Beirut
16°
|
Homepage
ماذا تعني زيارة الصهر لدمشق قبل الإنتخابات؟
ميشال نصر | المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 04 كانون الثاني 2022 - 3:00

ليبانون ديبايت - ميشال نصر

إنتهى العام 2021 بتشويق رئاسي "غير شكل"، بطلاه رئيسا الجمهورية والحكومة، وسببه صفقة سلّة لم تكتمل قبل "أن تنفخت وينفخت معها دفّ عشاقها"، ووعظة ميلادية من العيار الثقيل تحرّض على قيام الدولة والمؤسّسات، لتفتح السنة الجديدة الصفحة الأولى في دفترها على إطلالات بالجملة، واحدة لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، أنهت عطلة العيد قبل موعدها بساعات، وثانية مزدوجة للإستيذ عنه بالوكالة ومعاونه السياسي المطلوب للعدالة، في تحدّ واضح للقانون و"على عينك يا قوى أمنية"، وثانية للأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي ردّ متفهّماً الهواجس والمخاوف البرتقالية، آخذاً الجماعة، عملاً بالمثل القائل "الإناء الكبير يستوعب الصغير".

فرئيس التيار، تابع "تصعيده" المحسوب بميزانٍ من ذهب في وجه الحزب، الذي بدأه من عشاء الحرس القديم في البترون، الذي أعاد بعضاً من مفردات ما قاله "ليلتها"، وإن بلغةٍ أكثر رواقاً في استراتيجيةٍ بدت واضحة ومباشرة، انطلقت من" مَطرح ما خلص العم"، مقوّصاً بكل الإتجاهات بشكل عنيف، ولكن بلهجة هادئة، قالها بصراحة: "الدويلة ركبت عالدولة ونهيتها"، في رماديةٍ لوّنت مواقفه، "بضربه مرةً على حافر الحزب ومرةً على مسمار الحركة"، انعكس على محاور كلمته بالكامل، وأبرزها:


ـ هجومٌ معتاد على ثلاثي عين التينة ـ معراب ـ المصرف المركزي، حيث" الشياطين الثلاثة عملاء غبّ الطلب، تارةً الأميركيين وطوراً "الله وحده بيعرف مين"، في مقابل تحييده للمختارة بعد "النقزة" من الشريك الإنتخابي وئام وهاب بعد "اتهامه" للرئيس ميشال عون، ومغازلته لبيت الوسط بقوله "إن أصوات السنّة مش للبيع والشراية وزعيمهم معروف، في نكزة واضحة لرئيس الحكومة".

ـ فتحه الباب أمام الحارة لملاقاته "فإذا عادوا إلى مار مخايل سيجدون التيار في انتظارهم"، لتطوير التفاهم الذي ما عاد بصيغته الحالية يقنع الجمهور البرتقالي، وإلاّ "فذنبهم على جنبهم" في حال اختاروا سيناريو الطيونة بما يعنيه من مواجهة مع المسيحيين. ملفٌ بيّنت مقاربته، التناقض والمنقوض في كلامه، وأبعد منه ملف البيت الشيعي، رغم إدراكه أن مواقف الحزب الأخيرة تختلف بالكامل عمّا سبقها ماضياً، كونها لا تنطلق في الدرجة الأولى من مصلحة "الثنائي" ومسألة الفتنة الشيعية ـ الشيعية، بقدر ارتباطها بمكتسبات الشيعة ودورهم وحصّتهم في النظام، التي يحاول البعض تحت حجّة "فساد نبيه بري"، ضربها لإرساء توازنات جديدة عن قصد أو غير قصد وهو ما يعزّز موقف حركة "أمل".

ـ إتّهامه لرئيس الحكومة، الذي ما عادت تنفع مسرحياته، بمشاركة "الثنائي" لتطيير الإنتخابات النيابية، بسبب إصراره على عدم قيامه بمهامه بدعوته مجلس الوزراء للإنعقاد، فالمعادلة واضحة: لا جلسة للحكومة يعني لا إنتخابات. فهل هذا يعني أن تطيير الحكومة وتحويلها لحكومة تصريف أعمال، ينقذ الإنتخابات النيابية من التأجيل المحتّم؟ هنا تجدر الإشارة إلى القلب "المليان" من السراي.

ـ في الموضوع السوري، كان إفصاحه عن استعداده لزيارة دمشق وإن قبل الإنتخابات، الخطوة التي كان يعتزم الإعلان عنها في احتفال ذكرى 13 تشرين الأول، والتي فرضت يومها الظروف التريّث في الإعلان عنها. هي الزيارة الرعوية السياسية، فتح بابها من باب ملف عودة النازحين، رغم علمه أن هذا الملف هو "قميص عثمان" وحجّة، كونه ورقة بيد اللاعبين الكبار ويتخطّى حسابات البرتقالي والنظام السوري، وكان واضحاً أن محادثات أستانة الأخيرة، قد بيّنت أن الموقف الدولي في هذا الملف ما زال على حاله.

