"ليبانون ديبايت" - المحرّر السياسي

في إطار المقالات التي يقدّمها "ليبانون ديبايت" محاولاً إظهار أرقام العطاءات التي تُمنح إلى جمعيّات خاصّة ونقابات عمّالية، تتبع لسياسيين أو قريبة منهم أو تُعنى بالشأن العام، يتبيّن أنّ موازنة عام 2018 التي أقرّت في مجلس النواب، لحظت تخصيص اعتمادات مرتفعة بلغت قيمتها 764 مليون ل.ل لصالح جمعيّات ونقابات وصناديق معنيّة بشؤون الصحافة والإعلام والموسيقى.

من المعلوم، أنّ التقديمات التي تُعطى عادةً وعلى سبيل المثال، للمسجّلين في نقابة الصحافة، تعتبر خدمات لا تترتّب عليها سواء اجور مرتفعة أو بالغة القيمة، بل يمكن وضعها ضمن إطار "الخدمات العامة شبه المجانيّة" التي بمعظمها تتّصل بتخفيضات على فواتير ورسوم وما شابه.

مثلاً، لحظ الإعتماد المخصّص لوزارة الاعلام - المديريّة العامة للإعلام، تقديم مساهمة قدرها 280 مليون ل.ل لصالح نقابة الصحافة اللبنانيّة. هذا المبلغ غير مبرر مقارنةً بالخدمات أو التقديمات أو النشاطات التي تقوم بها النقابة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، قلّ ما تصدر النقابة بيانات تعلن فيها تأييد خطوة ما أقدم عليها صحافي، أو تضامنها مع صحافي تعرّض لمضايقة من قبل جهاز أمني أو حزب سياسي.

أما نشاطاتها، فهي محصورة بلقاءات يجريها سياسيين عبر منبرها، حتى بات البعض يدعي لنفسه القول أن النقابة هي اليوم في سبات، وجلّ ما تقوم به هو عبارة عن أمورٍ تقنيّة واداريّة محض خاصة، وابعد ما تكون عن الوقوف على خاطر ومتطلبات العمل الإعلامي وحقوق الصحافيين.

كما أنّها نأت بنفسها عن ايجاد حلول لموضوع قوننة عمل الصحافة الالكترونية ودعم او تقديم مشروع قانون يعنى بذلك!

وهنا تساؤل يمكن وضعه في إطار البحث عن الأسباب والدوافع التي تجيز صرف هذا المبلغ المرتفع نسبيّاً، فإذا ما أخذنا مثلاً موضوع التقديمات التي تخصّ المزارعين ودعمهم، يمكننا المعاينة وبشكل سهل ندرة الأرقام لصالح هؤلاء الذين يعدون كادحين ويعملون في قطاع منتج، مقابل ارتفاع الأرقام عند نقابة تقنية - تنظيمية - اجرائية بامتياز.

إلى جانب ذلك، خصّص الاعتماد نفسه مبلغ 400 مليون ل.ل لنقابة محرّري الصحافة اللبنانية التي تنطبق عليها السطور المذكورة اعلاه، إلى جانب تخصيص مبلغ 36 مليون ل.ل من حجم الاعتماد نفسه لصالح نقابة مصوّري الصحافة!

أدناه الأرقام التي توزّعت بحسب الجدول:

نقابة مخرجي الصحافة اللبنانية - 40 مليون ل.ل
صندوق تعاضد المحرّرين - 3 مليون ل.ل
صندوق ضمان أصحاب الصحف - 3 مليون ل.ل
جمعية مراسلي الصحف العربية - 2 مليون ل.ل

وقد لحظ أيضاً تخصيص مبلغ قُدّر بـ 52 مليون ل.ل لصالح مديرية الإذاعة قطع من وزارة الإعلام وجرى تجييره إلى جمعيّة المؤلفين والملحّنين وناشري الموسيقى في لبنان.