Beirut
16°
|
Homepage
إلى سعد الحريري: متى الصورة مع وئام وهاب؟
قاسم يوسف | الثلاثاء 19 آذار 2019 - 8:58

"ليبانون ديبايت" – قاسم يوسف

أراد نجيب ميقاتي عقب لقاء المصالحة بين سعد الحريري وأشرف ريفي أن يُسجل موقفين في غاية الوضوح والدهاء. الأول يتعلق بإصراره على الظهور بصورة المترفع عن المماحكات والصغائر كرمى لعيون طرابلس وأهلها، بعد أن صار زعيمها وصاحب كلمة الفصل فيها، وبات بمقدوره تاليًا أن يستحضر الأدبيات الأبوية في تثمين أي لقاء أو مباركته. فيما ركّز في موقفه الثاني على إظهار تلك النديّة التي يتعاطى بها مع سعد الحريري، بل ولنكد الدهر، راح يشترط الالتزام بما أسماه الثوابت الوطنية الجامعة كمدخل حصري لقيام أي تحالف أو تعاون.

في المقلب الآخر، بدا سعد الحريري وكأنه لاعبٌ ثانوي في طرابلس، فضلاً عن مناطق أخرى، حيث لا بد له أن يخضع لابتزاز موصوف طلباً لمقعد نيابي من زعامات أزقتها، وعلى رأسهم نجيب ميقاتي وأشرف ريفي، اللذان يستحقان معًا بطولة العالم في الانقلاب السياسي، على ما يقول سعد الحريري وجمهوره وتياره، ومحمد الصفدي الذي انقلب عليه، ثم عاد وانقلب على صديقه وشريكه نجيب ميقاتي، في واحدة من أبشع المشهديات السياسية على الإطلاق.


دخل نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي إلى المجلس النيابي عام 2009 على كتفي سعد الحريري وفي لوائحه، ثم ترجلا من مركبه تزامنًا مع محاولة اغتيال سياسي موصوف بدأ بإسقاط حكومته ووصل إلى حد قطع تذكرة نفيه واجتثاثه. وقد شكلا معًا الحكومة بتكليف مباشر من حزب الله، غير آبيهن لصراخه وصراخ جمهوره المذبوح من الوريد إلى الوريد. 

قبل هذا وبعده، قاتل سعد الحريري بشراسة منقطعة النظير ليضمن وصول أشرف ريفي إلى إدارة قوى الأمن الداخلي، وليثابر على احتضانه وتغطيته والتمديد له. ثم عاد وقاتل بالشراسة عينها لفرضه وزيرًا للعدل في حكومة ربط النزاع. لكن الرجل سرعان ما انقلب عليه وراح يُعبّد درب زعامة لاحت له من بعيد، معلنًا هزيمة سعد الحريري وأفول زعامته، ومؤكدًا أنه انتهى وصار ماضيَا مضى ضمن بيئته وعلى مساحة التركيبة السياسية والوطنية.   

حضرت هذه التناقضات كلها في مصالحة الأمس، وغاب عنها ركنان أساسيان: نهاد المشنوق ونادر الحريري. وهما اللذان خاضا معًا واحدة من أشرس معارك الوفاء عقب الاستقالة الشهيرة من الرياض. وفيما بقيت الرواية الكاملة لشجاعة نادر الحريري أسيرة رغبته في الكواليس، قصد نهاد المشنوق دار الفتوى ووقف أمام منبرها ورمزيته، ثم راح يُردد كلامًا لم يتجرأ سياسيٌ سنيّ على ترداده منذ إعلان لبنان الكبير، واضعًا كل رصيده السياسي على طاولة الوفاء لسعد الحريري. 

دفع الرجلان لاحقًا ثمن موقفهما وشجاعتهما، فأُجبِر نادر الحريري على تقديم استقالته، بينما تعرّض نهاد المشنوق لسلسلة من الضربات المتتالية، والتي انطلقت قبل الانتخابات النيابية بهدف إزاحته، ثم استمرت فصولها عبر استحضار فذلكة الفصل بين النيابة والوزارة تمهيدًا لاستبعاده وكف يده، ما دفعه للاعتكاف وثم الابتعاد. 

ثمة في هذين المشهدين ما يستحق الكثير من التوقف والتأمل، وثمة فيهما أيضًا ما يستدعي وابلاً من علامات الاستفهام وإشارات التعجب، إذ كيف يصح أن تُكافئ مُنقلبًا على انقلابه، فتهرول نحو مصالحته ومسامحته ومشاركته، ثم تُعاقب وفيًا على وفائه، فتبعده وتكف يده. 

نحن فعلاً لم نعد ندري، هل سعد الحريري مشوّش؟ أم أننا عاجزون تمامًا عن الفهم؟ وهل بات علينا أن ننتظر صورته قريبًا مع وئام وهاب بوساطة من المير طلال أرسلان؟
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر