Beirut
16°
|
Homepage
‎الحريري وحزب الله يعتكفان
عبدالله قمح | الخميس 01 تشرين الثاني 2018 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

‎انتهى وقت الغزل بين الرّئيس المُكلّف سعد الحريري وحزب الله. ربط النزاع الذي حكم العلاقة بين الطرفين منذُ مطلع التّكليف ودامَ حتى وقت قصير أضحى سراباً واستعيض عنه بوجبة مواجهة كاملة على نيّة تمثيل السّنة المعارضين، عنوانها: يا نحن يا إما أنت!

‎ضُبطَ الطرفان منذ أيام يتبادلان اللّكمات السّياسية علنيّة، أشدّها كانَ تلك التي باغتَ بها حزب الله الرّئيس المُكلّف. ضربة تحت الحزام اثقلت الحريري، أفقدته وعيه وجعلته يستعيضُ عن لقائه العلني برئيس الجمهورية الذي حُدِّد الثلاثاء وكان يؤمّل منه أن يُرفق بتشكيلة وزارية كاملة، بآخر سرّي من خارجِ أسوار الإعلام كان لزوم الإبقاء على ماء الوجه محفوظاً.


‎رُغم أن مصادر الجانبين، أي رئيس الجمهورية والرّئيس المُكلّف، أبقت تفاصيل اللّقاء طي الكتمان الشديد، إلى أن الجزء الذي سُرِّب عن جانب ثالث استطاع الإطلاع على جزءٍ من المضمون، يكشفُ ان الهوة التي كان يؤمل تجاوزها بين بيت الوسط والضاحية، تبيّن بعد نزع الغطاء عنها أنها ما زالت على نفسِ القدر من العمق.

‎الرّئيس المُكلّف حملَ معهُ إلى قصر بعبدا غروب الثلاثاء صيغة من ثلاثين وزيراً خالية من أسماء ٦ وزراء هم ممثلو الطائفة الشيعية. حزب الله وحركة أمل احتكما إلى مبدأ تحريك الميثاقية وحجباها عن صيغةِ الحريري، فجمّدت مبدئياً.

‎الحزب رفضَ تقديم أسماء وزرائه بإنتظار حل معضلة "العقدة السّنية"، وهو ما بلغَ رئيس الجمهورية قبل حلول الحريري ضيفاً عليه، وحركة أمل التي يفضلُ رئيس مجلس النواب نبيه بري عادةً إسقاط الأسماء في الربعِ ساعة الأخير من التأليف. عند هذا الواقع، أبلغَ رئيس الجمهورية أنه يتفهمُ حق السّنة المعارضين بالتوزر، كذلك ابلغ الرّئيس المُكلّف أن ينتظرُ نتائج الإتصالات واي مسار ستسلكه الأمور على أن يعودُ اليه بتشكيلة "مفوّلة الأسماء". فعادَ الرّئيس المُكلّف أدراجه.

‎قبلَ ذلك، كان معاون الأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل قد أبلغَ الحريري مباشرةً قبل نحو أسبوعين بجدية سعي حزب الله لتوزير حلفائه السّنة المعارضين، لافتاً نظره أن يأخذ الأمور بجدّية. أعيد تذكير الحريري قبل أيام بهذه العبارة، وبدل أن يأخذ بالنصيحة، إتهم حزب الله بأنه يريد قلب الطاولة عليه، ففُضَ اللّقاء على تباينٍ وتباعد.

‎عموماً عادَ الحريري إلى بيت الوسط مُبلّغاً المعنيين، من رأسِ الهرم ونزولاً، أنه أنجزَ عمله والصّيغة الحُكومية باتت جاهزة، وهو مستعد لزيارة قصر بعبدا وتوقيع الصّيغة بالإشتراك مع الرّئيس تمهيداً لإصدار المراسيم، ممرّراً تعميم بانه غير مستعد لإدخال أي تعديل على تشكيلته التي "قفّلها"، وهو جالس في بيتِ الوسط ينتظرُ الأجوبة التي يفترضُ أن تأتيه من الضاحيةِ وعندما تأتي يتوجهُ فوراً إلى القصر.

‎ما يقومُ على محملٍ لافت، ما بلغ "ليبانون ديبايت" أن الرّئيس الحريري أوقفَ البحث في مضمون تشكيلته الوزارية وأنه يتفرّغُ حالياً لمتابعة بعض الأمور، ما يعني أنه صارَ معتكفاً في منزلهِ حتى تردَ الأسماء. وإذ يبدو أن الحريري يمارسُ ضغوطاً تقوم على رمي كرة التعطيل على حزب الله، يبادرُ الحزب لتحصين نفسه على جملةِ دعائم سياسيّة ورزمة مواقف عنوانها: "كنا قد حذرناكَ مسبقاً".

‎أسلوب الضّغط الذي يقابلهُ الحريري بوجه حزب الله، يبدو أنه صعدَ بل صعّبَ الموقف مع الضاحية، التي تعبّرُ أوساطها عن استياءها من إصرار ِالحريري على مقاربةِ ملف التّأليف بطريقة غير متوازنة وفيها شيء من التّحدي والتّكبر. وعند سؤال "ليبانون ديبايت" مصادرها حولَ ما صدر عن الحريري أجابت "ونحن معتكفون أيضاً. لقد سبقناه إلى الإعتكافِ ريثما يقدمُ على حلولٍ بنظرنا سهلة، وكنا قد أشرنا إليها قبل أسبوعين بالمباشر"، ورداً على ما سربهُ حول أنه ينتظرُ الأجوبة من الضاحية قالت: "من يجبُ أن ينتظرُ قدوم الأجوبة هو نحن الذين سألناه قبل أسبوعين ولم يردنا جواب بعد".

‎إشتداد الأمور على ضفتي بيت الوسط والضاحية دفعَ الأمور الحُكومية إلى التّوقف عن الدوران، وهذا ما لمسَ خلال إنعقاد لقاء الأربعاء النيابي، إذ لم يأتِ رئيس المجلس نبيه بري على ذكرِ أي تفصيل حول الحُكومة، بل أبقَ إهتمامه منحصراً بالوضع الإقتصادي ومؤتمر سيدر تحديداً كما نقلَ زواره لـ "ليبانون ديبايت"، لافتين أن برّي أشاحَ النّظر عن الإجابة عن أي تفصيل حكومي.

‎تراكُم السّلبيات خلال الـ ٤٨ ساعة الماضية نقل المشتغلين على خطِ التّأليف من التفاؤل إلى التشاؤم وسط مزيجٍ من الحذر، والتعبير عن الخشية من أن يحمل التأخير نبات مشكلة أخرى على صعيدِ تمثيل القوات مجدداً التي قد تستغلُ موجة التّعطيل في حالِ طالت العودة إلى مربعِ حصّتها.

‎وقد يتوفّرُ باب إلى ذلك من رأي رئيس الجمهورية حول عدم جواز توزيع حصّة القوات على الطوائف المسيحية الأساسية بالشكل الذي أتاه الحريري، في إشارة منهُ إلى شملِ الحصة مارونيان مقابل ماروني واحد من حصّةِ الرّئيس والتيار، لكن مصادر ذات صلة أشارت إلى أنّ القوات تقدّمت بـ"أسماء إحتياط" موزّعة على طوائفٍ مسيحية أخرى ولا خوفَ منها.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر