"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بقضية الشابة مايا بشير، اذ تفاعل النشطاء مع رفض استقبال فندق ريفيرا بيروت لها، منذ يومين، لأنها تعاني من مرض خلقي وملامحها مختلفة. وبدأت حملة عبر فيسبوك شنّها المتعاطفون مع حالة الشابة ضد الفندق، فهل يُعقل ان تصل العنصرية الى هذا الحدّ، وبات المجتمع لا يحترم ولا يتقبل الاختلاف؟

غاص "ليبانون ديبايت" بتفاصيل القضية لفهم حقيقة ما حصل يوم الأحد في Riviera Hotel & Beach Lounge Beirut. مايا تعاني من مرض microcephalic، قصدت برفقة والدتها وشقيقتها منيا بشير الفندق المذكور لتمضية نهارهن على البحر. وأكدت شقيقة مايا انها زائرة دائمة لهذا المكان الّا انها المرة الأولى التي تصطحب شقيقتها معها.

وأشارت بشير الى انها فور وصولها اعترض طريقها موظف عند باب الفندق، ليبلغها بأنها لا يمكنها الدخول برفقة شقيقتها ووالدتها لأن المكان مكتظ ولا يمكن استقبال أحد. وسألت "خالتي كانت عالبحر عندن وبعرف انو في مطارح، كيف بقلي انه مليان وبدنا حجز لنقدر نفوت؟". لكن الموظف أخبرها انه كان عليها الحجز قبل 3 أيام، لأن النظام الجديد الذي يتبعه المكان يقضي بضرورة الحجز، ما اعتبرته بشير حجة لعدم استقبالهن.

علمت الشابة ان سبب رفض الفندق استقبالها هو رفقة شقيقتها المريضة. واتهمت الفندق قائلة "علّه خصص الاستقبال لفئة معيّنة من الناس!"، آسفة لأسلوب التعاطي الذي على أساسه تصرّف الموظّف. لم تشأ الشابة وشقيقتها ووالدتها ان تطيل الجدال مع الموظف، وشعرت بقلة احترام من قبل الفندق لزواره "المختلفين"، لذا غادرن الى مكان مجاور استقبلهن مجّانا من دون طرح اي سؤال.

اللافت أن إدارة الفندق لم تكن على علم بالجدال الذي وقع بين الموظف والزبائن، الى ان انتشرت القصة عبر فيسبوك وتحوّلت الى قضية رأي عام. اكتشفت الادارة ما حصل وأصرّت على توضيح التفاصيل وتقديم رسالة اعتذار الى مايا وعائلتها.

وشرحت احدى اعضاء ادارة الفندق رانيا حيدر لـ"ليبانون ديبايت" ان اللغط الحاصل والاتهامات المرمية من كل حدب وصوب على الفندق سببها سوء تفاهم واضح حصل يوم الاحد. ولفتت الى أننا "لو كنّا على علم بما حصل يومها، لتصرّفنا وأوضحنا الحقيقة". حيدر أعادت السبب الرئيسي لعدم استقبال مايا وأختها ووالدتهما إلى أننا "لا نزال ضمن ورشة صيانة لاستكمال التجهيزات لكافة أقسام المسبح، ولم نفتتح حتى الساعة الموسم ولا هذه الأقسام".

وأضافت "في الريفيرا مسبح مخصص للأطفال لم يجهز بعد لاستقبال الزبائن، وقسم باسم ايلاند لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة والحالات مثل مايا، لم يجهز أيضا. والقسم الوحيد الجاهز اليوم لاستقبال الزائرين يكمن في محيط المسبح الرئيسي وحواليه 75 سريرا محجوزاً، منهم 60 لرواد الفندق، والباقي للمشتركين في موسم البحر".

الحرب التي أطلقها ناشطون عبر المواقع ضد الفندق، والاتهامات المرمية في غير موضعها، وهي أحكام بنيت مسبقا على قضية من دون الدخول في تفاصيلها، بحسب ادارة الفندق، إذ إنها لم تنكر في الاساس سوء التفاهم الذي حصل، لكنها تسأل في المقابل "كيف يمكن لفندق خصص قسما كاملا للحالات الخاصة ومسبحا مجهزا لاستقبالهم أن يرفض ادخال مايا اليه من دون تبرير واضح؟".

ودعت حيدر عبر "ليبانون ديبايت" الشابة مايا وعائلتها لتمضية يوماً كاملاً في ريفيرا، معبرة عن أسفها لسوء التفاهم وبأخذها الاجراءات اللازمة بحق الموظف الذي لم يعلم الادارة فورا بما حصل، على الرغم من انه موظف قديم ولم يخطئ سابقاً في حلّ هذا النوع من القضايا.