Beirut
16°
|
Homepage
طرابلس على فوهة بركان... تحركوا رأفة بالأهالي
كريستل خليل | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 21 حزيران 2018 - 0:04

"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

طرابلس مهددة بفعل جبل النفايات المعني به جميع البلديات التابعة للاتحاد. تحذير أطلقه الناشطون البيئيون من أبناء المدينة، وأشاروا الى ان مكب النفايات في طرابلس بات مهددا بالانهيار، فضلا عن الكوارث التي يسببها من روائح كريهة وتلوث مياه وغازات سامة في الهواء وانتشار الأوبئة والتأثير على صحة المواطنين. لذا رأفة بحياة أهالي المنطقة والجوار على المعنيين التحرك لإيجاد حل جزري ومتكامل على الفور بدلا من استمرار التأجيل في أزمة بهذه الخطورة، وفقاً لتحذير البيئيين.

انفجار "جبل الزبالة" هو الخطر الأكبر الذي يتخوّف منه الأهالي وما قد ينتج عنه من كارثة بيئية وصحية تلقي ظلالها على المنطقة. ولفتت رئيسة لجنة متابعة مشاريع طرابلس الناشطة البيئية ناريمان شمعة في حديثها لـ"ليبانون ديبايت" الى انه كان من المفترض إقفال المكب منذ العام 2010 لعدم قدرته على استيعاب المزيد. هذا ما لم يحصل واستمر الرمي العشوائي فيه حتى تخطى المعدلات المسموحة بارتفاعه أكثر من 42 مترا وفاقت قدرته الاستيعابية.


بعد تأجيل المعالجة 8 سنوات اقترب موعد حلول الكارثة، وبدأت التشققات تنذر بانهيار الحائط المحيط بالمكب نحو البحر والنفايات مع رواسبها لامست مياه الشواطئ لتزيد من تلوّثها ومن خطورة الأزمة، خصوصا ان مصافي النفايات المائية والهوائية معطلة منذ العام 2013، وما ينتج عن المكب من غازات ورواسب مسممة وملوثة يختلط بالمياه والهواء، بحسب الناشطة البيئية.

أسفت شمعة انه بعد سنوات من المطالبة بحل، لا تحرك من المعنيين ولا استجابة. وعقّبت على قرار مجلس الوزراء باقتراح حل يقضي بمعالجة مكب طرابلس عبر بناء مطمر صحي بجانب المكب الحالي وحائط دعم واعتماد تقنية المحارق، رافضة تسمية هذه الاقتراحات حلولا. ونبّهت من الاتجاه الذي يتخذه المعنيون ومن مخاطر المطامر والمحارق والحلول المؤقتة، في ظل تجاهل الحلول المستدامة البيئية التي يمكن اللجوء إليها للانتهاء من هذه الكارثة.

معالجة النفايات يجب ان تتم عبر تقنيات متطورة تعتمد الفرز من المصدر والفرز الآلي المتقدم والتسبيخ اللاهوائي الصحيح. وأشارت شمعة الى ان كلفة المعالجة التي تطرحها الدولة تبلغ حوالي 200$ للطن الواحد. بينما تتراوح كلفة الحل المقترح عبر التقنيات المستوفية للشروط العالمية البيئية والصحية من 15 الى 40 $ للطن وهي الإدارة المتكاملة للنفايات التي تنتج 0% نفايات، ومعالجة حتى العوادم عبر استحداث مصانع لإنتاج الاسمنت أو الوقود. ناهيك عن تكلفة انشاء المحارق وتوسيع المكب التي قد تبلغ 440 مليون دولار.

على الرغم من وجود حلول تستوفي الشروط العالمية وتراعي البيئة والصحة بتكلفة أقل، تلجأ الدولة الى حلول عاجلة تفاقم الأزمة بدلا من حلها. وآخرها اقتراح بناء "سنسول" بحري بمحاذاة المكب ومطمر نفايات بعد ردم البحر. ورأت شمعة ان "سبب ذلك يعود للصفقات والسمسارات القائمة تحت الطاولة اذ مبلغ نصف مليار دولار يعود بأموال الى جيوب المسؤولين أكثر من 50 مليون دولار التي يتطلبها الحل المتكامل. أضف الى الصفقات التي يعقدها الفاسدون مع الدول المتحضرة التي استغنت عن تقنية المحارق لتصدرها الى بلدان العالم الثالث مثل أفضالنا للأسف".

مع حلول فصل الصيف، تم تحريك الملف من جديد ورفع الصوت من قبل أهالي المنطقة والناشطين البيئيين تحسّبا لكارثة أكبر قد تحل على المنطقة وعلى مستوى البحر المتوسط والثروة البحرية وصحة الأهالي. ودعا رئيس البلدية الى اجتماع تنسيقي طارئ للبحث في هذا الموضوع مع رؤساء البلديات في اتحاد الفيحاء ونواب ووزراء طرابلس.

في السياق، أكد رئيس لجنة البيئة في مجلس بلدية طرابلس المهندس محمد نور الايوبي في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" ان سبب تفاقم المشكلة هو الاستمرار في تأجيل الحل الذي كان من المفترض ان يباشر فيه منذ سنوات. وعلى الرغم من معارضته الحلول المقترحة من قبل الدولة بتوسيع المكب، واعتبار الفكرة خاطئة وغير مقبولة رأى انه لا وجود لحلّ بديل قادر على حل الأزمة بشكل سريع لتفادي حلول الكارثة وانهيار المكب او انفجاره.

اقترح الأيوبي حلّين عاجلين، الأول يقضي باستحداث مطمر في منطقة دير عمار الى جانب الكسارات القديمة وهي منطقة نائية. والثاني توسيع المكب الحالي وانشاء مطمر حائط دعم فاصل يمنع التسربات من المكب الى المياه. وأوضح أن "حلول المعالجة المستدامة تلزمنا أقله حوالي 24 شهرا أي سنتين لإنجازها. لكننا مع أي حل آخر ضمن إطار الشروط البيئية العالمية وتوافق عليه الحكومة ووزارة البيئة".

ووعد بأن المشاكل ستجد طريقها الى الحل خطوة بخطوة. وطرح امكانية رش المبيدات العضوية على النفايات منعا لانتشار روائح كريهة أو غازات سامة تنتج عنها بسبب تفاعلات البكتيريا مع الحرارة المرتفعة رأفة بصحة أهالي المنطقة والجوار وبالمياه الجوفية والحياة المائية والحيوانية والزراعية. وهذا الحل يعفي المواطنين مما قد يعانون منه في الصيف وعلى المعنيين المباشرة بالحل اليوم قبل الغد.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
عن الشهيد "حيدر"... حزب الله ينشر فيديو بِعنوان "يستبشرون" 9 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 10 مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
"إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 11 "نساء المخابرات" الى الواجهة بين ايران واسرائيل: خداع جنسي وفتاوى تبيح "تسليم الجسد"! 7 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 3
الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 12 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 8 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر