"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

عندما تنادينا مع حفنةٍ من العقلاء في طائفة الروم الكاثوليك فتشكّلنا تحت إسم "التجدد"كانَ المُعَنوَنُ في تكاتُفِنا ما عبّر عنه وبدقّةٍ مُحَفِّزُنا رئيس المجلس الإجتماعي الإقتصادي اليوم شارل عربيد بكلماتٍ فيها شيئٌ من تبرّمٍ وبعضٌ من امتعاض ٍ وخيبة.

وفِي مواكبتي لهذه الحركة المباركة ( أعني بها " التجدّد") والتي تحملُ في التسميةِ والشعارِ انبثاقاً من الذاتِ الملكيةِ الكاثوليكيةِ الى الذاتِ اللبنانيةِ الكليةِ، لم نكتُم ظلماً وإجحافاً وتعسّفاً، ولا ستَرنا أو تستّرنا عن تلَفٍ في سمعة بطريركيتنا في عهدها الأسبق، وعن إثمٍ في دوائرها،واعوجاجٍ في أدائها،وانحرافٍ في مراميها،وعَطبٍ في إدارَتها و جُنوحٍ في مواقفها، فأمطنا اللثامَ عن تعسّفٍ دون شماتة،وَرَدَدنا إثماً دون حقدٍ أو عداوةٍ أو اقتصاص، وقوَّمنا اعوجاجاً بالصمتِ المدوّي والإستياءِ من دونِ ضغينة،وعالجنا الإنحرافَ بالدعوةِ الى حقنِ الشرايينِ المتيبسةِ بِمحلولِ التجدّدِ انتخاباً لصولجانٍ جديدٍ متجدّد.

بيدَ أنَّ ما يؤلِمُ الى حدِّ التأوهِ، كلامٌ خطّهُ بطريركُ الخامسةِ والثمانين حولاً، بحبرٍ يئنُّ وبقلمٍ سقيمٍ يُدنف.

كنيسةٌ ملكيّةٌ تَحرُّكها خصوماتٌ وثأرٌ، بطريركٌ على عكازَةِ الضفّةِ الأخرى يخطو اليها ممنوعاً من غرفةٍ ، مسلوبَ الكرامةِ ومطروداً من مخدَعٍ ، ذليلاً، مُحَقّراً، مستَضعَفاً،مغلوباً، مقهوراً ومُهاناً.

نعم، غريغوريوس الثالث لحام كان بطريرك الخيبةِ في الإدارة، والرخاوةِ في اجتراح الإصلاح، والهشاشَةِ في المواقفِ لكنه الْيَوْمَ أكرَمَ من نابذيه وأشرَفَ مِن مُضطَهديه وأرقى وأبقى من صالبيه.

وأسأل: أي رسالةٍ تبعثُ بها كنيستنا الى رعاياها المؤمنين المنتشرينَ في لبنان والمهجر حينما تطردُ كاهناً من أديرَتِها وتُذِلُّهُ على أيدي الكهنة والأحبار وتردُّ طلبَ استرحامه ورأفتِه بالصمتِ والإهمال؟

حاكموا البطريرك لحام اذا تلوَّثت يداهُ بالمَحظور، لكن إيَّاكُم أن تنتزعوا منه إنسانيَّتَه وكرامتَه وعزَّته وآخِرَ سنين عمرِه بالذلِّ والهَوان.

أعيدوا الآن للبطريرك لحام كرامته وإلا فستتحوّلُ كنائسُكم الى متاحف فارغة من روحِ الله وإذا لم تفعَلوا سأقولُ لأولادي وأحفادي أن يصلّوا في الحدائق والبراري حيثُ يخيّمُ روحُ الله بعيداً عن الأحقاد والشماتة وقريباً من قولِ السيِّدِ المعلِّم: "لا تُدينوا كي لا تُدانوا لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم"