لم يجد عدد من الشبّان الذين كانوا ينوون الانضمام إلى المجموعات المسلّحة في سوريا ودعمها بالمال والسلاح، طريقاً أفضل من تنفيذ عمليّات سطو على مصارف لبنانيّة. تماماً كما لم يجدوا سبيلاً أسهل من سرقة مسدسات حربيّة تابعة لعسكريين بغية تنفيذ عمليّات السّطو!
ولذلك، حضّروا أنفسهم جيّداً للمهمّة. فبعد أنّ تعرّف إيهاب الحروك على القاصر مراد ح. وخالد العجمي المعروف بـ "خالد رحومي" (الذي تمّ توقيفه بكمين محكم من قبل مخابرات الجيش كونه متّهما بالانتماء إلى أكثر من مجموعة إرهابيّة ككتائب عبدالله عزام)، أبدى أمامهما رغبته في الذهاب إلى سوريا. بدأ هؤلاء يتواصلون مع أسامة الشهابي، وفق ما جاء في القرار الظنيّ الصادر عن قاضي التحقيق العسكريّ مارون زخّور.
وبعد أن استحصلوا على فتوى شرعيّة من أحد المشايخ تجيز السطو بهدف تمويل المجموعات المسلّحة في سوريا، اتفقوا أن يكون حاجز الجيش اللبناني في الفاعور هو أوّل هدف لهم في هذا المخطّط، بالإضافة إلى سلب مسدسات أميريّة من عناصر قوى الأمن الداخليّ في بلدة قبّ الياس، إذ اعتبروا أنّ مثل هذه العناصر "تكون الأضعف ولا تستطيع أن تبدي مقاومة لدى محاولة سلبها مسدساتها".
ومن الخطّة إلى الفعل، بدأ المدّعى عليهم التنفيذ، فتكفّل طارق بيضون بتعليم مراد كيفية تصنيع عبوات ناسفة ومتفجّرات بغية الانتقال إلى سوريا بعد أن تسلّم من الحروك مبلغاً مالياً.
كان مراد ومعه المجموعة قاب قوسين أو أدنى من تنفيذ مخططاتهم، إذ قام بشراء قنبلتين يدويتين لرميهما على حاجز الجيش والمشاركة في تكسير كاميراته، كما أنّه سعى بطلب من خالد العجمي إلى الاستحصال على أسلحة وقنابل من محمّد عبد الواحد، وتأمين صواعق تُستخدم في العبوات الناسفة بالإضافة إلى 150 رمانة يدويّة،
فيما سلّم المتهمُ بلال يمين عبوةً ناسفة جاهزة للتفجير مع صاعق، كان خبّأها على السطح لثلاثة أشهر، إلى السوري "أبو علي" وذلك بهدف استخدامها في سوريا، وفق القرار الظنيّ.
وأهمّ ما جاء في القرار هو أنّ مراد كان يتواصل عبر "الفايسبوك" والهاتف الخلوي مع الموقوفين الإسلاميين للحديث عن الأمور الجهاديّة وكيفيّة دعم الثورة السوريّة، بالإضافة إلى محاولة مراد، بإيعازٍ من إيهاب، تجنيد أشخاص للقتال في سوريا.
وخلال استجوابه أمام المحكمة العسكريّة، أمس، أشار مراد ح. إلى أنّ علاقته بخالد العجمي هي علاقة سطحيّة باعتبارهما من البلدة نفسها.
أمّا عن علاقته بالمتّهم الرئيسي في هذه القضيّة إيهاب الحروك فنفض الشاب يديه من إفادته الأوليّة التي تحدّث خلالها عن تفاصيل الدعوى، مشيراً إلى أنّ العجمي لم يعرّفه على الحرّوك بعد أن قال له إن الأخير لديه مواقف بارزة بشأن الثورة السوريّة ليقوم بإضافته كصديق على "فايسبوك".
ذهب الشاب بعيداً من كلّ هذه الرواية، مكتفياً بالإشارة إلى أنّه كان يعمل في مجال الحدادة، وبالصدفة رأى محلاً للألمنيوم، فدخله ليسأله عن عمل، وهناك تعرّف على الحروك الذي عرف أنّه من بلدته ووعده بالاتصال به إذا ما أتاه عمل في ورشة.
هذه الرواية صدمت رئيس المحكمة العسكريّة العميد الرّكن الطيّار خليل ابراهيم، خصوصاً أنّها لم ترد سابقاً على لسان أي من المدّعى عليهم، ما دفعه إلى سؤاله: "من أين اخترعت هذه الخبريّة؟" فيما أصرّ مراد على روايته، قبل أن يستفز ابراهيم واصفاً الإفادات بالكاذبة على اعتبار أنّ المدّعى عليهم أفادوا سابقاً باعترافات متطابقة قبل أن يتراجع بعضهم عنها.
ولأنّ المدّعى عليه أنكر أي علاقة حقيقية مع باقي المدّعى عليهم، أصرّ ابراهيم على وقف الاستجواب، إذ إنه "لا داعي أن أسألك أي سؤال إذا أنت بدأت من هنا"، ثم أرجأ الجلسة إلى 25 تموز المقبل.
الأسير يريد سلاحاً طرابلسياً!
وفي "العسكريّة" أيضاً، كشفت إفادة السوري عبدالله م. المقرّب من الشيخ حسام الصبّاغ عن المحاولات العديدة التي قام بها مقربون من أحمد الأسير لشراء أسلحة ثقيلة قبل معركة عبرا بأسابيع قليلة. وهذا الهدف كان على قائمة أولويات المسؤول العسكريّ لدى الأسير الشيخ أحمد الحريري الذي زار عاصمة الشّمال حيث التقى عبدالله المعروف عنه بأنّه تاجر أسلحة، وطلب منه لقاء الصباغ.
في البداية، أنكر الموقوف أمر تجارته بالأسلحة أو شراء الأسلحة للصباغ وجماعة الأسير قبل أن يعترف بالأمر. فأكّد أنّه اشترى لـ "الحاج" (الصباغ) أربع بندقيّات، فيما باع لمجموعة الأسير قطعة "بي كا سيه" قبل معركة عبرا بحوالي الشهرَين وسلّمها لهم على طريق القلمون – شكّا، نافياً أن يكون الحريري قد طلب منه تأمين أسلحة مقابل 10 آلاف دولار أميركي.
أمّا عن علاقته بالمسؤول الشرعي لـ "داعش" في باب التبانة الموقوف ابراهيم بركات، لفت عبدالله الانتباه إلى أنّه علم في ما بعد أنّه ينتمي لـ "داعش"، وأنكر أن يكون قد أغراه بترؤس مجموعته المسلّحة.
وأوضح أنّ زيارته لبركات في باب التبانة كانت تهدف إلى نصحه بترك المنطقة كي لا يورطّها بأي عمل أمني بعدما تردّد أنّه يتحضّر لشنّ هجوم على الجيش، مشيراً إلى أنّه باع أحد المقربين من بركات خرطوشا أحمر لكنّه لم يبعه السلاح.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News