فهل تسرّع باسيل؟ أم هي ضربة معلم، بعدما فتح أكثر من مرشّح رئاسي خطوط التواصل مع دمشق؟ فهل تكون خطوة ناقصة في المجهول قبل الإنتخابات؟ أمّ هي ليقينه أن لا إنتخابات؟ وهل حصل على ضمانات مسبقة؟ أم هو استدراج عروض وتهيئة للشارع المسيحي؟وما هو دور السيد نصرالله المساعد لإتمامها؟ خصوصاً أن الشام "قطعت ورقة لأبو مصطفى باعتراف الجميع ".

الردود لم تتأخر، وأتت كالعادة، لعلّ النافر فيها خروج المطلوب للعدالة، بحسب البرتقاليين، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، رافعاً منسوب التصعيد، مُدخلاً جنرال بعبدا نادي أمراء الحرب من باب السؤال الحقّ الذي أريد منه باطلاً، في نبرةٍ عالية، متّهماً التيار بنسف الدولة الواحدة في تلميحه إلى طرح اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، قبل أن يعرّج على جملة نقاط من باب تحصيل الحاصل، ليكتمل مشهد الخطة التي وضعت ويمكن استخلاصها ما بين سطور موقف "أمل"، حيث بات من السهل تأمين الموقّعين على العريضة النيابية أياً كان النصاب، بعد كلام جبران.

ـ حماوة الجبهات الداخلية وسخونتها، فرضت على سيد "المقاومة" التدخل مساء لتبريدها، رغم تعريجه العرضي على الوضع الداخلي ليردّ بزبدة الكلام، وخلاصته، "إن أردتم أهلاً وسهلاً لتعديل مار مخايل ولكن لا تنتظروا منا الإنحياز إليكم في مواجهة أمل ورئيسها"، ناقلاً المعركة إلى الخارج، في هجومٍ غير مسبوق ضد السعودية وعائلته الحاكمة، هو الذي عيل صبره وبات غير قادر على انتظار طاولة الحوار، رغم الصبر الإستراتيجي المتحكّم بالإنتقام لمقتل سليماني ورفيقه، وقبلهم "الحاج رضوان" في انتظار الزمان والمكان المناسبين.

أيّاً يكن بالنسبة للعونيين، الحركة والحزب صاروا جسمين بروح واحدة، باعتبار أنه "إن راحت روحك يا روحي روحي بتروح"، هذا ما تخلص إليه مصادر "التيّار" في معرض نقاشها لما يحصل هذه الأيام، واضعةً الأمر في إطار الحرب المفتوحة على بعبدا منذ بداية العهد، معترفةً بأنه بكل راحة ضمير منذ ال ٢٠٠٦ لم يقف الحزب يوماً إلى جانبنا في أي ملف، رغم كل ما قدّمه التيار والعهد وصولاً إلى العقوبات على رئيسه، كاشفةً أن التيّار لن يساير بعد اليوم ولن يدير خدّه الأيمن، لذلك، كان كلام رئيس الحزب عن تداعيات وردّ سياسيين، ما زال مصرّاً عليهما، رغم نبرته الهادئة خلال إطلالته.

هي القناعة المتزايدة لدى الغالبية العظمى من "التيّاريين" وكلّ العونيين باستثناء اؤلئك المنتفعين، الذين تعوّدوا نقل البارودة من أجل مصلحة إقتصادية أو سياسية، بأن التحالف مع الحزب لم يجرّ إلاّ الويلات وقد طفح الكيل، فالمسألة لم تعد تغطية الحارة لعين التينة، بل قرارات بالتكافل والتضامن موجّهة ضد المسيحيين. فماذا سيفعل الصهر بعد ردّ السيد؟ وهل يكتفى بملهاة اللجان لتطوير التفاهم؟ وبعد هل ينفع الندم؟ بالتأكيد كشفُ الأبيض عن الأسود مكسبٌ بحدّ ذاته، والعودة عن الخطأ ما كانت يوما مذلّة، ربما أمكن إصلاح ما أفسده الدهر.

في يوم من الأيام، خرج العونيون "يهتّوا" القوات بأنها "ساكتة عم تتفرّج" على تيار "المستقبل"، المُمسك بالسلطة حينها، يضرب صلاحيات رئاسة الجمهورية والميثاقية والحقوق المسيحية، "مغلوبٌ على أمرها لا تحرّك ساكناً"، ليدور الزمان دورته ،وبعد خمس سنوات من" الكفوف المتتالية" من المايسترو الحقيقي لقاهر العهد، يعتبر العونيون بأن الكيل قد طفح. فأين وكيف يتصرّف "ما بتمرق هيك ولا مش ماشي الحال بقا". الأقوال تُفرح لكن الأفعال خيّبت الآمال حتى تاريخه ... فبين الإثنين مصالح والأهمّ مخاوف.... واللبيب من الإشارة يفهم الفرق بين الأزرق والأصفر.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بيان "هام" من الشؤون العقارية 9 "سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
لتخفيف استعمال الدفع النقدي... بيان من مصرف لبنان 10 "عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 6 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 2
بالفيديو: لحظة فرار منفّذي جريمة العزونية! 11 "الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 7 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 3
بعد أسبوع... لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع حساسة بالهجوم الإيراني؟ 12 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 8 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر