"ليبانون ديبايت"

لم يكن يظن سكّان أحياء "المدارس" في بشامون، أنّ هطول الأمطار الغزيرة خلال فترة نهاية الأسبوع سيأتي عليهم بمزيدٍ من تعب القلب.. القلب هنا "تعبان" أصلاً، والعلاج بـ"القسطرة" و"التمييل" لم يعد ذات منفعة، والحل بالاستئصال!

الطريق الممتدّ من مفرق مدرسة "إيليت" حتّى أحياء المدارس الداخليّة لم يطاوله الإنهيار أو التشقّق بل اصابته مجزرة هندسيّة - بيئيّة بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى. ببساطة، أضحت حال الطريق كأحوال المعابر أيّام الحرب، تكاد لا تصلح لسير الماشية!

الأمر ببساطة انّ الشركة المتعهّدة حفريات تمديد شبكات الصرف الصحي، حوّلت الطريق، أو بالاحرى، المنطقة إلى مكان لا يصلح للعيش. "الجور" و"الحفر" و"التشقّقات" في الطريق أضحت مع "آخر أيام الشتوية" افخاخاً توقع شتّى انواع السيّارات.. وعلى ذمّة الناشط الذي مدّنا بفيديو يحكي أوضاع الطريق:"بات الصعود إلى المنازل بحاجة إلى سيارات 6*6 وليس 4*4 لعبور الطريق".

المتعهّد لا يجيب على هاتفه رغمَ المحاولات المتكرّرة وبأكثر من رقم. البلديّة غير معروف اينَ أراضيها. الاعمال على الطريق تخاض بوتيرة بطيئة. السيّارات تتحطم وترقص على إيقاع الحصى المتطاير من طمر الحفر.. وعلى وقع الهبوط والصعود في الجور تكاد الحامل تلد!

المعلومات التي توفّرت، تسحب اللوم عن المتعهّد "الذي يعاني من صعوبة في حفر الطريق نسبة الى نوعيّتها الصخريّة".. لكن هذه ليست ذريعة ما دامت الاعمال تجري منذ قرابة الـ 4 اشهر تقريباً ومن غير المعلوم متى تنتهي.

الى وقتها، تصبح "نهاية الكابوس" مرتبطة بنهاية الحفريات، فلا تزفيت وتصريف وتعبيد للطرق إلا حين يفرغ المتعهد من كل الورشة!!