Beirut
16°
|
Homepage
"لقاءُ المصيطبة"... رياحُ التحوّلات تهبّ على السُنّة!
عبدالله قمح | السبت 16 كانون الثاني 2021 - 3:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

يعيدُ وليد جنبلاط إحياء تموضعه القديم: "بيضة القبان". لن يهدأ البَيك حتّى ينال مبتَغاه ولو كلّف ذلك خسارة تفاهمات سياسية، فالموضوع بالنسبة إليه أكبر من ربط نزاع.

في عملية إعادة التموضع السياسي الجارية على مستوى المنطقة، يَستعجلُ البَيك تحديد خياراته، كما يَستعجلُ اتخاذ وضعيةٍ سياسيّةٍ مع إستدارة كاملة واضحة المعالم. يسعى خلف استنهاض منطق "البيع والشراء" الدارج في اللغة الجنبلاطية. يريد ان يقول "ها أنا هنا!" وان يلفت النَظر إليه عساه يضعُ قدماً في التحوّلات الجارية أو يقدّم "خدمة" ينال لقاءها أجراً سياسياً، من بوابة تجديده لصلاحية مقارعة المقاومة وحليفها الجالس على كرسي بعبدا...


لن يقبل "البيك الإشتراكي" إذاً أن يترك موقعه لأحد، حتّى لنجله "المقصى" عن الصورة بعد رسوبه في امتحان التوريث.

عشية تلك التحوّلات، وجدَ جنبلاط أن العهدَ ينحو صوب الفشل. البَيك من أصحاب النظرية القائلة بـ"ترك بعبدا تتخبّط، ثم نجهز عليها"! هو يعتبر ببساطة، ان إخفاقات العهد تتكفّل بضرب صورته، وبالتالي يُمكن توظيفها ضدّه، وتحميله وسياساته المسؤولية عن إستجرار الازمات، ومن الطبيعي أن ذلك سيرتدُّ عليه سلباً.

المَدخل إذاً إخفاقات العهد، ولن يفوّت جنبلاط أي فرصةٍ لقاء إظهار فشل "إدارة بعبدا"، مع العلم أنها تتكفّل بذلك بنفسها، وعند حلول زمن الحصاد يخرج البَيك ليشنّ حملته، ويجني الأثمان دون بذل أي جهد.

الآن يُعيد البَيك الكرّة. ما افتعله زمن الرئيس إميل لحود يعود لاستخدامه مُجدّداً. هذه المرّة موجة الاعتراض أوسع. مسيحياً، لم يترك العهد صديقاً له إلّا وعاداه. لم يحسب جيداً، ولم يقدّر أنه سيصل عاجلاً أم آجلاً إلى أيام سوداء قد يحتاج فيها إلى حليف بل حلفاء. تكفّل العهد بإبعاد الجميع عنه تقريباً، وعزل نفسه. هذه المرة، العهد منزوع من رعاية أي دولة، وهذه مفارقة لا بدَّ من الالتفات إليها.

إيران المتّهمة بأنها "راعية لعون" تكاد تكون بعيدة كل البعد عن هذا الجو. ثمة من يجزم أن العهد لا حليف خارجي له، بعكس لحود الذي كان جزءاً من إصطفاف إقليمي حاد، وتمتّع بغطاء سوري حتى آخر ساعة قضاها في القصر.

"فائضُ القوة" هذا (بتقدير المختارة) يريد أن يصرفه البَيك في المجال السياسي الأوسع، لممارسة استقطاب سياسي حاد. أعاد الكرة إلى زمن كان فيه الطائف "شلفون" (الديك اثناء فترة البلوغ)، في مسعى منه لاحياء ثنائية تنسيق "سنية – درزية" في مواجهة العهد، تفيد في ممارسة ضغط "مزدوج" ليس ضد العهد فقط، بل يمكن استخدامها في مواجهة الحريري ايضاً، العالق في "شرنقة" التكليف، متى ثبت أنه يتمايل سياسياً.

الخشية الجنبلاطية، كذلك خشية "الثلاثي السني" الذي اجتمع في "المصيطبة" تتلخّص في إحتمال أن يرتمي الحريري مجدداً، إنفاذاً لتفاهمات أو تنازلات ربما، في حضن العهد، فيساهم في تقويته عبر منحه جرعة دعم "ميثاقية" يحتاجها.

لجأ جنبلاط إلى افتعال الغبار السياسي إذاً. طرح إجتماعاً يضمّه إلى 3 رؤساء حكومات سابقين يمثلون 80% من لقاء "رؤساء حكومات" يدّعي حصرية تمثيل الغالبية السياسية السنية وتبني توجهّاتها. البَيك يرمي من وراء ذلك إلى تأمين معادلة داخلية سياسية إذاً، ثم تجيير نتائجها لاحقاً في سبيل ممارسة ضغط متعدد الاتجاهات والمستويات. طرح في الاجتماع إعداد ورقة سياسية (أو جبهة). كلمة جبهة إستفزّت البيك، فأوعزَ لاشتراكييه الرد من خلال تخفيف الوطأة، عبر كشف جانباً من مضمون اللقاء، الذي بحث احتمالات إعداد "ورقة سياسية" ترسم توجهات الفترة المقبلة.

لا بدّ لهذه الورقة السياسية إذاً أن تكون ذات جدوى سياسي، وذات إستهدافات واضحة. كذلك، لا يمكن بأي حال تجريد الحريري منها كمستهدف. هو الغائب عن مشهدية "لقاء المصيطبة"، وباعتراف أكثر من مصدر "لم يدعَ إليه" بدليل عدم إيفاده أي ممثل، وينظر إليه بتوجّس، لا سيما في ظل الحديث عن كونه يندرج ضمن "محاولة" لاستعادة الدور السني حيث يتفق الموجودين على أن متهم بالاجهاز عليه لقاء تسويات من هنا وهناك.

بمعزلٍ عن الخوض في أسباب ركاكة الدور السني الحالي أو بلوغه مستواً سياسي "ضَحل"، لا بدّ للّقاء أن يُدرج كمحاولة لاستنهاض هذا الدور في ضوء ما طرح داخله. لا يجوز في حمى استعار النيران في الاقليم، ان يكون السنّة بعيدين عن التطورات، او أن يكونوا من غير المقررين داخلياً في مواضيع أساسية.

غيابُ الحريري عن الاجتماع ثم تعمّد تسريب الخبر عبر وسيلة إعلام تعبر عن المزاج السياسي السنّي العام، لا بدّ أن يكون له أهدافه التي تُنذر بتحوّلات سياسية من المتوقع ان تشهدها البيئة السياسية السنّية بشكل عام مستقبلاً. كل ذلك يصبح مألوفاً إذا ما قدرنا أن الانتخابات النيابية "مسألة أشهر معدودة نظرياً"، وفي ظل هذا الواقع تُصبح تهيئة البيئة من الضرورات العظام.

السؤال الجائز طرحه الآن، ما هو موقف الحريري من الانعطافة الجنبلاطية نحو رؤساء حكومات سابقين هم "في موقع الزمالة مع الحريري"، وما هي وضعية الحريري في الاصطفاف السياسي الناشئ؟
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"نساء المخابرات" الى الواجهة بين ايران واسرائيل: خداع جنسي وفتاوى تبيح "تسليم الجسد"! 9 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 5 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 1
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 10 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 6 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 2
عن الشهيد "حيدر"... حزب الله ينشر فيديو بِعنوان "يستبشرون" 11 200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب! 7 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 3
بالفيديو: محامية تتعرّض للضرب على يد زوج موكلتها 12 مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 8 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر