Beirut
16°
|
Homepage
حريري "غير مُسبق الدفع"
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 24 أيار 2018 - 0:10

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

لا يشك قائل في أن الرئيس سعد الحريري يريد تمرير استحقاق تأليف الحكومة بعد التكليف المتوقّع حصوله بعد الاستشارات، بهدوء وسرعة. ثمة أجواء في البلد توحي بأن مهمّة الحريري هذه المرّة ستكون شبه منزوعة المطبّات الإقليميّة، لا يعكّر صفوها إلّا افراط البعض بحماسة الاستيزار.

لدى الرئيس الحريري خصم أساسي في الداخل هو حزب الله. للمفارقة، إن ما يخرج عن الحزب لا يوحي بوجود نيّة لديه بفرض شروط "غير واقعيّة" على الحريري ولا يدل "اختبار النيات" على وجود نية لدى الحزب في "خربطة" مشواره، بل أن أجواء الضاحية كذلك الكيانات السياسيّة القريبة منها، تعكس ارتياحاً مردوداً على ما سجّلَ في صناديق الاقتراع وتالياً في استحقاقات مجلس النواب، ما يعزّز الدفع لتقريشها في مجلس الوزراء.


وثمّة من يرصد أن هذا الارتياح انعكس على نزع قفّازات المواجهة الحكوميّة، ليرتدي الحزب ثوباً قد يجده الحريري محبّباً إليه، ما يفسّر الارتياح الذي يبديه تجاه حزب الله في لقاءاته الداخليّة على الرغم من الهجمة الخليجيّة المستجدّة، إذ يبدو أن الحريري ينأى بها عن الوضع المحلي.

لم يخفِ رئيس تيّار المستقبل "مغازلته" الغير مباشرة للحزب واضعاً رسائل في صندوق بريده. هو اعتبر خلال لقاء خاص عَقده قبل أيّام أن العقوبات لن تنعكس على السياسة الداخليّة بل سيقتصر ضررها على الحزب وحده، ورأى في موقف متقدّم، أن حزب الله يمثّل شريحة وازنة لا يمكن اغفال دورها وحضورها، وبالتالي يحق لها التمثل في مجلس الوزراء ضمن مبدأ الاحجام، لكنّه ابتعد عن توصيف شكل هذا التمثيل.

يعلم الحريري الجديد أن أحد مفاتيح تشكيل حكومة 2018 موجود بيد حزب الله، لذا سيأخذ مطالبه بعين الاعتبار، والاهم أنه سيعمل على تدعيم سياسة ربط النزاع معه، وسيتقرّب منه بحكم تقرّبه من الرئيس نبيه برّي.

لكن الحريري في هذا الموسم، وبالرغم من كل الإيجابيات التي يبديها، لن يكون "منزوع القدرات" أو ضعيف، على ما تسرّب أوساط قريبة منه، بل تؤكد أنه سيدخل مرحلة الاستشارات النيابيّة متحرّراً من الكثير من القيود، كونه يعلم أنه شخص مطلوب الحضور محليّاً اقليميّاً ودوليّاً أيضاً.

من هنا، كان الحريري على ما تسرب أوساط، قد أبلغَ مقربين منه أنه لن يقبل بشروط مسبقة على تكليفه، كما أنه لن يضع شروط مسبقة الدفع، وخلال عمليّة التأليف لن يهضم أي عمليّة "فرض أو إملاء شروط" بل سينطلق في التأليف استناداً على الاحجام ومراعاة الأعراف، ما يعني أن الحريري وضعَ سقفاً لاستمراره.

أكثر ما يشد النظر إليه، أن رئيس تيّار المستقبل أعلن عدم استعداده للغرق في تكليف "إلى ما شاء الله" يجعل من التأليف مطّاطاً ويصل إلى فترات قياسيّة، مما سيضرّه ويعرّضه لضغط من قبل عهد يريد الإسراع في التأليف لأنه يعتبر ذلك بدايةً حقيقةً له، وفريق قد يستعمل طول التأليف كعمليّة ابتزاز في المقاعد، والحريري ليس بوارد اللعب في الوقت خاصةً بظل وجود مقرّرات مؤتمرات دوليّة موضوعة على سكّة التنفيذ واضعةً لبنان تحت مجهر المراقبة.

وبحسب ذات الأوساط، فالحريري بباله أن يشكّل حكومة وحدة وطنيّة تتجه لتكون ثلاثينيّة ضمن مهلة 3 أشهر، تبصر النور في شهر آب أو أيلول كأبعد أبعد تقدير.

ولغاية تحقيق الهدف، لوحظ أن الاتصالات قد نشطت منذ اليوم وفي مختلف الاتجاهات ومن كافة الافرقاء من أجل تسييل الإيجابيات واستثمارها في مشوار التأليف. ويتوقع أن تبلغَ الذروة في الأيام القادمة ليجري وضعها في صندوقة الحريري كبادرة حسن نيّة تدل على النيّة في إنجاز التأليف وترتيباته سريعاً.

وبالرغم من هذه الحماسة، ثمة من يهمس، أن التأليف لن يكون سهلاً كما يتمناه البعض، فقد تطرأ متغيّرات وتبدّلات ظرفيّة، إقليميّة أو محليّة، تجعل من إمكانيّة ولادة الحكومة العتيدة عَثِره، وقد تضع الافرقاء أمام مسؤوليات جديدة تؤدي بهم إلى التحفيف من اندفاعتهم صوب التأليف، و "إيلاء الأهميّة لأجراء مراجعات سياسيّة مبنيّة على تقدير موقف جديد".

وفي حين لم تبدِ أوساط مجالس سياسيّة إشارات حول نوعيّة ما قد يطرأ، تكتفي بالإشارة إلى أن شهية الاستيزار لدى البعض، بخاصة المسيحيين منهم، سيما أولئك المحسوبين على الجهات المتنازعة، قد تدخل عملية التأليف في فوضى الشروط المتبادلة التي لن يقبل الحريري بها ولن تفيده، وقد تجعله رئيساً معتذراً إذا ما تشدّدت، أما مصادر أخرى فتتحدث عن أن الاقليم سيشهد سخونةً ستلي مشهد العقوبات برزمة أقصى، واعادة الفرز على المستوى السوري معطوفةً على تأزيم متصاعد مع إيران والسعودية لن تكون بعيدةً عن الجو.

من هنا تتخوف من احتمال أن يطول أو يُطيل البعض عمليّة التأليف نتيجة حسابات ما لتتجاوز المدّة التي وضعها الحريري نصب عينيه، ما قد يدفعه للاعتذار أمام الضغوط والشروط المتبادلة، والتزاماً بما أعلنه.

ويبدو لافتاً أن الأوساط، شديدة الجزم بأن جزء من الضغوطات التي قد تمارس على الحريري ستأتيه من بيتته الأزرق، نسبة إلى التبدّلات الواضحة منذ الآن في نظرته لقاعدة التوزير التي أجرى هندسةً عليها، حيث سيحجبها عن وزراء محدّدين لصالح آخرين، مما سيجعل بيكار الصراع يتسع أكثر.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر