Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
ما خفيَ عن "عصابة خلدة"
عبدالله قمح
|
الثلاثاء
03
آب
2021
-
2:01
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
جاء كلام عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، في مسائية "كمين خلدة" على وزن الحدث ومن خلفية إلقاء الحجّة: أمّا أن تقوم الدولة بمهامها لجهة إنهاء "الحالة الشاذة" في خلدة أو نتكفّل نحن في ذلك، و "رسمال" الموضوع ليس أكثر من 5 دقائق!
تحدث فضل الله عن "عصابة" تتخذ من خلدة مقرّاً لها، وعن مفترق أساسي نحن في صدده، وعن كمين واعتداء منظّم و "مشروع". طعّم حديثه بمعلومات مفعمة إشارات، وكان أفضل مُعبّر عن الرسالة الصريحة ذات المضمون والدلالات القوية والتي ارتسمت فيها معالم الخطوط الحمر ورسم الحدود، وبدا أنها صادرة عن أعلى مرجعية في "حزب الله"، وهو أفضل دليل لوصف عملية "الإنتشار" التي اتخذها إعلامياً، وقاربت إلى حدٍ ما مضمون خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله عشية السابع من أيار 2008.
ومع حلول الفجر ارتسمت معالم الحزم لدى الجيش. الغطاء الذي كان يدّعي أحد المطلوبين الرئيسيين والمتهمين بالوقوف "إدارياً وتحريضياً" خلف الكمين وما سبقها من عملية "ثأر" بالاضافة إلى إنشاء خلية (أو خلايا) مسلحة ونعني "الشيخ" عمر غصن -نقطة التقاطع بولاءات "متشظية" أتاحت له تأمين تمويل من أكثر من مصدر- قد سقط، وأول من أسقطه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعدما طالب بتوقيف كل مطلقي النار، ونفيه لأي صلة للمذكور بالحزب التقدمي.
إذاً قرار "تفكيك" المنظومة العسكرية المسلحة قد اتُخذ، وقد تولت التنفيذ وحدات وألوية تتبع للجيش ومديرية المخابرات. وعلى حد تعبير مصدر مسؤول لـ"ليبانون ديبايت"، فإن الهدف يكمن في "إنهاء الظواهر المسلحة الشاذة وإعادة الهدوء إلى المنطقة وتأمين الطريق الساحلي صيدا – بيروت" وهنا بيت القصيد.
وبعدما أُنجزت عملية التقصّي وسحب أشرطة كاميرات المراقبة من الشوارع، باتت الصورة واضحة لدى الجيش ومديرية مخابراته، وعليه بوشر في البحث عن هويات المتورطين ومطلقي النار ومعدّي الكمائن. وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت" تم تحليل غالبية الصور. وبناءً لإشارته، إتُخذَ القرار بتوقيف جميع المتورطين الظاهرين، الحاضر منهم و المتواري، وهو ما فُسّر من خلال الحزم في عمليات الدهم والتطويق الواسعة التي شهدتها خلدة على مدار ساعات نهار أمس، وتوجّت بتوقيف "الشيخ" غصن -أحد وجوه التشدّد والملحق بمشاريع- عصراً بعد تحصّنه في أحد المساجد، رافضاً في البداية تسليم نفسه، ولاحقاً أقرّ وتراجع بعدما أدركَ ألا "تخريجة" لوضعه، وأن القرار في إنهاء ظاهرة الفلتان قد اتُخذ، أو قد يكون نال وعداً بتغطية "شرعية" ما؟!
لكن أكثر ما تخلّله نهار الكمين وما تلاه، ليس انغماس سفارات وجهات (التدقيق في حدود تدخلها جارياً) في عملية "النفخ" في بوق الفتنة فحسب، إنما ظهور مؤشرات خطيرة توحي بوجود أدوار لفصائل سورية معارضة في ما جرى ويجري، بدليل عمليات الإنتشار "العسكرية" التي شهدتها خلدة قبيل وصول موكب الجنازة إلى منزل آل شبلي وبعده، بخاصة على أسطح المنازل واتخاذ وضعيات قتالية بما يُشبه "حماية منطقة من غزو" أو أنها "قطاع ذات إدارة خاصة أو منطقة حكم ذاتي"، وهو ما تطور لاحقاً نحو إطلاق أعيرة يُرجّح أن مصدرها قنّاصات بإتجاه المشيعين ترافقت مع إستهدافات مباشرة خلال مسير الموكب داخل خلدة ما أوقع شهداء وجرحى. وقد تبين أن الطلقات بمجملها استقرّت في المنطقة العلوية من الجسم (الرأس والرقبة والصدر ومنطقة أعلى الظهر) وهو ما يعطي انطباعاً بأن من كان يُطلق النار من مناطق متفاوتة البعد نسبياً وبهامش خطأ طفيف، مدرّب ومجهّز ويعلم ماذا يفعل، وهذا يُفسّر كلام النائب فضل الله عن وجود عصابة لديها مهمة واضحة.
