Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
تغريد نسور على هامش مؤتمر " فلسطين تنتفض"
روني الفا
|
الثلاثاء
06
تموز
2021
-
13:20
"ليبانون ديبايت"- روني ألفا
يُعابُ علينا نحنُ المُنتَفِضين عَلى بيئاتِنا الصّغيرَة إعتناقِ فكر المقاوَمَة. أشعرُ أحياناً وأنا في الشّرنَقَة أنَّ نقطَة عَصير حامِض صغيرة قادرَة على تَقليص حَجم الدّودَة التي نَعيش فيها. دودَة الطائِفَة وشرنَقَة المَذهَب. أنتَ بِحاجَةٍ إلى مصدر أوكسجين قَومي لتشعرَ أنّكَ كائِن بالمَعنى الإنتمائي. أن تَكونَ فلسطين قضيَّتُكَ لا يَعني أنّكَ ستتوقّف عَن إقامَة شعائِرِكَ الدينيَّة في الشّرنَقَة التي قرّرَ مسقِط رأسِكَ أن تنتَمي إليها. إتقان ترتيل الألحان البيزنطيَّة لا يُلغي إسراءَكَ ومِعراجَك إلى حيث وَطئ السيّدُ المَسيح أرضَاً صارَت للديانات الثلاث قِبلَةً ومَذبَحاً لقدّاس الإنسانيَّة. مؤتمر " فلسطين تنتفض " لتجديد الخطاب الإعلامي مساء أمس كان مناسبة لنا لتفادي البلل بقطرة حامض. جنّبَنا مرّة جديدة السكن في شرنقة.
بالطّبع كلّ ما قيلَ على لِسان سيّد المقاومَة في المؤتَمَر يستحقّ أن يُقرأ بتمعّن. السلاح على مَدى عشرين سَنَة قرأ نفسه جيّداً وكادَ أن يسبِقَ الكلِمَة المُواكِبة. الإعلام عليه واجب قومي مواكِب لم يزاوله بعد على وجه فعّال وإن برز هنا وهناك إعلام رؤيَوي. لنا في هذا المسار قراءات كما لغيرنا ما يمكن أن يحوّل الكلمة إلى سلاح مضادّ للعدو. لم نعد في حقبة ترف التأجيل. مؤتمر تنفيذي غير خشبي اللغة يجب أن يضع موضع التنفيذ رؤيا المقاومة. إنما الرماية الفكرية الأساس ليست هنا فحسب. إنها في مقطع إستراتيجي تضمّنته الكلمة الإفتتاحيّة لسماحة السيّد. جبهة على مستوى الإقليم تكون ربما حلقة المواجهة الإستراتيجية الأخيرة قبل أن نصلّي في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
كلام يرقى إلى مستوى تحالف مشرقي في وجه إسرائيل كياناً غاصباً. من لبنان إلى سوريا والعراق وإيران واليمن إلى قوى مسانِدَة دولياً تتمثّل أساساً بالصين ودول أميركا الجنوبية مروراً بخليجٍ عربي معتدِل يمكّن من التفكير والتخطيط والتنفيذ بما يتعدّى بمسافات تنظيمية أرقى وأبقى من أي محاولات في تاريخ العرب لتوحيد الجبهة الفكرية والعسكرية والإعلامية حدثت منذ تأسيس الجمهورية العربية المشتركة المُجهَضة في خمسينات القرن الماضي. السيّد ارسى نهار أمس المنصّة الأساسية المستندة إلى قوة المقاومة والتي تتيح نظرياً وعملياً تأسيس جبهة متماسِكَة لهذا الغرض.
قوى المجتمع المدني الحقيقي الذي ارتضى إراديّاً الخروج من شرانقه يجب أن يوجّه ديناميّته باتجاه خلق هذه الجبهة. جبهة تعيد إلى العروبة مفهومها وقيمتها الحضارية والثقافية وتتحول إلى رأي عام عربي ودولي ضاغط والأهم تتحول إلى خطر إقليمي ملموس على الكيان الغاصب يردعه من مغامرات جديدة ليس فقط على قطاع غزة ولكن أيضاً على كل الدول العربية. سلاح المقاومة بحاجة إلى هذه الحماية من شعبه ليتحوّل إلى حلف حقيقي في مواجهة المخطط التوسعي الإسرائيلي. كل شيئ مفيد في هذه المعركة. توحيد الخبرات السيبرانية. تواصل منظم بين القوى المجتمعية الفاعلة. لتحقيق ذلك يجب الشروع بالخطى التنفيذية بأسرع وقت ممكن حتى لا يبقى السلاح النوعي الذي باتت تمتلكه المقاومة وحيداً في المعركة المصيرية.
يجب ألا نفقد الأمل. كل البروباغاندا الصهيونية قائمة على إحباطنا. باستطاعتنا صياغة بروباغندا موازية أقوى وأفعل. لنخرج من شرنقاتنا ولننظر إلى الأبعد. عاجلاً أم آجلاً سيضطر الأميركي إلى الإنصات بحكم الريل بوليتكس التي تحرّك كارتيلاته. إنه الزمن الأفضل لحماية انتصارات المقاومة في فلسطين. على هذا النحو تنتفض فلسطين وتُجنَى ثمار المؤتمر الذي عالج جزءاً من أوجاعنا القومية. تحويل إقتراح سيد المقاومة إلى خلايا عمل منظّم يُتَوَّج بتشكيل جبهة تتخطى الحدود الجيوسياسية أهم ما يمكن أن نقوم به خارج إطلاق النار أمام محطات الوقود. الدعوة الفورية إلى مؤتمر إعدادي لهذه الجبهة ضرورة قومية ورجاء حقيقي لتشكيل فيلق مساند حقيقي خارج الخطب الرنانة والمواقف الإعلامية التي تغرّد. العصافير المغرّدة معرّضَة للإصطياد. تحويلها إلى نسور في أسراب منظمة هو المطلوب.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا