يُفتتح في 29 من الشهر الحالي مركز التدريب المركزي على إدارة وضبط الحدود في قاعدة ريّاق التابعة للقوات الجوية في الجيش اللبناني، خلال حفل برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون، وبحضور ومشاركة ممثلين عن بعثة الإتحاد الأوروبي إلى لبنان والهئيات الديبلوماسية بالإضافة إلى ضباط من الوكالات والأجهزة الحدودية المستفيدة من مشروع الإدارة المتكاملة للحدود للحدود الممول من الإتحاد الأوروبي والمنفذ من قبل المركز الدولي، وبحضور شركاء معنيين بالمشروع. ويتخلل الإحتفال تسليم معدّات مخصصة لمركز التدريب مقدّمة من دولة هولندا.

ويأتي إنشاء مركز التدريب من ضمن مشروع الإدارة المتكاملة للحدود والمنفذ من قبل المركز الدولي، والذي يهدف إلى تقديم الدعم التقني للوكالات والأجهزة الحدودية اللبنانية: الجيش اللبناني، قوى الأمن الداخلي، المديرية العامة للأمن العام، إدارة الجمارك اللبنانية والمديرية العامة للدفاع المدني.

وكان مفوض سياسة الجوار الأوروبي ومفاوضات التوسع السيد يوهانس هان قد أطلق بتاريخ 28 آذار 2017 أعمال تأهيل المبنى الواقع ضمن حرم القاعدة الجوية، بحضور رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي إلى لبنان السفيرة كريستينا لاسن ووفد من المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة في فيينا، حيث يمتد المركز على مساحة 2400 متر مربع، وهو عبارة عن مبنى مؤلف من 3 طبقات يضم 3 قاعات للتدريب، قاعة للمحاضرات، مكتبة، مختبر تدريب على البرامج الإلكترونية، مكاتب للمدريبن، قسم خاص بإدارة المركز، بالإضافة إلى غرف منامة تتسع ل 200 متدرب دفعة واحدة. وقد جاء هذا المركز بنتيجة جهود وتعاون ثلاث أطرف، الإتحاد الأوروبي، المركزي الدولي لتطوير سياسات الهجرة والجيش اللبناني.

وتقديم الإتحاد الأوروبي مبلغ 250 225 ألف يورو لتنفيذ أعمال التأهيل، هو جزء من إلتزام أوسع تجاه لبنان من خلال مشروع الإدارة المتكاملة للحدود، المنفذ في لبنان منذ عام 2012 وبقيمة 14 مليون يورو؛ كذلك تم تخصيص مبلغ 000 100 يورو إضافية لتجهيز مركز التدريب بالمعدات اللازمة. ويؤكد ذلك دعم الاتحاد الأوروبي المستمر والكبير للبنان في الحفاظ على الأمن والاستقرار والازدهار على المدى الطويل من خلال الحدود الآمنة. ينعكس المستوى العالي من التعاون والشراكة والالتزام بين الاتحاد الأوروبي ولبنان في نهج الإدارة المتكاملة للحدود، حيث يعد التعاون على الصعيدين الوطني والدولي أمراً حيوياً لتحقيق نتيجة حدود آمنة وسهلة الاستخدام.

وفي سياق تقديم الدعم لإنشاء مركز التدريب المركزي، قام المركز الدولي، بشراء المواد والمعدات، وأشرف على سير أعمال التأهيل التي قام بها فوج الأشغال المستقل التابع للجيش اللبناني. كذلك قام بتعزيز وبناء قدرات الجيش اللبناني في موضوع إدارة الحدود بما يسمح لضباطه كعناصره من تحقيق إستفادة قصوى من مركز التدريب.

ويعتبر هذا المشروع تجربة جديدة للجيش اللبناني، إن لجهة حجم الأعمال أو كلفتها. ففي العادة يقوم فوج الأشغال في الجيش اللبناني بالتنفيذ المباشر لمشاريع محدودة الحجم، أو يُلزّم تنفيذها بالكامل إلى شركات متخصصة. غير أن قيادة الجيش اللبناني أخذت على عاتقها تنفيذ أعمال التأهيل. فقام أركان الجيش للتجهيز بتكليف مديرية الهندسة إعداد الدراسات لإعادة تأهيل المبنى، ووضعت الإمكانات المادية بتصرف فوج الأشغال. بناء على ذلك تم تكليف سرية فوج الأشغال في منطقة البقاع تنفيذ القسم الأكبر من أعمال التأهيل، بإستثناء بعض الأعمال الميكانيكية. وقد نجحت السرية في تنفيذ الأعمال بالرغم من محدودية القدرات على صعيد الطاقات البشرية وكثرة المهام المطلوية منها على صعيد منطقة البقاع. وفي هذا السياق، لعبت لجنة مراقبة وضبط الحدود التابعة للجيش اللبناني دوراً محورياً في عملية التنسيق والمتابعة بين هذه الأطراف.

سوف يكون مركز التدريب بعهدة وإدارة الجيش اللبناني، حيث سيتم تأمين أعمال الدورات من قبل مدربين لبنانيين من الجيش اللبناني والأجهزة المستفيدة من المشروع، مم تابعوا بنجاح دورات متقدمة وتخصصية مع المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة.

يشكل إنشاء مركز التدريب المركزي خطوة هامة نحو تطوير قدرات أفواج الحدود البريّة والوكالات المستفيدة من مشروع الإدارة المتكاملة للحدود في لبنان. فهو سيساهم من جهة بتبادل الخبرات بين المشاركين وضمان من توحيد التدريب، وسيحقق إستدامته من خلال ضباط ورتباء الجيش اللبناني الذين تابعوا دورات متقدمة ومتخصصة مع المركز الدولي.

سوف تساهم أعمال التدريب التي سيقدمها المركز في تعزيز مفهوم الإدارة المتكاملة للحدود في لبنان لجهة التنسيق والتعاون الوطني والدولي بين جميع السلطات والأجهزة المختصة التي تعنى بأمن الحدود وتسهيل التجارة وإنتقال الأشخاص. كذلك سيساعد المركز على تطوير التعاون بين الدول والمنظمات المضطلعة بأمن الحدود، تشهي التبادلات التجارية وحركة إنتقال الأشخاص.