Beirut
16°
|
Homepage
ضحايا موسم الحرائق الى ارتفاع... "الله يستر من الأعظم"
كريستل خليل | الجمعة 17 آب 2018 - 0:01

خطر الحرائق يهدد ما تبقى من المسحات الخضراء

عوامل طبيعية تساهم في نشوب حرائق في هذه الأشهر

الدفاع المدني يبذل أقصى جهوده لحماية الأحراج

حرائق مفتعلة للاستفادة منها في التحطيب والفحم

الأشهر الآتية ستشهد على المزيد من الحرائق


"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

خطر الحرائق الحرجية الذي يجتاح لبنان وتآكل المساحات الخضراء وتقلصها الذي يزداد عاما بعد عام، يدعو جميع الأطراف المعنية والمواطنين للتحرك من اجل تقليل المخاطر وتسليط الضوء على الحلول او الخطوات الاحترازية المفترض اتخاذها لتجنب استمرار اندلاع حرائق ضخمة تلتهم ما تبقى من احراج المناطق اللبنانية. ناهيك عما إذا كانت هذه الحرائق الكارثية مفتعلة او نتيجة لعوارض طبيعية، الى متى سيستمر هذا الاهمال بحق البيئة والتعدي والاستباحة لها من دون اي حسيب او رقيب او خطط انقاذية للحد منها؟

عوامل عديدة تساهم في نشوب حرائق تنال من الغابات والمساحات الخضراء، خصوصا في هذا الوقت من العام اذ يبلغ الجفاف ذروته بين اواخر الصيف واوائل الخريف. الأمر الذي يؤدي الى انتشار الحريق وتمدده أكثر وبشكل اسرع حتى تصبح السيطرة عليه مهمة تلامس المستحيل في بعض الاحيان، والتعويض عن خسائره من أصعب مهمات المعنيين.


ما يعد لافتاً في سياق توجيه المسؤوليات هو ما صرح به مصدر رسمي في الدفاع المدني لـ"ليبانون ديبايت" من ان معظم حرائق الأحراج الضخمة التي تنذر بكارثة هي حرائق مفتعلة والعوامل الطبيعية تساهم في دعهما وليست المسبب الأساسي لها.

انتقادات مجحفة بحق فرق الاطفاء في الدفاع المدني التي تبذل جهدها وتعمل جاهدة لحماية لبنان من الحرائق، استدعت من المصدر الرسمي الاستنكار وتوعية المواطنين بأن التقصير الفعلي ليس من مسؤولية الدفاع المدني. وأشار الى ان جهاز الدفاع المدني يملك انتشارا في حوالي 200 مركزا في مختلف الأراضي اللبنانية مجهزا بمعدات كافية لمواجهة اي حريق والسيطرة على الوضع بشكل عام، الا ان ما يعيق هذه السيطرة هو النقص في الكادر البشري في الجهاز. وقال "رغم موافقة الدولة على طلبنا بضرورة توظيف 3000 شاب، لا يزال القرار يقبع في أحد الجوارير. لذا فإن التأخير الذي يحصل احيانا في بعض المراكز هو نتيجة النقص في عدد الأشخاص".

في ظل توفر جميع العوامل التي تعمل على تحفيز اندلاع وانتشار الحريق بسرعة أكبر، وقبيل اقتراب فصل الشتاء حيث يبدأ التحضير لمؤونة الشتاء بقطع الأشجار للتدفئة وصنع الفحم، يلجأ البعض لافتعال الحرائق عمدا للاستفادة في بيع الحطب والفحم. يضرب هؤلاء بعرض الحائط اهمية المحافظة على الثروة الحرجية والحس بالمسؤولية تجاه البيئة، مستثمرين الأراضي لما في ذلك سهولة وتوفير أكثر لعدم تطلب الأحراج المحروقة اي رخص لإقامة مشاحر الفحم او التحطيب فيها.

ويشرح المصدر انه "من هذا المنطلق، يعمد بعض من وعتهم ب"عديمي الضمير" الى حرق مساحات خضراء لتجنب تحصيل رخص من وزارتي البيئة والزراعة كما من البلدية وتنفيذ الشروط المطلوبة واتباع خطوات لاستصلاح الأرض بعد استغلالها. في الوقت الذي لا تخضع الأحراج المتضررة لا للرقابة ولا للشروط نفسها، بالتالي تستبدل الرخص بتنكة مازوت او اشعال "شوية عشب يابس"، ويتحول الحرج الأخضر الى "بورة" غير صالحة، ثم يتم استغلالها لاحقاً لشق الطرقات، او البناء، او اقامة مشحرة او التحطيب، تحت غطاء هذه الحجج وغيرها". لم ينكر اهمية القوانين والضوابط التي وضعتها الدولة ولكن القانون وحده غير قادر على منع التجاوزات معتبرا ان "الديك بيصيح بس ما بيجيب الفجر".

