أمن وقضاء

غسان ريفي

غسان ريفي

السفير
الأربعاء 03 شباط 2016 - 07:04 السفير
غسان ريفي

غسان ريفي

السفير

إشكال طرابلس.. جرس إنذار

إشكال طرابلس.. جرس إنذار

شكل الخرق الأمني الذي شهدته طرابلس، مساء أمس الأول، وتمثل بإشكال مسلح بين عائلتين في منطقة جسر أبو علي وأسفر عن مقتل أحد الأبرياء وإصابة خمسة آخرين، جرس إنذار حول تدهور الوضع الاجتماعي في بعض المناطق الشعبية في المدينة، وخطورة إبقاء بعض العائلات على سلاحها وقيام بعض أفرادها باستخدامه من أجل فرض نفوذهم على المنطقة وأهلها وتجارها.

تقول المعلومات الأمنية إن ظاهر الإشكال بين العائلتين، كان بسبب خلافات حول تمديد اشتراكات الكهرباء، أما مضمونه فكان نتيجة صراع نفوذ على منطقة الجسر، لا سيما بعد قيام الأجهزة الأمنية وبلدية طرابلس بازالة نحو 500 محل عشوائي أقيم خلال المرحلة الماضية على سطح نهر أبو علي، ومحاولة أفراد العائلتين فرض وجودهم كقوى أمر واقع على الشركة الجديدة متعهدة مشروع الإرث الثقافي، إما لفرض عمال عليها، أو الحصول على المال تحت عنوان الحماية والرعاية.

وترك الإشكال، وهو الأول من نوعه في طرابلس منذ انتهاء معركة التبانة والأسواق في تشرين الأول 2014، كثيرا من التساؤلات عن دور بعض القوى السياسية في حماية وتأمين الغطاء لهذه العائلات التي تمتلك كميات كبيرة من السلاح تستخدمه في فرض نفوذها على المناطق التي تتواجد فيها، ومحاولة استمالتها، فضلا عن دور الأجهزة الأمنية في التصدي للتجاوزات التي تقوم بها والتي يشكو منها كثير من التجار وأصحاب المؤسسات الاقتصادية في طرابلس القديمة.

ومن بين هذه التساؤلات: لماذا تغض الأجهزة الأمنية نظرها عن السلاح الموجود في أيدي هذه العائلات بالرغم من معرفتها بأماكن وجوده؟ وهل من أغطية سياسية كانت تمنع عليها ذلك؟ ولماذا لا تقوم هذه الاجهزة بحرب استباقية على هذا السلاح المتفلت؟ وهل المطلوب أن يخرج هذا السلاح ويقتل ويجرح أبناء تلك المناطق حتى تتحرك الأجهزة الأمنية المعنية؟

ثم ماذا عن إنماء المناطق الشعبية في طرابلس؟ ولماذا لم تبادر الحكومة الى تنفيذ وعودها بتزامن الخطة الأمنية مع خطة تنموية توفر فرص العمل للشبان العاطلين من العمل، بالرغم من مرور سنة وعشرة أشهر على انطلاقها؟

ويمكن القول إن التحرك السريع والحاسم للجيش اللبناني، قد أعاد الأمور الى نصابها.
وتشير المعلومات الى أن الجيش نفذ على مدار الساعات الماضية سلسلة مداهمات لمنازل المتورطين بإشكال منطقة الجسر، وأوقف أكثر من 40 شخصا على ذمة التحقيق وأبقى على نحو 20 منهم، كما صادر كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف الآر بي جي وستة كيلوغرامات من المتفجرات، وعبوة ناسفة، وأعتدة عسكرية مختلفة ومنظار ليلي، وذخيرة، إضافة الى كمية قليلة من المخدرات وحشيشة الكيف وحبوب الهلوسة.

ويؤكد مصدر عسكري أن الجيش اللبناني لن يتهاون مع أي مخل بالأمن في طرابلس الى أي جهة انتمى، لافتا الانتباه الى أن مَن تم توقيفهم لا يمتون بصلة الى الاسلاميين الذين يقومون بالتواصل مع «داعش» أو «النصرة»، بل هؤلاء يتصارعون في المناطق الشعبية من أجل فرض نفوذهم والحصول على بعض المكتسبات في ظل البطالة المستشرية، وهم ينتظرون أي فرصة لاعادة اشاعة أجواء الفوضى التي تؤمن لهم مداخيل مالية، بعد أن قطعت الخطة الأمنية أرزاقهم، مشددا على أن الجيش يتابع إجراءاته من أجل توقيف كل المتورطين أو المتسببين بالإشكال بغية تقديمهم الى القضاء المختص.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة