Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
بلاغ اليرزة رقم ١.... من جونية
ميشال نصر
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاحد
02
حزيران
2019
-
10:22
"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر
بكلمة واحدة ومعبرة، "بدن يطوقونا"، اختصر قائد الجيش العماد جوزاف عون رسالته التي طالت شظاياها أكثر من جهة، مصوبا بوصلة "المعركة"، مركزا قصفه على جهات معلومة - مجهولة، في زمن وضعت فيه المؤسسة العسكرية على مشرحة السياسة، حيث تقاطعت المصالح والاهداف، الداخلي والاقليمي منها، عند نقطة تحجيمها واحتوائها، رغم اختلاف القراءات لما يجري عمليا.
"بدن يطوقونا"، قالها مدوية العماد جوزاف عون من منزل اللواء الرئيس فؤاد شهاب من جونية قلب كسروان وبرعاية الاب الروحي للموارنة الرهبانية المارونية. غير ان نبرة الكلام التي لم تصل حد التهديد بقطع اليد التي ستمتد للجيش، الا انها لا شك بينت في المقابل ان ما يجري مسألة حياة او موت للمؤسسة التي التقطت راداراتها عملية تشويش وخداع لتمرير ما هو اكبر.
فبالأمس سقطت مقولة "الصامت الاكبر" التي طالما رافقت الجيش، ما اعاد اللبنانيين الى ذاك العهد الذي وقف فيه قائد الجيش صارخا "الامر لي" معتبرا المؤسسة العسكرية هي الحل، خالطا الاوراق، مجلسا الجيش الى الطاولة بعدما كان على الطاولة، وهو بالضبط ما يسعى اليه قائد الجيش اليوم، حيث بات ممنوعا التطاول ومد اليد، فشؤون المؤسسة من صلاحية قيادتها.
الا ان انتفاضة جونية، إذا جاز التعبير، لم تأت من عدم، فقد حفلت الايام الماضية بالتحليلات والتسريبات التي بنت على المواقف من الموازنة اجراءات وحسابات تخطت الحدود الحقيقية للصراع، محاولة نقل اليرزة الى ملعب ليس ملعبها في توقيت لافت شكلا ومضمونا، وسط عشرات المحاولات للإيقاع بين بي الكل وحامي الكل، المجمعان على حماية وصون حقوق الكل.
كما ان النقاشات العلنية والسرية، وصلت في بعض مراحلها الى "تهجم" بعض الموظفين على الضباط خلال مناقشات اللجان، ما جعل الكيل يطفح في اليرزة، خصوصا ان ثمة من يحاول تغطية قبوات المعارك الرئاسية بسماوات العجز المالي، حارفا النزاع القائم عن مساره الصحيح وهدفه الاساس، الذي لا يمكن القبول به تحت اي سبب او مسمى، وأياً كانت مبرراته، متناسين ان القيادة "بتروح وبتجي"، انما الجيش يبقى، وبالتالي فان ضرب معنوياته لا يمكن ان يمر. بعد كل ما انجزه سواء في تحرير الارض او تنظيف الداخل من السرطان الارهابي.
فصحيح ان الموازنة ببنودها المخصصة لوزارة الدفاع الوطني تسمح لأي مواطن ان يطلع على تفاصيل ابوابها الا ان ذلك لا يعني بأي شكل من الاشكال بان تتحول الى مادة لحديث الصالونات وللتداول بها من غير اصحاب الاختصاص.
اللافت ان موقف القائد، الذي اكتسب مزيدا من الاهمية، نسبة لمناسبة اطلاقه، قد لاقى ارتياحا ودعما لدى المتقاعدين العسكريين، الذين سارعوا الى تبنيه واعتماده سقفا لأي تحرك، معتبرين ان حربهم مع السلطة دخلت مرحلة جديدة عنوانها الغاء كل الاجراءات التي تمس العسكريين وحقوقهم من الموازنة، في تصعيد باتت ملامحه واضحة.
واضح ان معركة الجيش التي بدأت لن تتوقف الا مع تحقيق اهدافها... فمن انتصر على الارهاب بعزيمة ما لانت، لن ينهزم امام حفنة من الساعين الى تحجيمه وضربه أياً كان من يقف وراءهم.... فاليد اليوم ممدودة للجميع للانضمام، كما عودة الابن الضال مرحب بها ايضا، ليعيد الجميع تصويب المسار، فالفرصة متاحة وابواب اليرزة مفتوحة للجميع لخوض معركة انقاذ الدولة من الغرق فمن لم يبخل بروحه لن يبخل بماله.... ومن احرص من العسكري في ذلك؟
عود الى بدء. باختصار ما قبل الكلمة لن يكون كما بعدها. قال الجنرال كلمته ومشى.... ويبقى لمن له اذنان سامعتان ان يسمع.... اكان ابا، اخا، صديقا او عدوا.... فمن اعتاد ان يعد ويفي لن يخذل جنوده هذه المرة... فهو قد الحمل وبزيادة... ومش غلط يجربونا...
ولان لشهدائنا حق علينا... ولجرحانا ومعوقينا..... وكما لم نترك رفاقنا الاسرى رهائن عند الارهاب كذلك لن نسمح بالتطاول على متقاعدينا ومن أفنى حياته فداء ودفاعا عن لبنان... لا منة بل ايمانا ووفاء.... انها باختصار سياسة اليرزة التي لا تخجل بها.... فهي فوق الحرتقات وغير معنية باي حساب خارج تلك الحدود الواضحة.... فالقيادة والجيش اليوم في صف واحد رغم انها سترحل ويبقى الجيش....
فما هي حدود الموجهة؟ ما هو سقف التصعيد؟ ما هي النتائج التي ستسفر عنها؟ قد يكون من الصعب جدا الاجابة على ذلك، اليوم، نظرا لغبش الصورة والحج البرلماني الموعود في انتظار مزيد من المعطيات لاكتمال المشهد. خصوصا ان المعنيين بالمواجهة معروف عنهم صلابتهم وشراستهم في التشبث بمواقفهم مهما كلف الامر...
المؤكد الوحيد هو ان الحرب طويلة، وما نشهده اليوم فصل من أحد معاركها... اما النتيجة الحاسمة فمؤجل تاريخها حتى اشعار آخر.
فهل وصلت الرسالة لمن يعنيه الامر؟ وماذا عن البلاغ رقم ٢؟
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا