"ليبانون ديبايت"

طوت الساحة الداخلية صفحة البيان الأخير الصادر عن سفراء اللجنة الخماسية، لتفتح صفحةً جديدة طال انتظارها، هي المبادرة الحاسمة التي سيحملها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت يوم الثلثاء المقبل، حيث سيعيد تحريك مياه الإستحقاق الرئاسي مجدداً، ولكن مع تحديد المسار النهائي هذه المرة، والتي لن تكون كما المرّات الخمس التي سبقت، حيث كانت كل زيارات ومبادرات وأوراق الإليزيه الرئاسية كما الأمنية، تصطدم بقرار لبناني ثابت بعدم الدخول في أي مبادرات مهما كان مصدرها قبل وقف النار في غزة، على أن يبدأ البحث بالإستحقاق الرئاسي فور الإعلان عن توقف العمليات العسكرية.

إلاّ أن الجهود التي قام بها أخيراً سفراء "الخماسية"، وتلك التي يستعد لإطلاقها الموفد الرئاسي الفرنسي، لن تُثمر أي جديد برأي مصادر نيابية مطلعة، إلاّ إذا كانت كلمة السر الرئاسية الخارجية قد وصلت وتحديداً من واشنطن، مع العلم أن لودريان يتحرك هذه المرة على إيقاع تواصلٍ دائم بينه وبين الوسيط الأميركي آموس هوكستين، وبالتالي، من الممكن توقع تبدلٍ في المعطيات، ولكن من دون الذهاب بعيداً في أي توقعات أو سيناريوهات تشي بمشهد رئاسي جديد.

وتؤكد المصادر النيابية المطلعة ل"ليبانون ديبايت"، أن زيارة لودريان تأتي في سياق متصل ببيان اجتماع عوكر الذي كرّس وحدةً في موقف عواصم "الخماسية"، على أن تكون مهمة لودريان في إطار استكمال ما ورد في هذا البيان لجهة التأكيد على "مشاورات نيابية محدودة" في المجلس النيابي تمهّد لجلسة انتخابات رئاسية.

ولكن الوصول إلى تحديد موعدٍ لهذه الجلسة الإنتخابية ليس سهلاً، في ضوء ما تكشفه المصادر عن قرار لدى رئيس المجلس نبيه بري، بعدم الدعوة إلى أي جلسة قد تكون شبيهةً بالجلسات السابقة.

وعليه، فإن المصادر، تجد أن لودريان سيضمّ جهوده إلى جهود السفراء الخمس الناشطين في الكواليس السياسية ونواب كتلة "الإعتدال الوطني"، وسيعاود استشراف المواقف التي سبق وأن اطلع عليها والتي لم تتبدّل، إنما سيكرّر أمامها تحذيراته السابقة من استمرار الشغور الرئاسي، ومع إضافة رسالة تحذير ونصيحة فرنسية من أن قطع الطريق على أي تصعيد إسرائيلي في لبنان، يبدأ من خلال انتظام العمل المؤسساتي وفتح طريق الإنتخابات الرئاسية.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان حراك لودريان منسّقاً مع واشنطن، تشدّد المصادر النيابية، على أن ما من زيارة سابقة قام بها أي مسؤول أو موفد فرنسي، قد أتت بمعزلٍ عن الغطاء الأميركي، وذلك على الرغم من الخصوصية في العلاقات الفرنسية ـ اللبنانية.