أكثر من ذلك، ما عزّز وجود أدوار ما لسوريين معارضين إلى جانب لبنانيين من متبنّي الأفكار المتشدّدة أو الدائرين في فلكها، درجة الإهتمام الواسعة التي حظيَت بها تغطية أخبار الكمين ونتائجه وما دار في خلدة من قبل صفحات ووسائل إعلام سورية معارضة وناشطين رئيسيين.
قبل مدة من الآن، كان يجري التدقيق بمعلومات حول "تسرّب" مقاتلين سوريين إلى المنطقة، ترافق ذلك ومعطيات كانت تشير إلى أن فصيلاً واحد اًعلى الأقل نشط في سوريا خلال الحرب، أنشأ فروعاً له ضمن خلدة أو أنه حاز ولاءات، وبدأ إنجاز تركيبة وترتيبات أمنية ما. وعلى ما يبدو، فإن ثمة أكثر من هدف على قائمة هؤلاء يتعدى مسألة قطع طريق الجنوب وتصل إلى محاولة "زرع" غُدّة مسلحة في خاصرة المناطق التي يتواجد فيها الحزب تمهيداً لتوظيف مُقبل، وهو ما يشبّهه معنيون بـ "محاولة لنقل المعركة في سوريا إلى لبنان"، بعدما بات حضور هؤلاء ضمن الخاصرة السورية محدوداً ومن دون أي تأثير يذكر، وفي خلفيتهم محاولة لنقل الأحداث إلى لبنان على نيّة الثأر من حزب الله، العنوان الذي عثر على من يرعاه ويشرف عليه في الداخل، وقد يكون رأى في عرب خلدة هدفاً يصلح توظيفه، نظراً إلى انتشار حالات معادية للحزب ونموّها على نحوٍ لافت مؤخراً إضافة إلى بحث هؤلاء عن بيئة صالحة لتوفير تواجد أشمل وأوسع و "مرن أكثر" بالمعنى الأمني والسياسي ويمكنه أن يؤدي وظيفة محورية ما حين تحين الساعة.
ما دلّ إلى ذلك الإشتباك الذي جرى العام الماضي وما رافقه من عمليات ظهور عسكري "غير بريئة" ومحاولات طرد وتهديد لأشخاص وأصحاب مؤسسات تجارية من طائفة معينة، وما حدث وظهر لاحقاً من قيام "إدارة" هذا الفرع المسلح في إنشاء توظيفات إنسانية – اجتماعية على غرار ما ينجزه "حزب الله" ضمن مناطقه، حيث لوحظَ إفتتاح سوبر ماركت مموّلة من منظمة NGO متواجدة في الخارج مؤسسة من قبل أفراد من العرب، تقوم ببيع مواد غذائية مدعومة لصالح أبناء خلدة من العرب حصراً، ترافق و توفير خدمات صحية عبر مستوصف وصرف أموال إلى عائلات محتاجة.
وخلال تلك الفترة، تشير المعلومات إلى "تسرّب" من نوع آخر، لسوريين، تمثّل في شراء عقارات ومؤسسات في نفس المنطقة. والملاحظ أكثر أن هذا النشاط ترافق وخمود في النشاط الأمني في المنطقة وهو ما بدا لافتاً. إذ لوحظَ مؤخراً غياب شبه كامل لمحاولات قطع الطريق الساحلي عند نقطة خلدة متزامنة مع ارتفاع حدّة النشاط عينه في مناطق أخرى منتشرة على طول الطريق كالناعمة و الجية والسعديات، وهو ما فُسّر مفتاحياً من قبل المراقبين على أنه نوع من أنواع التوظيف الخاص لخلدة تحديداً، وكمحاولة لإشاحة النظر عنه قدر الممكن.
كل هذا النشاط، كان يترافق وحالة من "تعزيز الانفتاح" بين المملكة العربية السعودية ممثلة بسفيرها في بيروت وإتحاد العشائر العربية الذي أنشأ في الأصل لغايات معروفة. وقد تعزّزت الحضور العشائري سعودياً من خلال زيارات و لقاءات دورية شهدتها "اليرزة" (حيث مقرّ السفير السعودي) وفي مناسبات رسمية وخاصة، ما انعكس على تيار "المستقبل" الذي ما لبثَ أن لوحظَ تراجع حضوره لدى العرب، وسط لجوئهم للإنضواء كحالة خاصة ضمن التركيبة العشائرية الصرف وترفيع شخصيات عشائرية إلى بلوغ مستوى من الحضور الشعبي والسياسي ضمن المنطقة.
الآن، من بصدد العصابة؟ الجواب تخفيه تلال خلدة، وللبحث صلة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا