Beirut
16°
|
Homepage
«وحدة التجسّس» على حزب الله
عبدالله قمح | الثلاثاء 26 آذار 2019 - 0:00

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

بدأ حزب الله التدقيق بحسابات زيارة «بومبيو» إلى بيروت. شق الرّد العلني سيتولّاه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله اليوم بجرعة كاملة الدّسم. لا جدلَ في أنّ الرّد سيكونُ من النوع القاسي وسيتناولُ جملة قضايا، لكن ما يدور داخل بعض الغرف يوحي أنّ الرّد الأقصى سيأتي من خارج القالب السّياسي المعلن شفهيّاً عن لسان نصرالله.

هذا التقييم مرّده إلى قناعةٍ توفّرت بعد نوعيّة الكلام الذي وضعه الزائر الأميركي في بيروت، كلام بومبيو «العلني» تخطّى الشّق السّياسي، لا بل إنّه تجاوزَ القيم الدبلوماسيّة حتّى، لذا يُصبح من الطبيعي أنّ يتمَّ الرّد على هذا الكلام إنطلاقاً من نفس القواعد التي حاولَ الوزير الأميركي ارسائها في بيروت.


واصلاً، يعتبرُ صف سياسي عريض تابع الزيارة الأميركيّة عن كثب، أنّها أتت كإستكمال للحراك الأميركي في بيروت، لكنّها جاءت من النوع «الفج جدّاً» الذي لا يعُقل أنّ يُمرّر مرور الكرام، خاصّة وإنّ تقصّي الحقائق الذي بدأ عقب مغادرة بومبيو، إنتهى إلى استنتاج أنّ الرّجل طرحَ داخل الغُرف الضيّقة نوعاً من أنواع توزيع المهام «التجسّسيّة» على حزب الله! بهذا المعنى تُصبح المواجهة قدراً محتوماً في بيروت.

خلال اللقاءات التي أجراها بومبيو مع أيتام الإدارة الأميركيّة في بيروت، بدا حريصاً على تعميق معرفته بحزب الله من خلالِ سماع التفاصيل ممن التقاهم، إلى جانب تسجيلها، هؤلاء الذين أبدوا اهتماماً بالعقوبات الماليّة على الحزب من خلال توجيه أسئلة، حاول الزائر الأميركي شفاء أغلبهم عبر خوضه ببعض تفاصيل العقوبات ملمّحاً إلى أنّها مستمرّة وفي وتيرة تصاعديّة يتولّى الكونغرس الجوانب التشريعيّة منها.

وما يُلفت أنّ بومبيو حاولَ تفكيك بعض «شيفرات» الحزب من دونِ تقديم جوائز ترضيّة، وقد حَرصَ على عدم النطق بأي طلب إلى من التقاهُ رغمَ تهافت بعضهم على سؤاله وفريقه حول آليات المواجهة، وخلال بعض الجلسات حاول اعتماد الأسلوب الدبلوماسي الناعم الذي تخلّى عنه على منبرِ الخارجيّة، من خلال الإلتفاف على الطلبِ علناً إلى إقتراح «التعاون والمساعدة بين واشنطن وأصدقائها» في بيروت لمعرفة الخطوات التي يعتمدها حزب الله ومشاركتنا بها وفق القاعدة الأميركيّة المعمول بها (Sharing with us).

هذا النمط كان معاونوه قد سبقوه إليه، تحديداً ديفيد ساترفيلد، الذي يتقاطعُ أكثر من مصدر حول أنّ مساعد شؤون الشرق الأدنى وخلال زيارتهِ التحضيريّة الأخيرة إلى لبنان، حاول توكيل أكثر من جهة «مهاماً تَجسّسيّة» هي أقرب إلى تحويل البعض لـ«جنود وشاية».

حدّدت الأهداف في مراقبةِ سياسيّة حزب الله في الداخل، والوقوف كالمراقب على الكوع لأي تصرّف يقوم به في الوزارات التي يتولّاها، ليس حرصاً على ديمومة عملها ورصد نوعيّة الخدمة التي تُقدّم إلى المواطنين، هل هي من النوع الجيّد أم السيء، بل تزويد الخارجيّة الأميركيّة عبر «عوكر» بكافة التفاصيل وأدقها، الصغيرة والكبيرة، بصرف النظر عن وضاعتها أو خفّتها!!! هكذا يصبح البعض جنوداً في خدمة «العم سام» تحت ذريعة «تبادل المعلومات الضروريّة».

واصلاً هؤلاء الجنود ظهرت نسخة سمجة عنهم خلالَ العشاء في منزل النّائب ميشال معوّض، بحيثُ أن أكثرهم، لم يهتمّوا بوليمة الطعام التي جَهِدَ معوّض في تحضيرها، بل جاهدوا للأكل من صحن بومبيو نفسه، متبارين من أجلِ الحصول على دقيقة لإجراء حديث جانبي قصير!

واصلاً أخرى، أنّ هذه الدعوة أحدثت فرزاً داخل فريق ١٤ آذار التقليدي، بين جهة رأت أنّه من غير الممكن أن تتحمّل نوعيّة خطاب بومبيو «الوقح جداً» فقاطعته وحاولت إرسال «ذبذبات خطابيّة» توحي أنهم خارج «أي اصطفاف يرتبهُ بومبيو»، وطرف ثانٍ انزعجَ من تلزيم معوض الغدوات والعشَوات من دون مناقصة ففضل الجلوس على قارعة الطريق كمشاهد، وطرف ثالث «واضح جدّاً» حضر وشارك بلهفة قلّ نظيرها.

البعض انتبهَ إلى ما يُحضّر أميركياً، والبعض الآخر، ركبَ الموجة، تلقّف، فهمَ ثمّ أبدى استعدادهُ ضمنيّاً، أمّا ظاهريّاً فحاول الإيحاء عكس ذلك، ثم خرج يندب عبر الإعلام محاولاً تشتيت الأنظار من خلالِ إصدار مواقف رنّانة تعاكسُ الرّغبات الأميركيّة وتضع مطلقة في خانةِ البريء .. نكتة سمجة هذه!

بهذا المعنى، كان واضحاً التباين لدى الفريق الذي التقاهُ بومبيو، ولم يُثْبَت لديه أنّ ثمّة أهلية لإجراء «توظيفات واسعة» تستثمرُ في خطِ المواجهة، وعلى الرُغم من كُلّ ذلك، غرّد بأن الزيارة إلى بيروت كانت جيدة جداً.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر