"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

قصفٌ سياسي من عيار مسيّرات انقضاضية يتعرض له رئيس مجلس النواب. على جبهَتَين مفتوحَتَين يتم الاستهداف. جبهة تأمل ضرب تماسك ثنائي المقاومة لإضعاف وحدة المواجهة وجبهة القرار ١٧٠١ الذي يحاول الكيان إبعاد الكورنيت من مداه الجغرافي. 1700 كورنيت سياسي مخزّنة في الرئاسة الثانية ولا مدى جغرافي يكفي لحماية الكيان.

صلافة موصوفة تتمثل ببقاء المجنزرات الإسرائيلية وأخرى أكثر صلافة تتمثل في مطالبة حاملي الكورنيت اللبنانيين بالتراجع. في السياسة جبهة عين التينة صامدة. القرار ١٧٠١ يتعلق أولًا بخروج الحرامي. الحَرامي ما زال في داخل البيت الحدودي اللبناني. المطلوب من الموفدين الدوليين الضغط بالتي هي أحسن لإخراجه قبل طلب أي شيء من أهل البيت. هذا موقف عين التينة وبهذا العتاد السيادي تواجه مناوشات الموفدين الدوليين المتأرجحة بين الوعد والوعيد.

في أروقة عين التينة وصلت أخبار مفادها أن الاسرائيلي ما زال يأمل بتعميمها للوسطاء. أبلغوا برّي أنه معتدل ولكن تعاملوا معه على انه خاصرة رخوة إن عبر إطلاق الوعود السيادية الحدودية وإن عبر مدح " مقاومته " على أنها لبنانية بلا أجندة خارجية. تمرّس الرئيس بري بالمناوشات التفاوضية. الخاصرة الصلبة للمقاومة تبدأ من عنده. إذا فشلتم إلعبوا على تناقضات الداخل اللبناني. ألبّوا بعض من في الداخل أملًا بإغوائه. ترد عين التينة: خيّطوا ما تشاؤون. الثوب لَن يُرتَدى. لا أعداء لنا في الداخل والتأليب دَقَّة قديمة.

أولوية لا يسبقها شيء في عين التينة. رئاسة الجمهورية كضمانة لوحدة المؤسسات واعادة استنهاض الدولة. مثاقفة الدولة عبر تثبيت الرأس على كتفيها. اجتراح معجزة عدم التعطيل خارج مزايدات السياسة. آليات مبتدَعة تخلق موالفة بين الحوار وجلسات الانتخاب ألمح لها الرئيس بري لحلقة ضيقة من زواره تتيحُ خروج الدخان الأبيض من المجلس. زخم جديد منتظر من قبعة الساحر قد يظهر قريبًا.

بين المواجهة السيادية خصوصًا في منطقة عزيزة على الرئيس بري مثل الجنوب وبين المواجهة السياسية تُظهر الأحداث أن عين التينة هي التي تحمل العصا والجزرة ولا يُحملان في وجهها. الحديث في الأروقة يفيد أن اللجنة الخماسية قد تتمثل قريبًا بوزراء لا بسفراء لزيادة الزخم .. والضغط. زخم إضافي وضغط متبادل من رئيس مجلس النواب حرصًا على ثني البعض عن التعويل على جزرة مكاسب أشبه بسمك حدودي في البحر او التعويل على خشية عين التينة من ضغط اسرائيلي لم يفلح سابقًا. للتذكير، بري هو صاحب مقولة " الأسهل نقل الليطاني الى الحدود عَشَر كيلومترات بدل نقل المقاومة المسافة نفسها وراء النهر".

لم يكن تلميح أمين عام حزب الله مؤخرًا لمقولة سحب الليطاني دون تسمية مبتدعها من قبيل الصدفة. رسالة مشفّرة هي أيضًا: الثنائي واحد. تفاوضًا ومواجهةً الدم لا يستحيل ماء.

المرحلة المقبلة إسرائليًا قد تكون مزيدًا من النار في الجنوب. لا ينفع البعض تمرير كلمة سرّ " أضربوا البيئة ". للأسف بعض القوى السياسية تأمل أن النار ستحرق جبهتي المقاومة العسكرية والسياسية. في لبنان معجزة تشبه سقوط إبراهيم في النار. النار تحتفظ بقوتها الحارقة وابراهيم يحتفظ بقابليته الجسدية للاحتراق. لا النار أحرقت ولا ابراهيم احترق.

الالتفاف حول المقاربة المنتظرة لرئيس المجلس تتطلّب الحكمة من الجميع. الإقلال من التجييش الطائفي والإكثار من التشاور البنّاء البعيد عن التحريض والتخوين بين المكونات السياسية. انتخاب رئيس. استنهاض مؤسسات الدولة. النظر إلى النار على أنها نهاية مرحلة وبداية فرصة. عين التينة محورية في تحضير إرهاصات هذه الفرصة. في عين التينة أكثر من تينة لكن أكوازها لا تُقطَفُ نشلًا. ولا كوز واحد منها جاهز لقبول اقتلاعه غصبًا. لا بجزرة ولا بِعصا