، وعبر مكاتب وزارة الخارجيّة والماكينات الحزبيّة".

أما المراسل في قناة "ال بي سي"، ادمون ساسين، أشار الى أنّ "كل مراسل يتطلّع الى هذه التجربة الجديدة التي تحصل للمرّة الاولى على مستوى البلد ومسيرته الاعلاميّة. وهو سيتواجد حتماً في واحدة من الدول حيث يحرص على مقاربة الموضوع بكلّ تفاصيله، خصوصاً ان هذه بحد ذاتها فرصة لنقارب بين سلوك اللبنانيين في الخارج وما اذا كان يختلف عن سلوك اللبنانيين المقيمين، ومن المؤكّد أنّه سيعود ومعه مواد أكثر شموليّة لناحية الاغتراب اللبنانيّ".