"ليبانون ديبايت" - بيار ساروفيم

يصرّ رئيس "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل على المضي قدمًا في السياسة التي اعتمدها الحزب منذ نحو خمس سنوات، وهي سياسةٌ قائمةٌ على المبادئ والابتعاد من المناورات السلطوية والتركيز على المراكمة في العمل السياسي المعارض من أجل تحقيق الأهداف الوطنية المتمثلة بملفات السيادة والإصلاح والديمقراطية والمحاسبة.

ويرى القريبون من "الكتائب"، أنّ "سياسة الحزب طويلة الأمد تشبه النفس الطويل لرئيسه النائب سامي الجميل المقتنع بأنّ دورَ المعارضة في بناء الأوطان يوازي لا بل أنّه في كثير من الأحيان يفوق دور السلطة ولاسيما في ظروفٍ كالتي يجتازها لبنان".

فمن دون معارضة لا يمكن للديمقراطية أن تستقيمَ. ومن دون ديمقراطية لا يمكن للمحاسبة السياسية والرقابة البرلمانية أن تقومَ بالدور المطلوب منها. ومن دون محاسبة ورقابة برلمانية لا يمكن التصدي للفساد وتحقيق الإصلاح، ومن دون الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي والمالي لا يمكن للشعب اللبناني أن يتصدَّى لمشاكله السيادية والإقتصادية والاجتماعية.

ويشدِّد المتابعون لسياسة "الكتائب"، على أنّ القضايا السياسية والاقتصادية مترابطة ولا يمكن الفصل في ما بينها في المعالجات التي يجب أن تكون سلّة متكاملة.

ويعتبرون، أنّ مواقف "الكتائب" ورئيسها في مجلس النواب وخارجه التي وصفها البعض في مرحلةٍ من المراحل بأنّها "شعبوية"، أثبتت قدرتها على بناء رأي عام معارض يعي حقيقة مشاكله ويبلور الأساليب المطلوبة للتعبير عنها.

إذ أنّ مواقف النائب سامي الجميل على مدى السنوات الخمس الماضية تحوَّلَت الى "خريطة طريق" و"برنامج عمل" لثورة الشابات والشباب اللبنانيين منذ 17 تشرين الأول الى اليوم، في ظلّ "تواضعٍ" كتائبيٍّ لافتٍ في عدم السعي وراء ركوب الموجة واستغلال التظاهرات والاعتصامات بهدف تحقيق مكاسبٍ سلطوية أو سياسية آنية.

ويختم الكتائبيون، بالتشديد، على أنّ ما يهمّ الحزب في هذه المرحلة هو تعميمُ "نموذج المعارضة الهادفة والواعية" ونشره على أوسع نطاق في أوساط الرأي العام اللبناني، بعيدًا من الصراعات والمناكفات والسباقات الى المواقع النيابية والوزارية والرئاسية التي تطبع إداء معظم المنظومة السياسية.