"سبوت شوت"

تساءلت صحيفة الأخبار اليوم، عن سبب تبدّل إجراءات الجيش على الحدود جنوبًا، واستغربت من استحداث الجيش حواجزٍ للتفتيش عند الطرق المؤدية نحو الحدود، وامتعضت كيف تقوم عناصر الجيش من منع المشاركين من الاقتراب من الشريط الشائك.

صدمة "الأخبار" لم تقف عند هذا الحد، فطبعت ضمن أوراقها روايةً تتحدّث عن توقيف الجيش لفلسطينيين "سمعوا كلامًا مهينًا"، وادعوا بأن ضابطًا في الجيش "انتزع العلم الفلسطيني من يد أحد الموقوفين وداس عليه برجليه، قبل أن يتلفظ بإهانات فوقية وعنصرية تجاهه".

من جهتها ردّت مصادر في قيادة الجيش على "أكاذيب" صحيفة الأخبار، قائلةً، "لو منشوفو بعينا للضابط ما منصدق، كلنا نعلم من هم ضباط الجيش اللبناني، والكلام الصادر بإسم الصحيفة هو محض إفتراء وكذب وتلفيقي بإمتياز"، معتبرةً أن "ما ورد في الصحيفة هو تحريض ضد الجيش اللبناني والفلسطينيين، وهو أمر غير مقبول".

وقال المصدر الأمني، "الجيش اللبناني، وطني أكثر منهم ومن يقف خلفهم، وإذا هني قبضايات خليهن يجوا ويدّعوا ويثبتوا اللي صار، وليأخذ القانون مجراه"، مؤكدًا أن "الجيش بإنتظار هؤلاء الأشخاص أو كاتب المقال، ليتوجهوا الى المحكمة العسكرية ويتقدموا ببلاغ، لأنه قد سبق له وفتح تحقيقًا للتأكد من صحة هذه الإدعاءات، ليتم إجراء اللازم في حال ثبوتها".

وهنا لا بد من التنويه بأن كاتبة المقال، إستقت معلوماتها من مصدرٍ واحد، وهم الشباب أنفسهم الذين رموا الحجارة على السياج الشائك، فهذه ليست مشكلة طبعًا عند الجيش اللبناني، لكن أن يحدث بأن تُرمى الحجارة من قبل هؤلاء الشباب على الجيش اللبناني نفسه، وأن يتم التعامل مع عناصره بخشونة، حينها يُصبح الأمر مغايرًا، وهذا ما يُفسّر بحسب المصدر الأمني "التعامل بضغينة من قبل هؤلاء الأشخاص مع الجيش اللبناني، وتقديمهم معلومات كاذبة ومشوّهة".

في السياق، وصف المصدر الوضع الأمني على الحدود الجنوبية، بـ"المتوتر نتيجة ما يحدث في فلسطين المحتلة"، مركزًا على أن "الهدف من إجراءات الجيش هناك هو حماية الناس المتضامنة مع فلسطين وضمان لتعبيرها السلمي عن رأيها بكل حرية، حتى تعود الى بيوتها سالمة، خصوصًا وأن الحدود الجنوبية فيها نقاط حساسة ولها خصوصيتها الأمنية وأخرى مزروعة بالألغام، ولا نستطيع أن نترك الناس تذهب أينما أرادت على الحدود".

وفي الوقت ذاته، لم يُنكر المصدر وجود "مُفتعلي مشاكل، هدفهم تعكير صفو التظاهرات على الحدود، فهنالك من يخرج الى الحدود وبنيّته إفتعال المشاكل مسبقًا، وحتى أنه احيانًا يخرج مطلوبون من العدالة الى الحدود ومن أصحاب السوابق. فمثلًا لو ذهب أحدهم ومعه قنبلة... من يدري قد تنفجر عن طريق الخطأ أو قد يؤدي هذا الأمر الى سوء فهم مجريات الأمور، وتؤدي الى تطور الأحداث ووقوع إطلاق نار مثلًا، الأمر الذي قد تنتج عنه توترات أمنية مع العدو، وبالتالي تعريض أمن المدنيين للخطر".