Beirut
16°
|
Homepage
رسائل كنيسة مار يوسف إلى "حزب الله"
وليد خوري | المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 20 آذار 2023 - 6:58

"ليبانون ديبايت" - وليد خوري

في الشكل، جاءت زيارة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون إلى حارة حريك بداعي المشاركة في الذبيحة الإلهية في كنيسة مار يوسف، أمّا في المضمون، أتت الزيارة تأكيداً على تموضع عون الإستراتيجي بما تمثّله حارة حريك في هذا البعد، وللشقّ الداخلي حديث آخر.

الإستنتاج الأول أن ميشال عون، واستطراداً تياره، أنجزا المراجعة الداخلية، والخيار الحالي هو في التموضع "تكتيكياً" بعيداً عن "حزب الله" في المسائل الداخلية حصراً. أدلّ ما في هذا البعد تخصيص عون، المُدّجج بمواكبة عونية من الطراز الرفيع، لقاءاته في صالون الكنيسة مع مناصري "التيار الحر" فقط، بخلاف ما كانت تجري عليه الأمور خلال "عزّ" التحالف.


كان عون يُمهِّد لخطوته تلك على مدى أسابيع. خلال لقاءاته مع زواره التي تلت خروجه من قصر بعبدا، كان يُؤكّد على خصوصية علاقته بالأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ويرفعها إلى البعد الأوسع من الوطني. كان الموقف تأكيداً مطلقاً على كون عون ما زال متموضعاً ضمن خيارات نصرالله الإستراتيجية، لكن في الشقّ الآخر، أي الداخلي، بدا عون متمايزاً إلى أبعد الحدود. فلم يعفِ مسؤولي "حزب الله" من مسؤولية ما يقول إنها "مساهمة في إفشال العهد"، كأن الرئيس السابق يخلق تمايزاً في العلاقة مع الحزب في ما له صلة بالملفات الداخلية.

لهذا البعد قراءة خاصة، ينهل منها بالتأكيد رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل. بالتأكيد، يتمتع باسيل بتغطية كاملة من عمه الأب الروحي للتيار، لذلك، مضى في سياسة مقارعة "حزب الله"، لا سيّما أخيراً، ضمن حدود التكتيكات الداخلية بأفقها الواسع، ممّا دفعه لاستدراج مواقف من نصرالله شخصياً.

بالنسبة إلى عون، فما كُتِب قد كُتِب، والأمر يحتاج ليس إلى صيانة علاقة بين حليفين متباعدين، إنما إعادة بناء علاقة وفق أسس جديدة، وهو ما يثبت أن التفاهم بشكله الحالي استُنفذ. لذلك، دُشِّنَ مساره من كنيسة مار يوسف، حينما عزل من استقبله من جانب الحزب (النائب علي عمار) عن أي لقاء داخلي، وترك الأمور في الصورة مع مراعاة لبعضها من الشكل.

من جانب آخر، كان عون يُطلق مواقف أمام زواره طيلة الأسابيع المنصرمة، من وحي أن في مقدورهم (وهو لسان التيار بطبيعة الحال)، بالنسبة إلى ملف رئاسة الجمهورية وحينما تبلغ الأمور ذروتها، أن يتدخل كمؤثِّر ما سيدخل على المسار تغييرات واسعة. فُهِم أن كلام عون يأتي في معرض رفضه، ومن خلفه "التيار"، مسألة "ترئيس" رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية بهذه الطريقة التي فيها تحدٍّ للمسيحيين، ومن خارج التفاهم معهم أو موافقتهم، كما نصّ العرف المُتفاهم عليه مع "حزب الله". وعملاً بذلك، أتاح عون فتح نقاش عميق له علاقة بخطوات "التيار" المقبلة.

عملياً، لم يُقدم الحزب جديداً في العلاقة مع "التيار". الإتصالات متوقفة، والقناة الوحيدة الفاعلة تمرّ في مسار "تنظيم الخلاف" على وسائل التواصل الإجتماعي بين جمهوري الطرفين. حتى في الشكل والبروتوكول، أخطأ "حزب الله" في طريقة إستقبال رئيس الجمهورية السابق في عمق الضاحية الجنوبية. إنتدبَ نائباً فيما كان الحريّ به انتداب مسؤول من الصف الأول، ففي النتيجة الزائر ليس مجرّد حليف، إنما رئيسٌ سابقٌ للجمهورية.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 9 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 2
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 3
"إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 12 مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 8 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر