Beirut
16°
|
Homepage
تقاطع بين فرنسا وحزب الله
عبدالله قمح | الاربعاء 17 تشرين الأول 2018 - 0:10

يلوذ رئيس الجمهورية بالصمت منذ عودته من يريفان

لكن البعض يشير الى ان صمت الرئيس يخفي ما هو أكبر

قابل ذلك خروج حزب الله عن صمته الحكومي، بالتوازي مع حراك فرنسي مماثل

لاحظ معنيون ان خطوط الترتيبات الحكومية مدت من يريفان الى بيروت فباريس

البالغ أن للضاحية دوراً رئيسياً في هذا المد.. فما هي ابعاده؟


"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

منذُ عودة رئيس الجمهورية من يريفان ومصادره صائمة عن الكلام، تلوذُ الصمت ولا تنطقُ بشفّة رُغم كل القيل والقال حكومياً. يقالُ إن صمتها ذا كهدوء ما قبل العاصفة، بمعنى أنّ الرئيس ميشال عون ينتظرُ ما ستفرغه جعبة الرّئيس المُكلّف سعد الحريري ليبني على الشيء مقتضاه، أم أنّهُ سيتحدث، وتلكَ ستكون إشارة إمّا لعبور المساعي نحو الخواتيم السعيدة أو سقوطها بحفرة الترف، وهذه تأتي بدرجة أخيرة في المسار، أم أنه سيفضل البقاء صامتاً وتلك إشارة إلى إستمرارِ الإيجابيات. الثّابت أنّهُ سيتحدث في الأخير، سلباً كان أم ايجاباً.

ثمّة من يُردّد أن صمت عون يأتي من نصائح تلقّاها خلال مشاركته في أعمالِ القمة الفرنكوفونية معطوفة على حراكِ دولي خارجي، فرنسي تحديداً، تدرج من مسارِ النّصح والحث على الإسراع بشأن التّشكيل الى ارساء الضّغوط على المعنيين من خلالِ التّلويح بعصا مؤتمر "سيدر"، ما أتاحَ رفع الفيتويات الخارجية التي وقفت حائلاً أمام التأليف، وكانَ لهذا التَّدخل أن بعثَ الرّاحة للرئيس الحريري أكثر من غيره، وهذا يُمكن رصده من حركتهِ التي تدلُ على كثير من الحرية التي اكتُسبت بفعل عدّة تقاطعات.


حزب الله أيضاً يلوذ بالصَمت حكومياً، المُفارقة أنّ مدة صمته لم تكُن قصيرة، لكنّه يخرقها بين الفينة والأخرى، علماً أن خروقات الضّاحية لحقوق صمتها تأتي عادةً على شكلِ تدخُلات داخلية إيجابية محدودة تسفُر عن حصولِ تبدُّلات على خطِ التأليف، كمثلِ الإتصال الذي دارَ بين السيد حسن نصرالله والرئيس عون، وأدخلَ تغييرات جارفة على مسار التشكيل. زوار الضاحية ينقلون أنّ الحزب يعلمُ من أينَ تؤكل الكتف، وبالتالي يعرفُ متى يجبُ عليه أن يتدخّل أو ينطقُ ومتى يجبُ أن يبقى صامتاً.

صمت حزب الله يشبهُ الصَّمت الفرنسي تقريباً. الأخير بقيَ مُطبقاً إلّا إن وجد الوقت المُناسب للتدخل. لاذَ بالتسلُل من خلفِ الخطوط وبدأ العمل على مبادرةٍ أبقيت عناصرها طي الكتمان ، إلا أن شاء أحدهم أن يُسرِّب بعضها إلى الإعلام قبلَ إختمارها، وهذا جرَّ استغراباً فرنسياً من شدّة رهان البعض على تفخيخِ الحلول!

متابعون لخط التّأليف، يلخّصون الإيجابيات المُتراكمة بسلسلة تبدُلات سياسيّة طرأت على مُعادلةٍ وقواعد "تشكيل الحكومة" التي ارست بُعَيد تكليف الرئيس الحريري وحملت طابعاً خارجياً، قامَ على مُراعاةِ حلفاء السعودية لها عبرَ تعويض خسارة الأكثرية في مجلسِ النّواب برفعِ قيمة الحقوق داخل مجلس الوزراء، وهو ما أنتجَ عملية التّعقيد السائدة.