دق ناقوس الخطر بات ضروريا في ظل تقلص المساحات الخضراء في بلد اعتاد على حمل لقب "لبنان الأخضر", وضحايا موسم الحرائق تزيد آخرها الحريق الذي اجتاح احراج وادي الغميق في بلدة القبيات اذ قضى على حوالي 10 كيلومترات مربعة من المساحات الحرجية وتسبب بكارثة بيئية أطاحت بأشجار الصنوبر والسنديان في المنطقة. واستمرت محاولات ايقاف زحف النار أكثر من 4 ايام نظرا لضخامة الحريق الذي شدد المصدر على انه لا يمكن تبرير وقوعه الا بفعل فاعل.

وعلّق المصدر عينه على تعاون القوات البرية والجوية من الجيش اللبناني واهالي المنطقة وغيرهم في عملية اخماد الحريق في القبيات, رافضا اعتبار ذلك تقصيرا او نقصا من قبل فرق الاطفاء في الدفاع المدني. وأشار الى انه "من الضروري تفعيل دور القوى الأمنية ومأموري الأحراج في مراقبة وحماية هذه الأراضي، والتدقيق والتحقيق واقامة حملات توعية خصوصا للعاملين في مجال صناعة الفحم والتحطيب، لأن الحريق المفتعل لا يمكن السيطرة عليه بسهولة، فكيف إذا كان بأسفل وادي؟".

الاتهامات التي وجهها الدفاع المدني صبت بمعظمها لمفتعلي الحرائق وللمراقبين المفترض عليهم حماية الأحراج وسأل "ما هذه الصدفة التي تحدث تهافت العاملين في المشاحر والتحطيب وشق الطرقات فور انتهاء الحريق الضخم واطفائه؟ فاين القوى الأمنية من التدقيق لتحديد هوية الفاعل حتى لا يبقى مجهولا كما اعتادت التقارير ان تكتب". وطالب بضرورة فتح تحقيق جدّي لمحاسبة اي متورط ومعاقبته، وفتح طرقات بشكل مدروس غير مضر بواقع الغابات لتمكين سيارات الاطفاء من بلوغ مواقع الحريق في حال حصولها.

ولفت الى ان ضباط في الجيش اللبناني هم من يقومون في قيادات طوافات الاطفاء، لأنه لا يوجد في الدفاع المدني عناصر مؤهلة لذلك، لعدم توفر الدورات اللازمة كما في بعض البلدان الأخرى. وحتى الطوافات الأميركية "سيكورسكي" التي كانت استقدمت لوضعها في خدمة الدفاع المدني قابعة في أحد المخازن بسبب عدم توفر قطعا لصيانتها وغلاء اسعار القطع التي ترفض اميركا تقديمها لإعادة الطوافات الى الخدمة، معولا على ان هذه الطوافات تخدم أكثر اخماد حرائق السهول لأن تحركها في الوديان صعب نظرا لحجمها، على عكس طوافات الجيش التي تتنقل بسهولة أكبر في المناطق الضيقة.

في المقابل رفض رئيس حزب البيئة العالمي ضومط كامل اعتبار الحرائق في هذا الوقت من السنة بمعظمها مفتعلة، مشيرا في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" ان الحرارة المرتفعة والرطوبة المنخفضة والتغير المناخي الذي يشهده لبنان، وما يرافقه من احتباس حراري وانخفاض متساقطات وجفاف هي الأسباب المؤدية لارتفاع نسب الحرائق في الأحراج والغابات وتكاثرها. أضف الى بعض النفايات مثل أكياس النايلون التي تحتوي على نفايات عضوية الاي تنفجر غازاتها تحت تأثير الحرارة المرتفعة، او الزجاجات المرمية في الحقول التي تتفاعل مع الحرارة وتتسبب بتعاكس عامودي مع اشعة الشمس مؤدية الى كوارث.

ورأى انه هناك نسبة متدنية جدا من الحرائق في لبنان تعتبر مفتعلة، والمطلوب اليوم هو العودة الى ملف ادارة الغابات المرمي منذ سنوات " الغابات متروكة، لا ادارة لا حماية ولا تنظيف". وحذّر من الأشهر الآتية, معتبرا انها ستكون اقسى بكثير ونسب الحرائق سترتفع في ايلول وتشرين "الله يستر من الأعظم, ويعطي عافية للدفاع المدني والجيش اللبناني. على امل ان يبقى المواطن عين سهرانة للكشف عن اي تعدي مفتعل لاشعال حرج, والابلاغ عنه".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر