"ليبانون ديبايت" - هيلدا المعدراني

لن يتم رفع الدعم عن الطحين بالمطلق ولكن سيتم دعم طحين "الخبز العربي" فقط، أمّا باقي الصناعات الاخرى التي يدخل الطحين كمكوّن فيها لن يشملها الدعم!

ويوم غد سيكون هناك اجتماع في وزارة الاقتصاد مع اصحاب المطاحن لحسم وجهة الدعم، فيما اعلن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال راوول نعمة انه سيدعم كمية 27000 طن طحين مخصصة للخبز العربي، موضحًا أنّ هناك آلية لاتخاذ هكذا قرار.

واذ يرى المعنيون ان آخر الدواء كي المواطن بمزيد من نار الاسعار، كحلّ وحيد امام نفاذ احتياطي مصرف لبنان الذي "بشّر" به الحاكم رياض سلامة اللبنانين خلال شهرين، يبقى موضوع ترشيد الدعم دونه محاذير كثيرة، لم يضعها هؤلاء في حسبانهم.

رئيس جمعية المستهلك في لبنان زهير برو، جدّد موقف الجمعية الرافض لموضوع الدعم بآليته ومساره المعتمد، وقال "طريقة الدعم هذه غير موجودة في اي دولة وقعت في ازمة، هو اختراع لبناني فريد من نوعه يقوم على دعم التجار ليصار بعدها الى الطلب منهم الترفّق بالفقراء، في حين أن كل المطلوب ايصال الدعم الى العائلات وفق وضعها وحاجاتها".

أضاف: "العائلات الفقيرة لم يصلها سوى النذر اليسير من الدعم لاسباب عديدة منها التهريب وعمليات التخزين لبعض المواطنين في بيوتهم وكذلك من قبل بعض التجار النافذين وبذلك تحول الدعم في بعض جوانبه الى سوق سوداء".

الى اين نحن مقبلون في ظل رفع الدعم عن بعض السلع وترشيد دعم مواد أخرى؟

اعتبر رئيس جمعية المستهلك ان "النتيجة واحدة الدعم يستفيد منه فقط التجار، وبين حصر الدعم في المازوت والادوية وطحين الخبز فقط، يبقى الحل ان يذهب الدعم الى العائلات المحتاجة مباشرة، على ان تتم دراسة الشرائح الاجتماعية وتخصيص كل عائلة بالدعم حسب احتياجاتها".

واشار برو الى ان ما يجري هو "عمليات احتيال وتلاعب وفساد ولكن بوجه جديد في حال استمر الدعم عشوائياً، لذا المطلوب وضع لوائح للشرائح الاجتماعية تفادياً لفتح باب جديد من الاستغلال".

ولفت الى ان "معظم التجار ينتمون الى الطبقة السياسية او محسوبين عليها، بالتالي لديهم ما يكفي من الوسائل للاستفادة من طروحات الدعم المقدمة وهم لن يتوانوا عن ذلك، ولن يتأخروا عن رفع الاسعار، وعملية النهب سوف تستمر"، وبرأي برو انه "من الاجدى اعطاء الدعم مباشرة للمحتاج بدل دعم الفرن".

ولكن، كيف يمكن التلاعب بالطحين المدعوم حصراً للخبز العربي؟

يجيب برو ان: "دعم جزء من الطحين يفتح الباب امام فوضى واحتكارات وزبائنية من تهريب ومناورة من قبل اصحاب الافران، وربما مثلا اعطى زبائنه الخبز المدعوم فقط، وربما اعلن نفاذ كمية الطحين المدعوم!".

كيف ذلك؟

يشرح برو: "لو اخذ الفرن 100 كيس من الطحين المدعوم أحد لن يمنعه من استخدامه في منتوجات وصناعات اخرى غير مدعومة وبيعها وفق السعر غير المدعوم، والحل يكمن في وقف كل اشكال الدعم لان الهدف منه يصب فقط في تغذية التجار والمستوردين".

وختم رئيس جمعية المستهلك زهير برو مشدداً على ان "الهدف من ترشيد الدعم هدفه فقط استنزاف ما تبقى من ودائع اللبنانيين وما يجري في لبنان خطة عكسية للدعم فبدل ان يتم قوننة الاصلاح في مجلس النواب والبدء بتصفير حسابات المصارف، وكبار المودعين وكشف مكامن الهدر والفساد ليدفع المسؤولون عنه ثمن نهبهم للمال العام، نرى ان كل ما يجري حاليا من تجاذبات سياسية الهدف منها تأخير الحلول بغية الاستيلاء على ما تبقى من اموال اللبنانيين ونهبها".