"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال

اختتمت الهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة اللبنانيّة برئيستها السّيدة كلودين عون روكز، حملة الـ16 يوماً لمُناهضة العنف ضدّ المرأة من خلال عرض Dilili à Paris بحضور المخرج والكاتب الفرنسي ميشال أوسلو وسفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه، داخل صالات سينما "سيتي" في أسواق بيروت، وذلك بعدما أصبحت ديليلي سفيرة اليونيسيف التي تعيد الأمل بإنتصار الخير على الشرّ.

"تحدّي" الـ16 يوماً، اجتازته كلودين بنجاحٍ لافتٍ، هي التي اختارت من بعلبك مكان إشراقة شمس الحملة في 25 تشرين الثاني وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وذلك تحت عنوان "بكير عليها"، للحد من الزواج المبكر واعتماد الـ 18 سنّ أدنى للزواج، لتختتمها في العاصمة بيروت، مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان بعدما حطّت في مختلف الأراضي اللبنانيّة لنشر رسالة انسانيّة واحدة تُبشّر بمُستقبل أساسه العدل والمساواة والكرامة.

كلودين عون التي صمّمت، على إستكمال مسيرتها في دعم قضايا المرأة ومنع تزويج الأطفال، استغلّت وجودها على رأس الهيئة الوطنيّة للعمل بأسلوبٍ معاصرٍ وديناميكيّ أخرج حملات التوعية من إطارها التقليديّ، وذلك من خلال التنقّل بين المناطق، وعقد جلسات نقاش، ونقل رسائل جميع الأديان الموحّدة عبر المشايخ والكهنة والراهبات، وعرض افلام وشهادات حيّة من شخصيّات معروفة مؤثّرة في المجتمع، وبثّ شريط إعلاني على محطات التلفزة والإذاعات اللبنانيّة، مروراً بإستخدام مواقع التواصل الإجتماعيّ للوصول الى الجيل الجديد الذي يجب أن يحمل شعلة تغيير الذهنيّة القائمة، وصولاً الى رفع الصوت في الأروقة الدوليّة والمؤسّسات الرسميّة بمساعدة من التجمعات النسائية والهيئات المدنيّة لترجمة أهداف الحملة في مشاريع قوانين وتعديلات أكثر انصافاً وتطوّراً.

وشدّدت رئيسة الهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة اللبنانيّة في كلّ كلماتها، على ضرورة أن "يُساهم المواطن كلٌّ من موقعه وضمن إمكانيّاته في نشر ثقافة المحبة، لنساهم في جعل عائلاتنا الصغيرة مركزاً للأمان والسلام، بدلاً من العنف والاستغلال، ولنجعل من مجتمعنا ووطنِنا، صورةً حقيقيّة عن طبيعتنا الإنسانية الخيّرة التي خلقَها اللهُ فينا".

ورأت أنّ "المجتمع الذي يسمح بانتهاك حقوق الإنسان ويتيح ممارسة العنف ضد فتياته ونسائه، يكون مجتمعا يعيق نفسه بنفسه، يعيق نموه الاقتصادي والاجتماعي والفكري". معتبرةً، أنّ "وضع الحدّ لهذه الممارسات يكون من خلال اقرار تشريعات تحول دون حصولها، واعتماد الدولة سياسات اجتماعية واقتصادية تكسر الدائرة المفرغة التي يمثلها استمرار نهج اللامساواة بين الجنسين في إنتاج الفقر والتخلف الفكري والثقافي".

وفي إطار الحملة التي تشارك فيها 6 آلاف منظمة في 187 بلدًا، عقدت "راهبات الراعي الصالح"، بالتعاون مع بلدية جديدة المتن، مؤتمرًا تحت عنوان Go Butterflies أو "انطلاق الفراشات"، تحدّثت خلاله الرئيسة الإقليمية للجمعيّة الأخت سهيلة بو سمرا عن رمزيّة العنوان الذي يشير إلى خروج الفراشات من شرنقتها باحثة عن الحرية.

وقالت الأخت بو سمرا إن "اختيار هذا العنوان جاء تيمنا بحركة الفراشات في جمهورية الدومينيكان، حيث اغتيلت ثلاث فتيات شقيقات من عائلة ميرابال كن يلقبن أنفسهن بالفراشات وينتمين إلى حركة سرية كانت تناضل ضد الطغيان. وعام 1999، وتكريما لهن، جعلت الأمم المتحدة يوم 25 تشرين الثاني من كل سنة، تاريخ اغتيال الفراشات عام 1960، يوما عالميا لمناهضة العنف ضد المرأة".

بدورها، تركت الممثلة ندى ابو فرحات بجرأتها وشجاعتها، بصمةً مؤثّرة في المؤتمر، بعدما شاركت الحاضرين قصّتها وما تعرّضت له في طفولتها من عنفٍ، أبكى الموجودين، فكانت شهادتها قصّة ورسالة في آنٍ معاً، بضرورة تحرّك المسؤولين والجهّات المعنيّة لمساعدة المعنّفات ومحاسبة المعتدي "لفظيّاً، معنويّاً وجسديّاً".

وأكد النائب انطوان حبشي الذي يضع هذا الملف من ضمن اولويّاته، أنّ "مناهضة العنف ضدّ المرأة هي مسألة تتعلّق بكلّ المجتمع ليس فقط بالنساء، إذ أن من يشاهد العنف الذي تتعرّض له المرأة في منزلها ويسمح بإستمراره، إنّما هو يشرّع العنف على صعيد لبنان ككلّ وبين المجموعات والمواطنين والاحزاب".

هذه المبادرة، التي عقد لأجلها الكثير من المؤتمرات خلال الـ16 يوماً، واكبها أيضاً وزير الدولة لشؤون المرأة في حكومة تصريف الاعمال جان أوغاسبيان، من خلال تفعيل الحملة الوطنيّة "مش بسيطة" لتسليط الضوء على الأشكال المختلفة للتحرش الجنسي وتوعية المجتمع على أن هذه الأشكال تندرج في إطار العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وهدفت الحملة الى الدعوة لتبني مشروع القانون لمعاقبة التحرش الجنسي الذي وافق عليه مجلس الوزراء في 8 آذار 2017 والذي أحيل إلى المجلس النيابي لاقراره.