"ليبانون ديبايت" ــ تمارا شقير:

"الحجار بتحكي بلبنان"... بهذه الكلمات اختار المخرج اللبناني بيتر خوري أن يعود بسلسلة أفلام قصيرة بعنوان "وينُن"، لكن هذه المرّة عبر الانترنت. مجموعة مميّزة تروي قصصًا من تاريخ لبنان تعود بنا إلى أيام الحرب والسلم. قصصٌ تشعل النار في قلوبنا وتوقظ ذاكرتنا من ركام السنين.

أخرج خوري المشاهد بواقعية وحرفية لتولد الحلقة الأولى من "وينن". وما إن انهار الحائط، والتُقطت الرسالة الأولى لتُخبر ما في جعبة المربيّ والشاعر باخوس عسّاف حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعبقرية المخرج الذي وإن اعتادوا أعماله العالية الجودة، إلّا أنهم يصطدمون بجديده، حتى كاد يشعر المشاهد مع تساقط الأحجار والصوت المرافق له، أنه كان شاهداً على ذلك اليوم.

تروي الحلقة الأولى قصّة رئيس الجمهورية الأسبق الياس سركيس حين كان رئيس ديوانٍ. ويُخبر عسّاف كيف أنّ سركيس رفض توقيع معاملة غير قانونيّة لقريب رئيس الجمهورية آنذاك اللواء فؤاد شهاب. وهي الحادثة التي جمعت سركيس والرئيس شهاب والتي أدّت إلى تعيين الأوّل مديرًا عامًا للقصر الجمهوري قبل أن يُصبح حاكمًا لمصرف لبنان ويُنتخب رئيسًا للجمهورية اللبنانيّة، نظراً لولائه واخلاصه لعمله وبلده.

"قصص كثيرة تحاكي التاريخ والسلام بانتظار الجمهور، والحلقة الأولى لن تكون إلاّ البداية"، هذا ما أكّده خوري في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، مشيرًا إلى أنّه يعمل جاهدًا من أجل تقديم الأفضل والأجمل للمشاهدين، وأنّه يستثمر طاقته للخير والسلام.

وقال "اكتشفت أنّ الشعب اللبناني رائع ولكن يحاولون إذلاله وتحقيره، من هنا ضرورة العودة إلى جذورنا وأصولنا لنحافظ على تاريخنا وثروتنا الثقافيّة والفكريّة والانسانيّة".

يعمل خوري بتأنٍ ودقّة على عمليّة الإخراج، اذ يعتبرها مسألة "إحساسٍ وذوقٍ"، الامر الذي سمح وساهم في ايصال الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين والمتابعين. علمًا أنّ مدّة الحلقة الأولى لم تتعدَّ الثلاثة دقائق والخمسة عشرة ثانية.

ووعد المخرج اللبنانيّين بالمزيد من القصص الجميلة والهادفة، التي فضّل عدم الكشف عن تفاصيلها ومحتوى الحلقة الثانية من "وينُن"، بيد أنّه حرص في الوقت نفسه على القول "رح نضل نعمل قصص تيخلصوا كل القصص يلي منعرفها".