Beirut
16°
|
Homepage
ساترفيلد... من يَعِش يرَ
ميشال نصر | الثلاثاء 12 آذار 2019 - 9:41

ليبانون ديبايت - ميشال نصر

تشهد الساحة الاقليميّة منذ قرابة الاسابيع، حركة "بركانيّة" ناشطة تنذر بإنفجار قد تطاول حممه اكثر من دولة، في لحظة حسّاسة من الصراع وتقاطع المصالح الاميركيّة - الروسيّة فوق الاراضي السورية، حيث يبدو بشكل واضح أنّ عقارب السّاعة السوريّة تعود الى الوراء، إن لم يكن الى مربّع الثورة الاول.

الإشارات التي يمكن التقاطها من الزائرين الأجانب الى لبنان، تؤكّد أنّ شيئًا ما يجري تحضيره في الكواليس، يرتبط بشكلٍ من الاشكال بالاوضاع الاسرائيليّة بوجهَيْها، صفقة القرن من جهة، والإنتخابات المبكرة، من ناحية اخرى، على وقع ارتفاع حدّة المواجهة الاميركيّة الايرانيّة.


وفي هذا الخصوص، تجدر الاشارة الى ضرورة التوقّف عند مجموعة من التطوّرات التي تشكل جزءًا من سلسلة قد يسمح اكتمالها بفصل خيط التسويات الابيض عن الاسود، ولعل ابرزها:

- هجمة الموفدين الدوليين الى بيروت، وتقاطع المعلومات المستقاة حول نقطة التحذير من مغبّة تغطية الحكومة اللبنانية لحزب الله، وعدم اتخاذها اي خطوات للحدّ من تمدّده داخل اجهزة الدولة المختلفة.

وإن كانت اللهجة قد اختلفت بين موفد وآخر، وفقا للمصالح الخارجيّة لكل من تلك الدول، فيما يبقى الابرز على هذا الصعيد، الغاء الرئيس الفرنسي لزيارته اللبنانيّة، مع ما يعنيه ذلك عمليّاً من اسقاط لؤتمر "سيدر 1" ، وثانيًا زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركيّة السفير ديفيد ساترفيلد، خبير الشؤون اللبنانيّة، وتقصّده عدم لقاء سيدَيْ بعبدا وعين التينة، في هزّ للعصا مفاده أنّ "العقوبات الدبلوماسية" باتت جاهزة للتطبيق، وهو ما قد تحدد مسارها نوعية لقاءات وزير الخارجية مايك بومبيو في بيروت في حال تمت الزيارة.

- عودة الحركة الاحتجاجيّة الى الشّارع السّوري، ومن درعا بالتحديد، فيما يمكن اعتباره مؤشرًا لافتًا لما قد تكون عليه الاوضاع في المرحلة المقبلة في سوريا، وسط اصطفاف جديد عنوانه، تل ابيب - موسكو في مواجهة دمشق - طهران، التي دعت بشكل مفاجئ الحكومة السورية الى سداد ديونها المتوجبة للجمهورية الاسلامية، في اشارة واضحة الى حاجة طهران للمال نتيجة العقوبات الاميركيّة، التي يبدو انها حققت اكثر من المتوقع، بحسب الدبلوماسيّين الاميركيّين.

اللافت في حراك درعا، انه جاء بعد اسابيع من كلمة قائد القيادة الوسطى الاميركية الجديد، الجنرال كينيث ماكنزي، خلال جلسة استماع له امام لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في الكونغرس، والتي اكد فيها انه واهم من يعتقد ان الحرب السورية قد شارفت على الانتهاء، بل هي انتقلت الى مرحلة جديدة عبارة عن ثورات متفرقة وقلاقل سببها عودة النازحين الى المناطق المدمرة في ظل ظروف حياة صعبة جدا.

- تسريب المخابرات الاسرائيلية لمعلومات عن وضع القوات الاميركية المنتشرة في الاردن والكويت بحالة التأهّب استعدادًا للتدخّل في العراق في مواجهة تهديدات القوى المؤيدة لطهران من حشد شعبي وغيره، خصوصًا على الحدود السورية - العراقية، حيث كان اكد السفير ساترفيلد امام عدد ممن التقاهم ان واشنطن صرفت النظر عن الانسحاب من سوريا وانها تقوم حاليا باعادة الانتشار في هذا البلد وفقًا لمتطلّبات المرحلة المقبلة.

كلّ ذلك تزامنًا مع زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني الى بغداد والتي تستمرّ لثلاثة ايام، في وقت تحدّثت تقارير دبلوماسية عدّة عن غارات نفّذها سلاح الجو الاسرائيلي ضدّ مواقع مجموعات مسلّحة عراقيّة مؤيّدة لطهران في الصحراء العراقيّة.

- الخطوة اللافتة للمرشد الاعلى للثورة الاسلامية الامام علي خامنئي، بتكريمه لقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني ومنحه ارفع وسام في الجمهورية الاسلامية. خطوة قرأ فيها العالمون رسالة الى الداخل الايراني اكثر منه الى الخارج، اذ ان علاقة متوتّرة تربط سليماني بوزير الخارجية العائد عن استقالته، حيث تؤكد المعلومات وجود صراعٍ خفي بين الشخصين بدأ يخرج الى العلن، وما خطوة المرشد الاّ دعمًا لسليماني في معركته بالنيابة عن الجناح الراديكالي في مواجهة ما تبقّى من اصلاحيّين.

وعليه، فإنّ الامور ذاهبة الى مزيد من التعقيد قد يصل الى حافة الانفجار، لن يكون لبنان بعيدًا عنه رغم كلّ محاولات تحييده سواء الدوليّة او المحليّة، بما فيها تلك التي يقوم بها حزب الله، والتي بدت واضحة بين سطور كلام امين عامه السّيد حسن نصراللّه، رغم المضمون العالي السقف شكلاً، البعيد من اللغة الخطابيّة التي درجت العادة على استخدامها في مواجهة "الشيطان الاكبر" و"بيت العنكبوت".

أمّا فيما خصّ الموقف الاميركي والحدود التي قد يصل اليها، بعدما درجت العادة على قطع واشنطن الحبل بحلفائها في منتصف الطريق، تكفي الاشارة الى جواب مساعد وزير الخارجيّة على احد سائليه عن الموضوع، اذ اكتفى بالردّ بحزم "من يعش يرى".

ويبقى السؤال:"تُرى من سيَعش وماذا قد نرى؟".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر