Beirut
16°
|
Homepage
هوَ الشقراء باربي
روني الفا | المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 14 آب 2023 - 11:59

"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

صدقَ صمويل هنتنغتون. صراع الحضارات بدأ واستعرَ بسرعة غير متوقعة. قوة التدمير لهذا الصراع مَهولة. الرؤوس البالستية الثقافية أخطر من الصواريخ البالستية. الأول مثله مثل قنبلة هيروشيما تتناسلُ عبر الأجيال وتخلق تشوهات مخيفة أما الثاني فيدمّر الهدف مرة واحدة ويقتل مرة واحدة.

" باربي " أحد أدوات هذا الصراع. بالطبع الأدوات متعددة وتتفاوت أحجامها لكنها تصب في خانة واحدة: إنهاء العروبة بكل مكوناتها كحضارة نموذج. لا يعني ذلك موت التاريخ كما يدّعي فوكوياما. انه بكل بساطة تاريخ حضارة غربية جديدة بدأت تنمو على ضريح حضارته القديمة كما تنمو الأعشاب الضحلة على ضفاف مياه آسِنَة.


في كل بيت لبناني تقريبًا دمية لباربي. أخواتنا وبناتنا ما زلن يحتفظن بها في الجوارير العتيقة. باربي بثياب البحر وباربي بفستان السهرة وباربي بكل مساحيق التجميل في علبة منفصلة. ضفائر وأمشاط وأقراط أذن وخواتم وأساور وأحمر شفاه أي كل ما علّم بناتنا دروسًا ابتدائية في الأنوثة. كان البنات يلعبن مع باربي كما يلعبن مع تيريز وسعاد وفاطمة وليلى ويفشينَ لها أول نتؤات مراهقتهن البريئة قبل اكتمال أنوثتهن.

باربي اليوم صارت " هُوَ ". في الفيلم الذي أقام الدنيا ولم يقعدها تبدأ المشاهد بفتيات صغيرات يعنّفن باربي ويتعهدن انهن لن يصبحن أمهاتٍ أبدًا. محاولة لاغتيال أنوثة الأطفال. محاولة في السينما لقتل الأمومة في الرّحِم ورفض الآخر الذكوري وهو المدخل الضروري للانجاب والأمومة. مساكنات وجُماع غصبًا عن الطبيعة التي فُطر عليها الانسان منذ ملايين السنين. الاعتداد بلوط هرطقة. بولس الى اهل رومية مقتطف: أسلَمهم الله الى أهواء الهوان، لأن إناثهم استبدلنَ الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة، وكذلك الذّكور أيضًا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي، اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعضٍ، فاعلين الفحشاء ذُكورًا بذكورٍ، ونائلين في أَنفسهم جزاء ضلالهم المُحقّ.

الفيلم أيضًا. يجب الفرار من المجتمع الذكوري. السحاق يحقق ذلك. الممثل نفسه الذي يلعب دور باربي متحول جنسيًا. الرجل يستطيع أن يكون امرأة. يجب أن يكون أنثى ليستحق هويته الحقيقية. باربي صار هوَ. هُو الذي هوَ هِيَ. هذه الشقراء باربي صارت في نهاية الفيلم " هو الشقراء باربي".

بالتأكيد ظاهرة كل شيء ممنوع مرغوب موجودة في لبنان. ستزيد مبيعات باربي المتحولة. بالتأكيد سيرغب المزيد من الناس مشاهدة الفيلم بوسائل مختلفة. انما لا يمكن للسلطة السياسية في لبنان الا اتخاذ قرار حظره وحسنًا فعلت.

بموازاة ذلك تقدم بعض نواب الأمة باقتراح قانون يقضي بالغاء عقوبة السجن التي نص عليها القانون قمعًا للعلاقات المنافية للطبيعة. بالطبع لن يمر الاقتراح. انما فُتح الباب أمام تشريع الشذوذ. يعترضون على تشريع الضرورة ويمهدون لتشريع الشذوذ.

لم يكن شعار الشرق الشرق والغرب غرب أكثر اثارة للجدل من زمننا هذا. باربي الأنثى وباربي الذكر. الرجل الذي يحبل والأنثى التي تُحبِل الرجل وبينهما البنات البريئات الصغار في بداية فيلم باربي يصفعن باربي الجديدة ويقلن لها: لن نصبح امهات بعد اليوم. لن نصبح امهات بعد اليوم.

نحن في خضم صراع الحضارات. يُترجَم ذلك في الحرب بكل مستوياتها من البندقية الى الصاروخ الى الأزياء الى المساكنة الى المثلية وتشجيع الاسلاموفوبيا وحظر معاداة السامية وحرق القرآن وغدًا بالتأكيد حرق الإنجيل. تمزّق عضلي رهيب في المجتمع اللبناني نتيجة ذلك. إما القمع وإما التساهل. التساهل يقتل كل ما هو ديني في مجتمعنا. لا القرآن ولا الانجيل سيكون بمقدورهما مواجهة هذه الآفة اذا استفحلت. انقاذ الكتابَين أو حرقهما. انقاذ لبنان او حرقه. منع باربي الفيلم بقرار وزارة الثقافة جزء من الانقاذ. من دون مواكبة السلطات الروحية على الدُّنيا السلام.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"مش كل مرّة بتسلم الجرّة"... حادثة لا يمكن الإستخفاف بها! 9 بلبلةٌ لا مثيل لها في صفوف الموظفين... وإجتماع "عاجل"! 5 باسيل شخصياً وراء احالة الان عون الى مجلس الحكماء… والسبب صادم 1
إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 10 قطع طريق ورمي أحجار... ماذا يحصل في خلدة؟ 6 ماذا وراء الإنخفاض "اللافت" في أسعار المحروقات؟! 2
"هزة قوية"... راصد الزلازل الهولندي يُثير الجدل من جديد! 11 تطورات صادمة في ملف "التيكتوكرز"... وتوقيفات جديدة! 7 جريمة قتل زينب معتوق: معلومات أمنية تكشف للمرة الأولى وقطبة مخفية إلى العلن! 3
ما علاقة ملاحقة سلامة أوروبياً بهبة المليار يورو؟ 12 خوف مسيحي… قلق شيعي وارتياح سني 8 إستبدال الشباب اللبناني بالشباب السوري.. فضيحة الهجرة الموسمية! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر