Beirut
16°
|
Homepage
جولات باسيل وثقافة التزلف والمصالح
علاء الخوري | الاثنين 06 أيار 2019 - 1:01

ليبانون ديبايت - علاء الخوري

من الصعب على ذاكرتك أن ترى "فرق الزفة والخيالة" وهي بانتظار وصول الوزير جبران باسيل الى المنطقة التي يزورها لاستقباله بـ "الزغاريد ونثر الارز" ولا تستحضر هذا المشهد في فترة الحكم السوري حين كانت "تُنحر الخراف" لمسؤول أمني سوري يُشرف على أي منطقة لبنانية من عكار الى البقاع وعلى امتداد الساحل حين كان هؤلاء يهللون يصفقون ويضعون "أوراق الخطابات الرنانة" في جيوبهم ويختارون الورقة وفق الزائر وأهميته.

مشهد الترحيب برئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل لا تعكس "سلطوية الرجل" بقدر ما تُظهر ثقافة "تزلف ومصالح" يلبسها اللبناني منذ أن أبحر مع "اجداده الفنيقيين" بحثا عن أسواق تجارية. هي منظومة اعتادت أن تقول لـ "غازي كنعان، رستم غزالي ومحمد مفلح" وغيرهم من الضباط السوريين، "أمراً وطاعة"، وهي اليوم لا تتأخر بتوجيه "الردية" نفسها للوزير باسيل، فبندقيتها تضعها دائما على كتف السلطة أيا تكن، سورية بالأمس وتيار وطني حر اليوم وربما قواتية أو مرده أو غيرهم في الغد اللبناني المنتظر.


بين جبيل وكسروان جال الوزير جبران باسيل في "ويك أند" سيكون محطة أولى لجولات "الوزير الذي لا ينام".

كانت المواقف التي أطلقها رئيس التيار من "العرين الماروني" منسجمة مع الواقع الذي تعيشه البلاد، واقع اقتصادي مؤلم يتطلب رؤية وطنية شاملة، يصعب لبعض الذين يلتقيهم باسيل المساهمة في وضعها، لأنها تقصيهم في كثير من الامكنة وتعارض الـ" system" الموجود.

وعلى طريقة "ترامب وبوتين" يريد باسيل انتهاج اسلوب الحكم والمبني على الرجل "السياسي- الاقتصادي"، ووفق أولويات يتشارك بها مع الاطراف الاخرى والتي يريدها أن تأتي على أنقاض التيارات والاحزاب التي حكمت أكثر من ربع قرن، ولن يبخل الرجل بالإجابة عن أي سؤال قد يؤثر على هذا النهج، فباسيل الذي زار "صناعيي جبيل" وناقش معهم واقع القطاع والمشاكل التي يواجهها، أطلق جملة وعود تمنى الصناعيون أن يطبق ما تيسر منها لنكون أمام "انقلاب" جوهري داخل قطاعهم.

وفي معرض رده على النائب "المزارع" شوقي الدكاش حول الاسعار المرتفعة للتربة، أكد ان تياره السياسي هدفه ضرب أي كارتيل أو احتكار في هذا البلد، وأن ارتفاع الاسعار ناتج عن الغطاء السياسي لهذه "الكارتيلات".

ربما يعلم باسيل أن بعض اصحاب هذه الكارتيلات هم من ضمن بيئته السياسية أو حليفة له، وبالتالي أي كلام عن "ضرب" يبقى من متطلبات "الاعلام" وعدسات الكاميرا وتفاعل الجمهور.

وعن "المنظومة" تحدث أيضا باسيل وصوب في خطابه على مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان من دون أن يُسميه، وفي اطار "تشابك الصلاحيات" وضرورة فصل السلطات انطلق باسيل في هجومه على عثمان حين قال " لن نسمح لأي ضابط ان يمارس صلاحية القاضي ليكون اعلى من ادارة او وزارة واعلى من قضاء ولن نسمح بتشويه عمراننا وكذلك جبالنا وآبارنا"، في دعم واضح لمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس في حربه المعلنة مع اللواء عثمان، ورسالة مباشرة الى "مرجعية" عثمان السياسية بأن ما يحصل "مش ماشي" مع التيار ولن يمر.

باسيل المدرك للواقع السياسي ربما "يَبلع" كل تلك التجاوزات في المرحلة المقبلة، حين تبدأ "معركة" تقاسم جبنة التعيينات، والتي يريدها لصالحه ولو "كره الكارهون" من مجلس الانماء والاعمار الى مجلس ادارة كهرباء لبنان وغيرها من المؤسسات التي تطالها التعيينات، وستكون "مجموعة" المصفقين والمهللين على باب وزير الخارجية تنتظر منه "عيدية" التعيين.

وأبعد من جمهور المثقفين، تُلخص "قذيفة حزب الله" ما يسعى اليه باسيل وما يريده حزب الله منه، الاول يرى أن "الى بعبدا طريق واحد يمر عبر هذه القذيفة"، والثاني يُعول على "تقيته" ليحافظ على "الود" الذي عمل عليه التيار الوطني الحر على مدى سنوات بين بيئتين متناقضتين، في وقت يعلم حزب الله أن من أهداه الصاروخ قادر ذات يوم ووفق التغيرات السياسية في المنطقة أن يصوبه عليه.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 9 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 10 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 11 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب! 12 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 8 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر