Beirut
16°
|
Homepage
تمّوزُ تسامَت عمامَتُه
روني الفا | المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 13 تموز 2018 - 0:50

ليبانون ديبايت - روني ألفا

فوقَ ثرَى أضرِحَتِكُم حجارَةٌ بيضٌ رِقاقٌ تَقدَحُ منها النارُ والحِمَمُ، يا مَن عَلَتْ سُيوفُكُم بإيديكُم جَماجِمَكُم فَوهَبتموها لِدموعِ الأمّهات فبرأتُم من ذلٍّ وَمِن وَهَنِ...

وتَعودُ بيَ الذاكرَةُ الى تموزٍ تسامَت عمامَتُه ،ذاكرةٌ حَبلَى بأجنَّةٍ رُضَّعٍ لِحَليبٍ كأنَّ العِزَّ خالَطَه، تَعودُ بي إلى صوتٍ مُعَمَّمٍ بالصراط،مؤيّدٍ بعلاماتِ الظهور،راعِدٍ في الدّورَةِ الدمويَّةِ العربيَّةِ المتسرطِنة،مُجتَمِعٌ في سيرِهِ ليسَ فيهِ كَسَلٌ...


وطني مضرّجٌ بأضرِحةٍ تسرِّحُ خصلَةً روحيّةً فوق جبينِ المجد..بعضُ المُسجّى يفوحُ مسكَ القيامة ... بعضُ الراقصين على أهزوجة " يا قدّامين الشاي" باعوا لنجمةِ دَاوُدَ جثامينَ عمالَتِهِم.

انهمَر تموزُ علينا وَجَعاً من طرازِ الطعنِ في الظهرِ والطعنِ في الظهيرة .

أعرضَت عنهم عمامَتُه، في خيطِها سلالةٌ تومئُ للغفرانِ أن إنسى، وأكملَ الزندُ قبضَتَهُ..."أنظروا الى البارجة في عرض البحر تحترقُ"، وبالَت معها أوراقُ شايٍ وانحناءةُ عبدٍ لحاخَمِهِ ،معها بكى تمّوزُ فرساناً مجدُ البنادقِ عَملَقَهُم.

وأكتُبُكُم بدمعٍ على خدِّ مَن أرضَعَكُم، دعيني يا أُمَّ الشهيدِ أخجَلُ من خَجَلي، دَعيني أزورُ عينيكِ لأرتَشِفَ وطناً مِن ملوحَتِها، دعي يستَشهِدُ قلَمي فوق "فاتِحةٍ" في مقابرِ الشمسِ والْقَمَرِ ،ودعيني أقبِّلُ شواهدَ قبرٍ منه تفوحُ مقاومةٌ.

أيُّ وادٍ في الحُجَيرِ" خطّت بسالتُهُ رنينَ حديدٍ بعثَرَ هَمَجاً، أيُّ جبالٍ مانَعت غيّاً، أيُّ صهيونٍ راجِلٍ دَخَل أرضَ المسيحِ ليبقى منه حذاءٌ في متحفِ الضّحِكِ...

أمُّ الشهيدِ مِن عِطرهِم خبزاً ما زلنا نُشبِعُ منه كرامَتَنا، نُطعِمُ جيلاً مقاومةً ليبقى الحلمُ مُلْتَحِياً.

تمّوزُ وحَّدَنا، تمّوزُ أوجَدَنا،وإذ نخطو فوق ترابِ أمَّتِنا، مَن سوى طهرَ رقدَتَكِم من غَطيطِ النومِ أنقَذَنا؟

أمُّ الشهيدِ...تُحبُّكِ كنائسُ العشقِ في وطني، مِن زغاريدِ الحزنِ، مِن مشارِفِ الأحذيةِ المباركةِ، مِن مِعراجِ رسولٍ رفعتهُ السماءُ هُدىً ، من إسراءِ المسيحِ في عظةِ الجبلِ قبيلَ الشهادةِ الكبرى، مِن طَوقِنا تركناهُ مكسوراً مُهاناً قرب أبواب "سجنِ خِيامِ" مِحنَتِنا، مِن "حُلَّت" لَكُم خطاياكُم تناوَلَها المقاومون المنتَصِرونَ قرباناً بعد النصرِ الكبير، مِن كلِّ أسيرٍ عادَ وفِي جيبِه شيءٌ مِن مفاتيحِ ِيافا، مِن حُريكٍ صارَت حارَةً للسمُوِّ والعَظَمَة، مِن مئاتِ الثغورِ المستَشهِدَة في مارونَِ الرأسِ وبنتَ جبيلٍ وفوقَ الشّفاهِ بسمَةٌ مستهزأة بالموت، مِن كل قبرٍ أضيَقُ مِن قاطِنِه قدّمتِه للأرض، مِن كلِّ نسمَةٍ تِفَرفِحُ صمتَ مقبرةٍ،وَمِن كلِّ كتابٍ قبّلَهُ المجاهدونَ قبلَ أن يتقلّدوا أيقونَةَ البقاءِ الأبقى، أقدِّمُ لكِ في "تمّوزِنا" باقةَ اعتذارٍ من دمعِك، وأدعو لكِ أن تبقَي كما أرضُ الأرزِ في حرمون منجبَةً للخالدينَ في وطني!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر