Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
الثنائي الشيعي يسقط رئيس "المفاجأة"
محمد المدني
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الجمعة
01
آذار
2024
-
6:52
"ليبانون ديبايت" - محمد المدني
في البداية، ظنّ اللبنانيون خيراً بمبادرة تكتل "الإعتدال" الرئاسية واعتقدوا أن الحل الرئاسي سيكون على يد هؤلاء النواب الذين اقترحوا خطوات محددة لانتخاب رئيس الجمهورية، تبدأ بالمشاورات النيابية وتنتهي بجلسات انتخاب مفتوحة وبينهما تصفية أسماء واختيار منها ما يمكن السير به إلى القاعة العامة.
تفاؤل اللبنانيون لم يكن فقط نتيجة تعلّقهم بأي بادرة نور في ظلّ اليأس الذي يعيشونه منذ سنة ونصف من الفراغ الرئاسي، وإنما لشيوع انطباع أن هذه المبادرة أتت بدفعٍ من اللجنة الخماسية أو على الأقلّ من أحد السفراء البارزين فيها.
وقد زاد من الأجواء الإيجابية، طفرة التصاريح الإعلامية لبعض أعضاء التكتل الذين أفرطوا في بثّ توقعات إيجابية لهذا التحرّك. لكن مع مرور الوقت، تبيّن أن المبادرة المذكورة ولدت ميتة، لكونها لم تستند واقعياً إلى جوهر المشكلة التي تعيق إنجاز الإستحقاق الرئاسي وارتكزت فقط على شكل المسار الذي اعتقدت أنه يمكنه وحده حلّ المشكلة.
فطرحت تشاوراً بين الكتل النيابية تليه جلسات انتخاب مفتوحة ولو بعدّة أسماء في حال تعذّر التوافق، متناسية أو غير مدركة بحكم قلّة تجربة أعضائها، بأن إتمام الإستحقاق الرئاسي خصوصاً بعد اتفاق الطائف، لا يتمّ إلا بالإتفاق الذي يسبق الجلسات وليس بالجلسات العفوية التي تنتهي في غياب التوافق بتعطيل النصاب عن سابق تصوّر وتصميم.
ولا شكّ بأن هذه الممارسة تأخذ منحى أكثر تشدّداً مع الثنائي الشيعي الذي يريد اللعب الواضح والمكشوف ولا يرتاح للمفاجآت في ظلّ كل هذا الإستهداف الذي يتعرّض له داخلياً وخارجياً وهو يقارب الإستحقاق الرئاسي كمحطة مفصلية لعهد رئاسي يدوم 6 سنوات وقد يشهد الكثير من التطورات الإقليمية والمحلية، وبالتالي لا يتعاطى مع هوية الرئيس على قاعدة "رئيس المفاجأة".
اضافةً إلى ذلك، إن تكتل "الإعتدال" يبدو غير مدرك بما فيه الكفاية لحجم الإعتبارات الأخرى لدى كل فريق لا سيّما الطموح من خلال الرئاسة إلى مصالح سياسية وسلطوية يريد كل فريق تحقيقه من خلال مرشّحه، ممّا يفسّر التشدّد بالمواقف في ظلّ موازين قوى لم تتغيّر، وبالتالي تجعل من التوافق على اسمٍ محدّد أمراً شبه مستحيل.
كان يمكن لمبادرة "الإعتدال" أن تكون مفيدة رئاسياً فيما لو خفّضت سقف طموحاتها واكتفت بأن تكون إخراجاً لإتفاقٍ سابق لها، حين تنضج ظروفه وتوقيته، بدلاً من أن تبالغ في قدرتها على إنجاز خرقٍ، معتقدةً انها بمجرّد طرحها هي هذه المبادرة فستحقّق حكماً النجاح حيث فشل كثيرون قبلها من موفدين دوليين وأطراف لبنانيين أساسيين حول الأفكار نفسها.
لكن حماسة نواب "الإعتدال" معطوفة على قلّة خبرتهم، استهلكت ورقة دورهم الوسطي من دون تحقيق النتيجة المرجوّة، وسيبقى الإستحقاق الرئاسي معلّقاً على خطّ التوتر العالي لحرب غزّة إلى حين فتح مسار التفاوض على التسوية المنتظرة عند انتهائها.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا