Beirut
16°
|
Homepage
حكومة "لا غالب ولا مغلوب"؟
بولس عيسى | المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 28 أيار 2021 - 5:41

"ليبانون ديبايت" - بولس عيسى

نام اللبنانيون على فشل خطوة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى مجلس النواب، والتي انتهت إلى تعادل سلبي بينه وبين الرئيس المكلّف سعد الحريري، الأمر الذي أبقى مسألة تأليف الحكومة في حالة "راوح مكانك"، ليستفيقوا على أجواء أن التأليف قريب، فما صحّة الحديث عن احتمال تأليف حكومة وهل هناك فرصة جديّة لذلك؟ وما الذي تبدّل بين ليلة وضحاها عن المرحلة السابقة؟ وهل مصير المحاولة الجديدة التي يتمّ الكلام عنها سيكون مشابهاً لمصير المحاولات السابقة أي الفشل؟ وما هو الجديد الذي دفع بديناميّة التأليف الراكدة منذ أشهر ، إلى التحرّك مجدداً؟ كلها أسئلة مشروعة لأي مواطن لبناني يتقهقر بالذل، ولم يحرّك جوعه أي مسؤول في هذه السلطة بحيث استمر تعطيل التأليف بالرغم من الوساطات الداخليّة والخارجيّة لشهور طالت.

في هذا الإطار، تحدثت معلومات عن مجموعة عناصر تجمّعت دفعة واحدة تحت عنوان أساسي وهو "تأليف الحكومة" بغية دفع مسار التأليف قدماً، فهي تعتبر أنه لا يجب إبقاء البلاد من دون حكومة بعد اليوم باعتبار أن الوضع لم يعد يحتمل، كما أن هذه القوّة التي تسعى اليوم للتأليف ، تعتبر أنه في نهاية المطاف يجب أن يكون هناك حكومة من أجل ان تهيئ للإنتخابات النيابيّة في العام المقبل وأن تسعى للقيام بالإصلاحات المطلوبة وإدارة البلاد في هذه الظروف الصعبة.


ولفتت هذه المعلومات، إلى أن القوى التي تدفع اليوم باتجاه التأليف، وجدت أنها من أجل إتمام هدفها، عليها أن تدفع في مكان ما من أجل تغيير المعادلة القائمة. وتوقفت عند عدّة تبدّلات أولها "ليونة عونيّة" لم تكن موجودة في المرحلة السابقة، وقد تمّ لمسها من خلال التبدّل في خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي تحوّل من الدعوة إلى إحراج الرئيس المكلّف فإخراجه، إلى القول بأنه لا يريد أن يعتذر الأخير ويريده أن يستمر، إلا أنه يريد أن تتشكل الحكومة وفق قواعد متوازنة. ومن الواضح أن هذا التبدّل في لهجة الرئيس تجاه الحريري، قد طُلب منه لكي يلاقي المساعي الجارية للتأليف في منتصف الطريق.

وتعتبر المعلومات أن "الليونة العونيّة" ظهرت أيضاً من خلال رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الذي من الواضح أن خطابه داخل مجلس النواب خلال جلسة مناقشة رسالة الرئيس، كان أقل من السقف المتوقّع خلافاً لما رُوّج، وهذا الأمر حصل نتيجة الوساطات معه من قبل القوى التي تعمل على فتح باب التأليف مجدداً.
وكشفت المعلومات، عن أن اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري بباسيل في حضور النائب إبراهيم كنعان، كان لقاءً مميزاً، وفيه إيجابيات عدّة خلافاً للسابق، حيث تم خلال اللقاء وضع مجموعة معطيات بين يدي رئيس المجلس، شرح من خلالها باسيل للأول موقف غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بالتفصيل، وفحوى المبادرات والوساطات السابقة، وأين تقف الأمور اليوم.

ورأت المعلومات، أن التبدّل الثاني والكبير هو في اتجاه البطريرك، بحيث أنه يسعى، ومنذ اللحظة الأولى، لتأليف حكومة وهو كان قد أوحى في أكثر من موقف سابق انحيازه للرئيس المكلّف سعد الحريري، ولكنه قرّر في نهاية المطاف أنه يجب أن يقف في وسط الطريق من أجل التأليف، لذلك، أتى موقفه المهم جداً في عظته الأخيرة يوم الأحد الفائت، وكان دعوة واضحة للرئيس المكلّف بأن يعمد إلى تقديم تشكيلته لرئيس الجمهورية، أو أن يعتذر، حيث قال: "لم تَعُد الأعذار تُقنِع أحداً ولا الذرائع تبرِّر استمرار تعطيل تأليف الحكومة، وكأن التشكيل في إجازة مديدة. هذا جمود قاتل للدولة والمواطن ويجب أن يتوقّف. لقد استنزف المسؤولون الدستور حتى جعلوا نصَّه ضدَّ روحه، وروحه ضدَّ نصّه، والإثنين ضدَّ الميثاق. أيُّ دستور يجيز هذا التمادي في عدم تأليف حكومة؟ وأيّ صلاحيات تسمح بتعليق مؤسّسات الوطن؟ وأيّ مرجع قانوني أو دستوري يُبيح التنافس على التعطيل؟ إننا ندعو مباشرة دولة الرئيس المكلَّف إلى المبادرة، نعم إلى المبادرة، وتقديم تشكيلة محدَّثة إلى فخامة رئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن، والإتفاق معه على الهيكلية والحقائب والأسماء على أساس حكومة إختصاصيّين غير حزبيين ولا يُهيمن أي فريق عليها. وإذا لم يتّفقا في ما بينهما، فليستخْلصا العِبر ويتّخذا الموقف الشجاع الذي يتيح عملية تأليف جديدة".