وتبعاً لهم، بدأت عملية الخروج من عنقِ الزجاجة والإسراع في التّشكيل منذُ ما قبل "قمّة يريفان"، وتحديداً قبل نحو أسبوعين ، عبرَ سلسلة تقاطعات، أتت في أعقابِ تدخُّل حزب الله عندَ الرّئيس عون عبرَ تقديم مشورة التّخلي عن مقعد نائب رئيس مجلس الوزراء، بدعوى أن لا قيمة دستورية لهُ واستتبع بإتصال أجراه نصرالله بعون شخصياً، ثُم إستكمل مشوار بجملة خطوات بدأت تسلك مداها من لقاءِ عون - حريري ثم حراك السّفير الفرنسي وموفد الرئيس ماكرون إلى بيروت، لتأتي الذروة في لقاءِ عون - ماكرون، علماً أنّ الوساطة الفرنسية كانت قد بلغت هنا مداها، مدعومةً بحلحلة إقليمية تجسدت في العراق.

الجدير بلفت الإنتباه، أنّ الأوساط لاحظت حصول تقاطع موضوعي بين الضاحية والفرنسيين بشأن ضرورة تشكيل الحكومة وتقديم الجهود من أجلِ ذلك. وفي مقابلِ المسعى الفرنسي الذي إحتكمَ إليه في بيروت وكانت غرفة عملياته "قصر الصنوبر"، جالَ حزب الله على المعنيين بشكل هادئ من خلفِ الجبهات واضعاً الحلول والنّصائح عندهم. ورغم أنَ حراكه أتى من خارجِ دائرة التّنسيق مع الفرنسيين، لكنّه وبإعتراف فرنسي - لبناني، كانَ متوازياً ومتناغماً من حيثُ الأهداف.

ومِن جملةِ ما أداه فرنسياً، أنه هدّأ من مطالب الفريق السياسي المحسوب على السعودية عبر تقديم مزيد من جرعاتِ الدّعم لصالح الرئيس الحريري الذي قفزَ من فوقِ دائرة الضّغط السعودي ، وقد أسهمَ بخروجه تراجع الإهتمام السعودي بالملف اللبناني بسبب حضور قضية "جمال خاشقجي". أما حزب الله فتكفّل بتذليل العقبات من أمامِ حلفائه وتقديم مشورة سياسية أفضت بالنتيجة إلى إقتناعِ بوجهة نظر الحل، ما أسفرَ في خلاصتهِ إلى الإحتكامِ صوب نقطة واحدة جعلَ منها نقطة إرتكاز في البحثِ الحالي، الذي قامَ على أساسِ التّنازل المبدئي التدريجي عن المطالبِ ذات السّقوف العالية المرفوعة سابقاً ما أسَّس لدخول المسار السّياسي عصر التفاهمات المدعومة.

التقاطعات الفرنسية مع حزب الله ليست طارئة، ولا يُمكن فكُ إرتباطها عن المسار الإقليمي العام، و إدراك باريس بجملة معطيات من بينها حجم ودور وقدرة حزب الله. و إنطلاقاً من هذه القاعدة كانت فرنسا أول من جالسَ الحزب وبادرهُ الى فتح شبه نقاش إستراتيجي معه، ما يدل على أن باريس تقرأ أبعاد الأمور ببرغماتية خالصة.

الإختبارات الفرنسية لحزب الله لا يُمكن حصرها بشق داخلي فقط، نسبةً للقراءة التي تقيّمها باريس للحزب بظلِّ معرفتها بأنّ حجمه باتَ يفوقُ قدرة الإستيعاب اللبنانية، قد يكون هناك روابط أبعد من ذلك، رُبما الحكومة أول غَيثها.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
عن الشهيد "حيدر"... حزب الله ينشر فيديو بِعنوان "يستبشرون" 9 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 5 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 1
بالفيديو: محامية تتعرّض للضرب على يد زوج موكلتها 10 "نساء المخابرات" الى الواجهة بين ايران واسرائيل: خداع جنسي وفتاوى تبيح "تسليم الجسد"! 6 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 2
بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 11 مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 7 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 3
إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 12 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 8 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر