"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال

بإنتظار "الابيض"، يغطّي دخان "الاطارات الأسود"، الأجواء اللبنانية، اعتراضًا على المماطلة واستمرار الطبقة السياسيّة في تجزئة مطالب الحَراكِ و"تقاسم الجبنة الحكومية"، مع اختيار "الشيف" بالتزكية. على حدِّ قول ثوار ١٧ تشرين الأوّل.

سمير الخطيب الذي قَطَعَ الطريق أمام استشارات الاثنين الماضي الملزمة بإعلان انسحابه من دار الفتوى يوم الأحد، أعادَ خلط الأوراق من جديد، التي عند فتحها يتبيَّن أنّها تحمل إسم سعد الحريري فقط، بحسب تأكيد أوساطٍ مطلعة، وتشديدها، على أنّ الخصوم قبل الحلفاء يريدون "الشيخ" أوّلًا.

وتلفت الأوساط، الى أنّ تأجيل الإستشارات النيابية الملزمة، سيستمرّ الى أجلٍ غير مُسمّى، لسبَبَيْن، الأوّل يتمثّل في تمسّك الحريري بحكومة التكنوقراط الصافية، بينما يُصرّ الثنائي الشيعي ومعهما التيار الوطني الحرّ ومن هم في فلكِ الثامنِ من آذار، على الـ "تكنوسياسيّة"، أما الثاني، فيرتبط برفضِ الشّارع "رجوع سعد ومن معه في السّلطة".

هذه الوقائع كلّها، يفنّدها نائب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي، لـ"ليبانون ديبايت"، إذ يعتبر، أنّ "الحلّ اليوم يكون بحكومة فعّالة يرأسها الحريري، تضمّ إختصاصيّين ولاسيّما في القضايا الأساسيّة مثل الكهرباء، والاتصالات، وملفات اخرى، مع تمثيل القوى السياسيّة عبر وزراء يمكن أن يكونوا من خارج الأسماء الموجودة حاليًّا".

في هذا السياق، يستند فرزلي الى الفقرة الخامسة من مقدمة الدستور التي تنصّ، على أنّ "الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية"، ويقول، "هذه نقطة اساسية إذ لا يجب التقليل من أهميّة الإدارة، هناك مكوّنٌ سنيٌّ أكبر من أن نتجاوزه، أو ندير له الظهر، أو حتى نتصرَّف وكأنّه غير موجودٍ، تمامًا كما هو موقع رئاستي الجمهورية ومجلس النواب".

ويشير، الى أنّ "الأضرار في حال تمرير الوقت من دون ايجاد حلٍّ، ستلحق بالجميع، وسيكون لديها التأثير المباشر على الشعب والدولة والقوى السياسيّة، ولا أتحدّث هنا فقط عن النتائج الاقتصادية بل أيضًا عن الإنعكاسات السلبية على الانتظام العام"، معتبرًا، أنّه "من الواضح أن رئيس الحكومة الجديدة سيكون سعد الحريري، وهذا الموضوع بات غير قابل للنقاش بنظري".

وردًا على معادلة "عودة سعد الحريري وجبران باسيل معًا أو خروجهما سويًّا، يرى فرزلي، أنّها "غير مطروحة، خصوصًا، أنّ وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال أعلن صراحةً بعد إجتماع تكتل لبنان القوي، أنّ الأهمّ بالنسبة اليه تشكيل الحكومة، وأبدى استعداده الكامل لإلغاء ذاته إذا كان عدم دخوله الحكومة الجديدة من شأنه أن يخدمَ ويسرِّعَ في حلّ الأزمة".

ويضيف، "بالتالي، لا يمكن لكلام باسيل أن يكون مقرونًا فقط بسمير الخطيب دون غيره، وأرى أن هذه المعادلات تُطرَح من قبل أطرافٍ للإختباء وراء المشكلة".

فرزلي، يعتبر، أنّ "الإستشارات يجب أن تعقد الاثنين المقبل، وإلّا فلن يتمكّن أحد من تبرئة ذمته من مسؤولية عدم تأليف الحكومة، وسنكون أمام تفكيرٍ انتحاريٍّ".

وإذ أكّد نائب رئيس مجلس النواب، أنّ "الإتصالات قائمة بين الأطراف السياسيّة، ولا قطيعة بين الحريري وباسيل"، حذَّر من تطوّر الأحداث فتذهب الى مكان آخر، بحيث لن نتمكن حينها من حماية منازلنا وتأمين سلامة تنقّلاتنا، لذلك، فإنّ المطلوب عدم الاستخفاف بالنتائج المترتبة عن سقوط هيبة الدولة والانتظام العام.