ولفتت المعلومات، إلى أن موقف البطريرك، يؤكد أنه لم يعد في وارد التساهل في مسألة تأليف الحكومة، حيث لا يُفترض بالرئيس المكلّف أن يبقى على تشكيلته وطرحه لجهة أنه تقدّم سابقاً بتشكيلة، وعلى الرئيس إحالتها إلى مجلس النواب ليكون الحكم في هذا الخلاف، فإما أن يعطيها الثقة أو يحجبها عنها، فهذا أمر مرفوض من البطريرك بشكل واضح باعتبار أن دور رئيس الجمهورية مقرّر في هذا الشأن، وإذا ما كان غير راضٍ على تشكيلة الرئيس المكلّف، فعلى الأخير أن يعمد إلى تقديم تشكيلات مختلفة لا أن يتمسّك بتشكيلة واحدة.

وأوضحت المعلومات، أن التبدّل الثالث هو في موقف الرئيس بري، والذي، ونتيجة ضغوط "حزب الله" عليه من جهة، وحتمية تأليف الحكومة من جهة أخرى، انتقل من موقف المنحاز للرئيس الحريري إلى الوسيط الفعلي، وبالتالي، مبادرته هذه المرة لم تعد قائمة على إيصال رئيس مكلّف للمواجهة مع رئيس الجمهورية، وإنما أصبحت مبادرة تريد الوصول إلى حكومة. ومن هذا المنطلق دعا الرئيس الحريري، وبشكل واضح لكي يقوم بتقديم تشكيلة جديدة ليصار إلى البحث في التفاصيل، وفي انتظار ذلك، من الواضح أن الرئيس بري شرع بالعمل على حلّ العقد المتبقية سواء في موضوع عدم وجود أي ثلث معطّل يُقال أن رئيس الجمهورية أكّد أنه لا يريده، أو حلّ عقدة الداخلية والعدل إضافة إلى تسمية الوزيرين المسيحيين المتبقيين.

أما التبدّل الرابع، فهو بحسب المعلومات، في موقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، الذي يُعلن ويجاهر أنه مع أن يلتقي الرئيس المكلّف باسيل، وبأن هذه الإرادة هي إرادة فرنسية، واستطراداً إرادة روسيّة، وأنه لا يمكن أن تتألف حكومة إلا إذا حصل هذا اللقاء، وتساؤل جنبلاط أيضاً، عن سبب رفض الحريري، خصوصاً وأنه كان قد التقى به سابقاً خلال الإستشارات، وكان هناك تحالف بينهما خلال الحكومتين الأولى والثانية من العهد.

واعتبرت المعلومات، أنه أمام هذه التبدّلات الكبيرة والتحوّلات الجذرية في العمق، وإن لم تظهر اليوم في الشكل تبعاً لأدبيات اللعبة السياسية، فمن الواضح أن الرئيس المكلّف سيجد نفسه يوماً بعد يوم، وبشكل أو بآخر، مدفوعاً وملزماً الذهاب باتجاه تقديم تشكيلة جديدة للرئيس تراعي الجميع، في حين أن الحلّ الذي يعمل عليه بري، يقوم على القاعدة المعتادة في لبنان وهي "لا غالب ولا مغلوب" لعدم إحراج أي من الأفرقاء، بحيث أن التشكيلة التي يعمل عليها هي من 24 وزيراً، وبطبيعة الحال الجميع يدرك، أنه لحظة تأليف الحكومة تصبح كل مناكفات ومناوشات واشتباكات مرحلة التأليف وراء ظهر الجميع، باعتبار أن التأليف يعدّ بمثابة مرحلة سياسية جديدة بعناوين جديدة.

أما بالنسبة للفرصة التي أمامنا اليوم، في ظل كل التحولات والتبدلات ووقوف "حزب الله" على مسافة واحدة ما بين الطرفين لأنه لا يريد أن يخسر "التيار الوطني الحر" كحليف، فماذا سيفعل الرئيس المكلّف، خصوصاً وأن باريس وموسكو تريدان منه أن يلاقي عون إلى منتصف الطريق أو الإعتذار؟ وهل هذه العناصر والمتغيّرات الجذرية ستدفع هذه المرّة إلى تأليف الحكومة؟ وهل الإصطفافات التي كان يستند عليها الحريري، والتي تحوّلت اليوم إلى وسطية ستدفع به إلى خيار الملاقاة إلى منتصف الطريق؟ وهل سبب تردّد الحريري هو خشيته من موقف إقليمي ما، أم من خشيته من وضع مالي دقيق في البلاد لا يريد أن يتحمّل تبعاته ،وتحديداً من الزاوية المتصلة برفع الدعم وإلى ما هنالك؟ وهل كل هذه التطورات ستدفع الرئيس الحريري إلى الإعتذار أم التأليف؟

تؤكد المعلومات، أن الرئيس الحريري ليس في وارد الإعتذار أبداً، فهو يريد أن يبقى في موقع القرار والسلطة في هذه المرحلة تحديداً التي تشهد تحوّلات كبرى خارجياً وعلى صعيد المنطقة، كما أنها مرحلة استحقاقات دستورية، لذا وكأن هذه المحاولة التي يبدو وأنها الأخيرة، ستتمكن من أن تشقّ طريقها تحو التأليف، إلا أنه في مطلق الأحوال الأيام والأسابيع المقبلة ستقدم الإجابة الشافية حول هذا الموضوع.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر